المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

بمختلف الألوان
لقد فاضلَ الله سبحانه وتعالى بحسب حكمته في التشريع بين الشهور كما فاضلَ بين الأيّام، وكما فاضل بين السّاعات لأجل أن تكون هذه الفضيلة منبّهات للإنسان على مزيدٍ من الجد والتبصّر والاستعداد للحياة الأخرى. فلو كان الإنسان مدعوّاً إلى عمل الخير في جميع الأوقات على وجهٍ واحدٍ لم يكن له حافز على استثمار... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
أثر الشخصية المهدوية في الحياة اليومية
عدد المقالات : 40
إن تطبيق المبادئ المهدوية في الحياة اليومية لا يقتصر على الأبعاد الدينية فحسب، بل يشمل أيضًا جوانب اجتماعية ونفسية تؤثر بشكل عميق في سلوكنا وعلاقاتنا مع الآخرين. الشخص المهدوي، الذي يسعى لبناء شخصية تعكس خصائص الإمام المهدي (عليه السلام)، يتبنى أسلوب حياة مبني على العدالة، الرحمة، الصبر، التخطيط الاستراتيجي، والالتزام بالقيم الأخلاقية. في هذا المبحث، نستعرض كيفية تأثير هذه المبادئ في حياتنا اليومية مدعومة بالآيات القرآنية والروايات.

1. العدالة الاجتماعية:
العدالة هي أساس بناء المجتمع المتوازن والمستقر. الإمام المهدي (عليه السلام) يمثل أعلى مراتب العدالة التي تنتظر أن تطبق في عصر الظهور، وهذه العدالة تتجسد في علاقاتنا اليومية عندما نعامل الآخرين بحسن الإنصاف. في القرآن الكريم، يقول الله تعالى:
"إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ... (النساء: 58)

أ. مفهوم العدالة الاجتماعية في الفكر المهدوي
العدالة الاجتماعية ليست مجرد فكرة، بل هي نهج يسير عليه المنتظر الحقيقي، فهي تتجلى في السلوك الشخصي للفرد وفي تعامله مع الآخرين، كما قال الإمام علي (عليه السلام): "العدل أساس به قوام العالم "(ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ١٨٣٨).
وهذا يعني أن العدل هو أساس استقرار أي مجتمع وازدهاره.

ب. دور الشاب المهدوي في تحقيق العدالة الاجتماعية
الشاب الذي يحمل القيم المهدوية يكون عنصرًا فاعلًا في نشر العدل ومكافحة الظلم، ومن أهم الممارسات التي تعزز العدالة الاجتماعية:
- إعطاء الحقوق لأصحابها وعدم التعدي على حقوق الآخرين.
- الالتزام بالصدق والأمانة في جميع المعاملات.
- مساعدة الفقراء والمحتاجين
، كما جاء في الحديث الشريف قال رسول الله صلى: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع" (الكافي، ج2، ص 668).
- رفض الظلم ومحاربته بكل الوسائل الممكنة.
ج. العدالة في حكومة الإمام المهدي (عجل الله فرجه)
عند ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، سيكون العدل هو السمة الأساسية لحكومته، كما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله):
"يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا" (بحار الأنوار، ج51، ص74).
وهذا يدل على أن العدالة ليست حلمًا بعيد المنال، بل هي وعد إلهي سيتحقق بظهور الإمام (عليه السلام)، وهو ما يستلزم من المؤمنين السعي لتطبيقها في حياتهم اليومية كجزء من التمهيد لهذه الدولة العادلة و هو جزء من الانتظار الفعّال للإمام المهدي (عليه السلام)، وهو ما يجعل الإنسان مستعدًا ليكون من أنصاره والممهدين لظهوره.
2. الرحمة والتواضع:

الرحمة والتواضع هما أساس العلاقة بين الأفراد في المجتمع المهدوي. الإمام المهدي (عليه السلام) يعتبر الرحمة إحدى أبرز صفاته، كما أن التواضع هو طريق للرفع عند الله. في القرآن الكريم، نجد قوله تعالى:
"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ."(الأنبياء: 107)
وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله):
"إنما بعثت رحمة للعالمين."
وورد عن الإمام علي (عليه السلام):
"من تواضع لله رفعه."
الرحمة والتواضع في الحياة اليومية تعني تفاعلنا مع الآخرين برفق، مما يؤدي إلى مجتمع متماسك ومتعاون.

3. الصبر والمثابرة:

الصبر والمثابرة من الصفات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المؤمن في سعيه نحو بناء شخصية مهدوية. الصبر لا يعني فقط تحمل الصعاب، بل هو أيضًا يعني الثبات على المبادئ رغم الظروف. في القرآن الكريم، يقول الله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ." (آل عمران: 200)
كما ورد عن الإمام علي (عليه السلام):
"الصبر مفتاح الفرج." (بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٨ - الصفحة ٧٥)



الصبر في حياتنا اليومية يعيننا على التغلب على التحديات والنضوج الشخصي.
4. التخطيط المستقبلي والنظرة الاستراتيجية:إحدى أهم سمات الإمام المهدي (عليه السلام) هي رؤيته الاستراتيجية للمستقبل. رغم غيبته، إلا أن الأمة تنتظر ظهوره لتحقيق العدالة والإصلاح في المستقبل. هذا يعلمنا أهمية التخطيط السليم والمستمر في حياتنا اليومية. في القرآن الكريم، يقول الله تعالى:
"وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ."(البقرة: 215)
الآية تؤكد على أن الأعمال التي نخطط لها بإخلاص وتنفيذها بصدق ستكون لها نتائج طيبة في المستقبل.

أ. مفهوم التخطيط المستقبلي في الفكر المهدوي
التخطيط المستقبلي يعني وضع أهداف واضحة والعمل على تحقيقها بخطوات مدروسة. وهذا ما أكدت عليه تعاليم أهل البيت (عليهم السلام)، فقد قال الإمام علي (عليه السلام):
"التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم" (ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٣٢٧٠).
وهذا يشير إلى أهمية وضع خطة مسبقة لأي عمل لضمان نجاحه وتجنب العواقب السلبية.

ب. التخطيط في حياة الشاب المهدوي
الشاب المهدوي لا يعيش بلا هدف، بل يعمل وفق رؤية واضحة، تشمل:
- وضع أهداف شخصية ودينية وعلمية والسعي لتحقيقها.
- تنظيم الوقت لتحقيق التوازن بين العبادة، العمل، والعلاقات الاجتماعية.
- تحليل التحديات والمخاطر والاستعداد لها مسبقًا.
- اكتساب مهارات جديدة تساهم في خدمة المجتمع وتعزيز قيم العدالة والإصلاح.

ج. النظرة الاستراتيجية في مشروع الانتظار
الانتظار الحقيقي للإمام المهدي (عليه السلام) ليس مجرد ترقب سلبي، بل هو عمل مستمر يهدف إلى التمهيد لظهوره من خلال:
- نشر العلم والمعرفة وتعزيز الوعي في المجتمع.
- بناء شخصية قوية قادرة على مواجهة التحديات.
- الاستثمار في الأعمال الصالحة التي تخدم الأفراد والمجتمع.
- التعاون مع الآخرين لتحقيق الإصلاح الاجتماعي، كما قال الإمام الصادق (عليه السلام):
"رحم الله عبداً اجتمع مع آخر فتذاكر أمرنا، فإن ثالثهما ملك يستغفر لهما" (وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ١٦ - الصفحة ٣٤٨).

د. أثر التخطيط في بناء المجتمع المهدوي
المجتمع الذي يخطط لمستقبله على أسس صحيحة يكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات، وهذا يتجسد في عدة جوانب:
- العدالة الاجتماعية من خلال توزيع الفرص والموارد بعدالة.
- التطور العلمي والاقتصادي لتقوية المجتمع المهدوي.
- التربية الإيمانية للأجيال لضمان استمرار القيم الإسلامية في المستقبل.

التخطيط المستقبلي والنظرة الاستراتيجية عنصران أساسيان في بناء الشخصية المهدوية، وهما جزء لا يتجزأ من مشروع الانتظار الفعّال. فكل خطوة يخطوها الشاب المهدوي نحو تطوير نفسه ومجتمعه هي تمهيد عملي لدولة الإمام المهدي (عليه السلام)، مما يجعله شريكًا في تحقيق العدالة الإلهية على الأرض.
5. الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية:

الالتزام بالقيم الدينية مثل الصدق، الأمانة، والوفاء بالعهود هو جوهر الشخصية المهدوية. في القرآن الكريم، نجد قوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ." (الأنفال: 27)
كما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله):
"لا إيمان لمن لا أمانة له." (ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٢١٥)
هذا يظهر أن تمسكنا بالقيم الدينية في حياتنا اليومية يعزز من مصداقيتنا وصدقنا في التعامل مع الآخرين.

6. التعاون والعمل الجماعي: الروح الجماعية من السمات المميزة للشخصية المهدوية. العمل الجماعي يؤدي إلى تعزيز التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع. في القرآن الكريم، يقول الله تعالى:
"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ..." (المائدة: 2)
- عنه (صلى الله عليه وآله): يد الله على الجماعة، فإذا اشتذ الشاذ منهم اختطفه الشيطان كما يختطف الذئب الشاة الشاذة من الغنم .(ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ١ - الصفحة ٤٠٦)
التعاون والعمل الجماعي يساعد في بناء مجتمع قوي ويعزز من تماسك الأفراد لتحقيق الأهداف المشتركة
و من خلال هذه الآيات والروايات، نرى كيف أن الشخصية المهدوية، بمبادئها المتنوعة، يمكن أن تؤثر في حياتنا اليومية من خلال تطبيق العدالة، الرحمة، الصبر، والتعاون. هذا يساعد في بناء مجتمع يعكس القيم المهدوية ويسعى لتحقيق السلام والعدالة في العالم.


أولا استراتيجيات عملية لترسيخ القيم المهدوية في السلوك اليومي

إنَّ القيم المهدوية لا تقتصر على مفاهيم نظرية فقط، بل هي منظومة من السلوكيات التي يجب أن تنعكس على حياتنا اليومية. الشاب المهدوي يتطلع إلى إحداث تغيير حقيقي في نفسه ليكون جزءًا من حركة الإصلاح المهدوي التي تقود إلى ظهور الإمام المهدي (عليه السلام). لتحقيق هذا الهدف، ينبغي أن تتجسد هذه القيم في سلوكياته اليومية، عبر استراتيجيات عملية قابلة للتطبيق والتكرار.

في هذا السياق، نستعرض بعض الاستراتيجيات العملية التي يمكن أن تساهم في ترسيخ القيم المهدوية في السلوك اليومي، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التكامل بين الإيمان والتطبيق. ستعتمد هذه الاستراتيجيات على التوجيهات القرآنية والأحاديث المهدوية وأسلوب حياة أهل البيت (عليهم السلام).


1. تعزيز الإيمان بالقيم المهدوية
أ. التأمل في تعاليم أهل البيت (عليهم السلام)
أحد أبرز الأساليب العملية لترسيخ القيم المهدوية في السلوك الشخصي هو الإيمان العميق بتعاليم أهل البيت (عليهم السلام) وتطبيقها في الحياة اليومية. إنَّ تفكر الشاب في حياة أهل البيت (عليهم السلام)، التي كانت مثالًا حيًا للمسؤولية والأخلاق في مواجهة التحديات، يساهم في تجذير هذه القيم في ذهنه ويحفزه لتطبيقها.

الاستراتيجية:
- تخصيص وقت يومي للتأمل في سيرهم، قراءة الأحاديث المهدوية، ومحاكاة حياتهم في كيفية مواجهة الظلم، تعزيز العدالة، والتحلي بالصبر في ظل المحن.
- الاستفادة من خطب الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة، وأقوال الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، التي تحث على الإصرار على الحق والعدالة.


ب. تقوية ارتباط الفرد بعقيدة الانتظار
عقيدة الانتظار للإمام المهدي (عليه السلام) هي جزء أساسي من الفكر المهدوي. يجب على الشاب أن يرسخ هذه العقيدة في نفسه، لأنها تمثل دافعًا داخليًا لتحقيق العدالة والمساواة. العمل من أجل بناء المجتمع المهدوي يجب أن يكون جزءًا من أهدافه اليومية.

الاستراتيجية:
- التأكيد على قيمة "الانتظار الفعَّال" وعدم الاكتفاء بمجرد الانتظار السلبي.
- السعي لتحقيق الإصلاح الشخصي والاجتماعي وفقًا للمبادئ المهدوية، مثل تحصيل العلم، بناء علاقات إنسانية قائمة على الاحترام، والعمل من أجل العدالة.
- إقامة الدعاء وتكرار الأدعية الخاصة بالإمام المهدي (عليه السلام) مثل دعاء الفرج، وتخصيص وقت لها.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : "أفضل أعمال أمتي انتظار فرج الله عز وجل.." (بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ١٢٢).

2. التطبيق العملي للقيم المهدوية في الحياة اليومية
أ. العدل والإحسان في التعامل مع الآخرين

العدل هو من أبرز القيم المهدوية التي تجسدها شخصية الإمام المهدي (عليه السلام). تحقيق العدالة لا يتطلب فقط رفض الظلم، بل يتطلب العمل من أجل تحقيق المساواة والإنصاف في العلاقات اليومية.

الاستراتيجية:
- التعامل مع الناس بإنصاف ومساواة، والابتعاد عن التحيز أو الظلم في المعاملات.
- تحكيم القيم المهدوية في قرارات الحياة اليومية، سواء كانت في المجال الاجتماعي أو العائلي أو المهني، بما يضمن تحقيق المساواة بين الجميع.

ب. التواضع في السلوك الشخصي
التواضع من القيم المهدوية التي تمثل جزءًا من معركة الإمام المهدي (عليه السلام) ضد الاستكبار. الشاب المهدوي يتعلم من الإمام (عليه السلام) كيف يكون متواضعًا رغم قوته وحقه.

الاستراتيجية:
- ممارسة التواضع في الحياة اليومية، سواء في العمل أو في المجتمع، من خلال التعامل مع الآخرين بلطف، وعدم التفاخر بالإنجازات.
- التفاعل مع الناس من جميع الطبقات الاجتماعية، والتعامل معهم دون شعور بالتعالي.
في وصية إلى الإمام الصادق عليه السلام لعبد الله بن جندب ولا تغتر بقول الجاهل ولا بمدحه فتكبر وتجبر وتعجب بعملك فان أفضل العمل العبادة والتواضع.(جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج ١٤ - الصفحة ٣٠١)

3. التحلي بالصبر والثبات على المبدأ
الصبر على البلاء والثبات على المبادئ من القيم الأساسية في حياة الشاب المهدوي، وهي من القيم التي أظهرها الإمام المهدي (عليه السلام) طوال حياته. تطبيق الصبر في الحياة اليومية يعزز من روح التحدي والإصرار على تحقيق الأهداف المهدوية.

الاستراتيجية:
- الصبر في مواجهة الصعوبات اليومية، سواء كانت في مجال الدراسة أو العمل أو الحياة العائلية.
- الثبات على المبادئ حتى في الظروف الصعبة، مع الحفاظ على العزيمة والإيمان بالقضاء والقدر.
قال الإمام علي (عليه السلام): "الصبر مطيّة لا تكبو." (شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١١ - الصفحة ٢٠٣).

4. العمل الاجتماعي والنهوض بالأمة

الشاب المهدوي لا يعيش لمصلحته الخاصة فقط، بل يتطلع إلى خدمة المجتمع والأمة الإسلامية بشكل عام. العمل الاجتماعي والإسهام في خدمة الآخرين هو جزء أساسي من القيم المهدوية.

الاستراتيجية:
- الانخراط في الأنشطة الخيرية والاجتماعية التي تهدف إلى خدمة الفقراء والمحتاجين.
- المساهمة في نشر ثقافة العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع، والعمل على تحقيق الرفاهية الجماعية.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم. (وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ١٦ - الصفحة ٣٣٧. )
---

الخاتمة

إنَّ ترسيخ القيم المهدوية في السلوك اليومي للشاب يتطلب جهدًا مستمرًا ومتابعة دائمة للنفس، إضافة إلى استخدام استراتيجيات عملية تعزز من هذه القيم وتضمن تطبيقها في الحياة اليومية. من خلال تعزيز الإيمان بالقيم المهدوية، تطبيق العدالة والتواضع، والتحلي بالصبر والثبات على المبدأ، يمكن للشاب المهدوي أن يحقق التغيير المرجو في نفسه ويكون جزءًا من التغيير الكبير الذي سيحدث عند ظهور الإمام المهدي (عليه السلام).

ثانيا التحديات التي يواجهها الشاب في تطبيق القيم وكيفية التغلب عليها
تعتبر من الأسس التي تُبنى عليها شخصية الشاب المهدوي، وهي تُعزز من صفاته الروحية والعقلية والاجتماعية. لكن في عالم مليء بالتحديات الاجتماعية والفكرية والثقافية، يواجه الشباب صعوبة في تطبيق هذه القيم في حياتهم اليومية. إن الحياة المعاصرة تُقدم العديد من المؤثرات التي قد تعيق التزام الشاب بالقيم والمبادئ التي تنبع من العقيدة الإسلامية. وفي هذا السياق، يعد فهم التحديات وكيفية التغلب عليها أمرًا ضروريًا لبناء شخصية متوازنة وقوية قادرة على مقاومة هذه الصعوبات.

1. التحديات النفسية والعاطفية
أ. الانفعالات السلبية وصراع الهوية من أكبر التحديات التي يواجهها الشاب في تطبيق القيم الأخلاقية هي الصراعات النفسية الداخلية، خصوصًا في فترة المراهقة والشباب المبكر، حيث يمر الإنسان بفترات من القلق والتوتر والبحث عن الهوية. قد تؤدي هذه الحالة إلى التناقض بين القيم التي يؤمن بها والتأثيرات الاجتماعية المحيطة به، مما يخلق نوعًا من الارتباك في السلوك.

كيفية التغلب عليها
- تعزيز الوعي الذاتي: على الشاب أن يعي أهدافه الروحية والدنيوية، ويعمل على تعزيز ثقته في القيم التي يتبناها.
- التوجيه والتوجيه الروحي: من خلال الأخذ بنصائح الوالدين، الأساتذة، أو المعلمين الروحيين الذين يمكنهم تقديم مشورة صحيحة وتوجيه مهدوي.

وقول الامام أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام
من عرف نفسه فقد عرف ربه. (بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٦ - الصفحة ٢٩٣)


ب. الانجذاب إلى الملذات الدنيوية

الشاب قد يواجه تحديًا في التغلب على الانجذاب إلى ملذات الحياة الدنيا، مثل المال، والشهرة، والمغامرات، واللذة، التي قد تتعارض مع القيم الدينية مثل الزهد والاعتدال.

كيفية التغلب عليها
- تقوية الإرادة: من خلال الالتزام بالعبادات اليومية، مثل الصلاة، والصيام، والذكر، والقيام، والتي تساعد على تقوية الإرادة والابتعاد عن مغريات الدنيا.
- مراقبة الذات: يجب أن يكون الشاب واعيًا للأوقات التي يشعر فيها بميل غير مبرر نحو الأمور الدنيوية، ويمارس تقنيات مراقبة النفس لتوجيه اهتمامه إلى الأمور الأكثر أهمية.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام
إن الله سبحانه قد جعل الدنيا لما بعدها ، وابتلى فيها أهلها ، ليعلم أيهم أحسن عملا ، ولسنا للدنيا خلقنا ، ولا بالسعي فيها أمرنا .
(نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ١١٢)

2. التحديات الاجتماعية والثقافية
أ. الضغوط الاجتماعية والمجتمعية
الشاب يواجه العديد من الضغوط الاجتماعية، خاصة من الأصدقاء أو حتى العائلة في بعض الأحيان، التي تدفعه إلى الانحراف عن المبادئ الأخلاقية أو التدخل في ممارسات قد تكون غير متوافقة مع قيمه. هذه الضغوط قد تكون بسبب تقليد الآخرين أو مجاراة الأصدقاء في سلوكيات غير إسلامية.
كيفية التغلب عليها
- الصحبة الصالحة: يجب أن يحرص الشاب على مصاحبة الأصدقاء الذين يعينونه على الالتزام بالقيم الإسلامية والابتعاد عن أصدقاء السوء الذين قد يكونون سببًا في انحرافه.
- الابتعاد عن المواقف المغرية: عدم الانخراط في البيئات التي تشجع على السلوكيات غير الأخلاقية، والابتعاد عن الأماكن التي قد تؤدي إلى الابتعاد عن القيم.
عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل. (بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧١ - الصفحة ١٩٢)

ب. تأثير الإعلام والميديا
في ظل تطور وسائل الإعلام والميديا، يعاني العديد من الشباب من تعرضهم المستمر للمحتوى الإعلامي الذي لا يتوافق مع القيم الدينية، مثل الانحلال الأخلاقي، والتشجيع على التسلية والمغريات الزائفة. هذا يؤثر بشكل كبير على سلوكهم ويساهم في تشويه المفاهيم الأخلاقية لديهم.

كيفية التغلب عليها
- الانتقاء الواعي للمحتوى: يجب على الشاب أن يكون انتقائيًا في ما يتابعه على وسائل الإعلام، وأن يتجنب ما يعارض القيم الإسلامية.
- التربية الإعلامية: من خلال تقوية الثقافة الإسلامية والوعي بمخاطر الإعلام على الفرد، يمكن للشاب أن يتعلم كيف يميز بين المحتوى المفيد والمضر.

عن علي بن الحسين عليه السلام قال: لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج (جمع مهجة وهي الدم أو دم القلب خاصة أي بما يتضمن إراقة دمائهم) وخوض اللجج (جمع لجة وهي معظم الماء) إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى دانيال أن أمقت عبيدي إلى الجاهل المستخف بحق أهل العلم، التارك للاقتداء بهم، وأن أحب عبيدي إلي التقي الطالب للثواب الجزيل، اللازم للعلماء، التابع للحلماء، القابل عن الحكماء.
(الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٣٥)


3. التحديات الفكرية والعقلية
أ. الشبهات الفكرية والانحرافات العقائدية
من التحديات الكبرى التي يواجهها الشاب هو تأثير الشبهات الفكرية التي قد تثار حول العقيدة الإسلامية، سواء من خلال الحوارات الفكرية أو التحديات الأكاديمية. هذه الشبهات قد تزعزع إيمانه وتؤثر على التزامه بالقيم الإسلامية.

كيفية التغلب عليها
- الاطلاع على المصادر الإسلامية الصحيحة: يجب على الشاب أن يستعين بالمصادر الدينية الموثوقة التي تبين الحقائق العقائدية بشكل واضح وصحيح.
- الاستفادة من العلماء والمفكرين: يجب أن يتوجه الشاب إلى العلماء المتخصصين في الرد على الشبهات الفكرية، ويشارك في النقاشات التي تعزز من فهمه العقائدي.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: الأمور ثلاثة: أمر بان لك رشده فاتبعه (فارتكبه) وأمر بان لك غيه فاجتنبه وأمر أشكل عليك فرددته إلى عالمه (فرده إلى عالمه).
(تحف العقول - ابن شعبة الحراني - الصفحة ٢١٠)


الخاتمة الفصل الأول
إن الشخصية المهدوية ليست حالة مثالية بعيدة المنال، بل هي هوية إيمانية قابلة للتجسيد في الواقع، تبدأ من الذات وتنعكس على المجتمع. وقد تبيّن من خلال هذا المبحث أن تجليات هذه الشخصية تتجسّد في السلوك الفردي والاجتماعي، حيث يكون الشاب المهدوي مرآة لقيم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) في العدل، والتقوى، والرحمة، والعمل الصالح.
لقد اتضح أن بناء هذه الشخصية لا يتم بالعاطفة وحدها، بل يتطلب استراتيجيات عملية، ومجاهدات يومية، وإرادة واعية تنتصر على التحديات التي تفرضها البيئة الثقافية والاجتماعية المعاصرة. ومن هنا فإن الانتظار الحقيقي لا يعني الترقب السلبي، بل هو حركة نهوض مستمرة تبدأ من إصلاح النفس وتنتهي بخدمة مشروع الإمام.
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى:"إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" [الرعد:11]،
فالتغيير يبدأ من الداخل، ومن هنا ينبثق الأمل في واقعٍ مهدويٍّ ينشأ بسواعد المنتظرين العاملين.
كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام):"من سَرَّهُ أنْ يَكونَ مِن أصحابِ القائمِ، فلينتظر، وليَعمل بالورعِ ومحاسنِ الأخلاق، وهو منتظرٌ" [ كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ج ١ - الصفحة ٢٠٥]،
فقد قرن الانتظار الحقيقي بالورع والعمل، لا بالاكتفاء بالشوق والنية فقط.
ولعلّ من أهم ما يمكن أن يخرج به القارئ من هذا المبحث هو أن الإيمان بالإمام المهدي (عج) لا ينفصل عن الواقع، بل يدفع نحوه، يضيئه، ويعيد تشكيله برؤية إلهية تُعطي للحياة معناها، وللشباب رسالتهم، وللزمن قدسيته.
إن كل شاب يسير على هذا الطريق، إنما يكتب اسمه في سجل المنتظرين الصادقين، ويهيئ نفسه ليكون من أنصار الإمام حين يظهر، بل يكون ـ في زمن الغيبة ـ من الممهدين الصالحين الذين يفتحون الطريق للعدل الإلهي القادم.
ومن هنا، فإن البناء الحقيقي للشخصية المهدوية لا يكتمل إلا من خلال التفاعل العميق مع القيم التي يحملها مشروع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وهو ما سنحاول تسليط الضوء عليه في الفصل التالي، من خلال بيان أثر القيم المهدوية في توجيه سلوك الشاب وصياغة رؤيته للحياة.
فلنفتح قلوبنا قبل عقولنا، ونتأمل في هذه القيم التي يمكن أن تغيّرنا من الداخل، لنكون جديرين بحمل أمانة الانتظار، وسفراء لعدالة الإمام في واقعٍ عطشٍ للحق والنور
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 6 ايام
2025/04/06م
يقصد بتجاوز حق الدفاع الشرعي هو انعدام التناسب بين فعل الدافع وبين الخطر الذي يهدد المدافع فلا يبيح حق الدفاع الشرعي احداث ضرر اشد مما يستلزمه هذا الدفاع وفقاً لنص المادة ٤٥ من قانون العقوبات . ويستوي في التجاوز في الدفاع الشرعي ان يكون فعل المدافع فعل عمدي او كان خطأ او على سبيل الاعتقاد خطأ بانه كان... المزيد
عدد المقالات : 140
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/04/04م
تسمى هذه الفتحات بالعيون الباكية وتعمد السومريون وضعها أثناء بناءهم للزقورات لكي تستخرج مياه الامطار عند هطولها على الزقورة فتعمل كالمرازيب في وقتنا الحاضر و يخرج ماء المطر كما تخرج الدموع من العيون ، و لهذا يسميها السومريون اصحاب الذوق الفني الراقي (العيون السومرية الدامعة) و ما يثير الانتباه ان... المزيد
عدد المقالات : 43
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/04/03م
ما بين نوائب الدهر والصبر الجميل... النبي أيوب (عليه السلام) معلمٌ حضاريٌ في مدينة بابل تقرير زيد علي كريم الكفلي ضربت العرب المثل في هذا الرجل المبتلى فكلما أصاب إنسان من مصيبة أو بلاء أوصوه بأن يصبر كصبر أيوب وأخذ الناس يتنفس معنى الصبر وهم يتذكرون قصته ويستلهمون منها دروساً ، وقد ضرب هذا المثل بسبب... المزيد
عدد المقالات : 69
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 اسابيع
2025/03/18م
بقلم الحقوقي م. علاء كاظم عثمان ذرب ال ازيرج يُعدّ القانون أحد الأعمدة الأساسية التي يقوم عليها أي مجتمع يسعى لتحقيق العدالة والاستقرار. فهو ليس مجرد مجموعة من القواعد التي تنظم العلاقات بين الأفراد، بل هو أداة لتحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات، ومنع الفوضى، وضمان تكافؤ الفرص بين جميع أفراد... المزيد
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ يومين
2025/04/11م
مُتْحَفُ أَبي بقلم : صادق مهدي حسن وَسَطَ قَريَةٍ نائيَةٍ مُطِلَّةٍ عَلى ضِفَافِ الفُراتِ يَتَخَلَّلُها طَريقٌ يَسْلُكُهُ جَمْعٌ مِنَ الزّائِرينَ.. ثَلاثَةُ أصْدِقاءٍ يَحُثُونَ خُطاهُم بِهِمَّةٍ نَحْوَ كَعْبَةِ الأحْرارِ وَعُنْوانُ الفِداءِ.. إلى حَيْث (هَدير الجِّراحِ وَزَهْوَ الدَّمِ... المزيد
عدد المقالات : 27
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 6 ايام
2025/04/06م
هو طارق خيري شطب القريشي ولد عام (1947) في ناحية الكفل محافظة بابل ،كان طويل القامة مكفوف البصر اسمر البشرة مكتنز الجسم سريع البديهة يصعب مجاراته من قبل الشعراء... ترعرع في ناحية الكفل في ظل ظروف معيشية صعبة متنقلاً بين الأقضية والنواحي المحيطة بها والتي تعد هذه المناطق مسرحاً لثورة العشرين ... شارك في... المزيد
عدد المقالات : 69
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2025/03/21م
كنتَ طبيبا،رتقتَ جراحنا،عالجت أمراض المجتمع،لم تنس شيئا إلا والتفت إليه كانت الأيام قاسية إلی حد اليأس،وكل بيوتنا بلا ألسنة (اشششش نصوا الراديو لايسمعونا ويچفتون علينا) خفَّضنا صوت المذياع،ولم ينخفض صوتك الصادح بالعافية والأمان آه... يا تلك الظهيرة الثقيلة،تشتد المحن فينساب صوتك بين البيوت وفوق... المزيد
عدد المقالات : 23
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2025/03/21م
خديجةُ، امرأةٌ تجاوزتِ السبعيَن مِنْ عُمرِها، تسكنُ في منزلٍ صغيرٍ متواضعٍ عندَ أطرافِ القريةِ. كانتْ حياتُها تدورُ حولَ ابنتِها الوحيدةِ "مَريَم"، التي أُصيبَتْ بالشّللِ منذُ طفولتِها. لم تكنْ خديجةُ تمتلكُ مالًا كثيرًا، ولا مجوهراتٍ تُزيّنُ معصمَيها، لكنْ كانَ لدَيها قلبٌ يفيضُ بحبٍّ لا يُقدّرُ... المزيد
عدد المقالات : 9
علمية
ارتفعت حصة الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء على مستوى العالم إلى 6.9 بالمئة في عام 2024، مقارنة بـ 5.6 بالمئة في عام 2023، وذلك وفقا لتقرير جديد صادر عن مركز الأبحاث في مجال الطاقة "إمبر". وشهدت الطاقة الشمسية نموًا بنسبة 29 بالمئة خلال العام الماضي،... المزيد
قد تتكون المصاطب أو المدرجات ليس فقط كنتاج لفعل التعرية النهرية أو البحرية أو الجليدية، ولكن كذلك نتيجة لتباين التكوين الصخري. فعندما تتعرض طبقات من الصخور الصلبة تقع فوق طبقات من الصخور اللينة لعوامل التعرية المختلفة سرعان ما تتآكل الصخور... المزيد
التصحر هو احد الهواجس البيئية التي تنتاب العلماء بشكل متزايد في كل القارات العالم ، وهو مشكلة تهدد كل إنسان على سطح كوكب الأرض من خلال تقييد خصائص التربة الزراعية وانخفاض إنتاجيتها المحصولية وزيادة انتشار الغبار عبر الكرة الأرضية وتلوث الهواء... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
ميدان الأوّلويّات
السيد رياض الفاضلي
2024/10/14م     
اخترنا لكم
حسن كاظم الفتال
2025/03/06
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ إن من العظمة لهذا...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)
2025/03/11
( القيامة عرس المتقين )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com