بسم الله الرحمن الرحيم
استقبل سماحة السيد السيستاني دام ظله قبل ظهر اليوم رئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي و الوفد المرافق له .
و قد شرح السيد رئيس الوزراء لسماحته مجريات الأوضاع الراهنة في البلد و التحديات التي تواجهها الحكومة و الخطط التي تزمع تنفيذها في عدة مجالات .
و ركّز سماحته في حديثه اليه على الجوانـب التي تمسّ حياة المواطنين بصورة مباشـرة ، و لا سيما في مجالي الأمن و الخدمات العامة .
ففيما يتعلق بالوضع الأمني أشار سماحته الى بعض مكامن الخلل و القصور في الخطط الأمنية السابقة ، مؤكداً على ضرورة بناء القوى العسكرية و الأمنية العراقية على أسس وطنية سليمة ، و من العناصر الصالحة و الكفوءة ، و تزويدها بما تحتاج اليه من أجهزة و معدات ، في جنب وضع خطة مدروسة لجمع الاسلحة غير المرخص فيها .
و قال سماحته ان عدم قيام الحكومة بما هو واجبها في تأمين الأمن و النظام و حماية أرواح المواطنين يفسح المجال لتصدي قوى غيرها للقيام بهذه المهمة ، و هذا أمر في غاية الخطورة .
و أما فيما يتعلق بالخدمات العامة فأبدى سماحته تألمه البالغ لما يعانيه المواطنون من نقص شديد في جملة من الخدمات الاساسية التي يفترض أن تجعل الحكومة توفيرها من أهم اولوياتها و لا سيما الكهرباء و الوقود ، مطالباً ببذل أقصى الجهود في سبيل تخفيف معاناة المواطنين من هذا الجانب .
و تحدّث سماحته عن الفساد الاداري و سوء استغلال السلطة فأكّد على ضرورة مكافحة هذا الداء العضال الذي يتسبب في ضياع جملة من موارد الدولة العراقية ، و شدّد على لزوم تمكين القضاء من ممارسة دوره في محاسبة الفاسدين و معاقبتهم في أسرع وقت .
و قال سماحته في معرض حديثه عما ينبغي أن ينتهجه من هم في مواقع المسؤولية : إن المواطنين يتوقعون ـ و هم على حق في ذلك ـ أن يروا أعضاء مجلس النواب و كبار المسؤولين في الحكومة يشاطرونهم في معاناتهم و يشاركونهم في مصاعب الحياة و يتشبّهون في ذلك بالامام علي عليه السلام الذي كان يقول ( أأقنع من نفسي بان يقال أمير المؤمنين و لا أشاركهم في مكاره الدهر أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش ؟ ) .
و أشار سماحته الى الاختلاف الفاحش في سلّم الرواتب ، حيث ينعم البعض برواتب كبيرة في الوقت الذي لا يحصل فيه المعظم على ما يفي بمتطلبات العيش الكريم ، مؤكداً على ضرورة علاج هذا المشكل بما يضمن العدالة الاجتماعية .
و فيما يتعلق بالشأن السياسي أشاد سماحته بمبادرة السيد رئيس الوزراء للمصالحة الوطنية مشدّداً على ضرورة تفعيلها على أساس القسط و العدل و نبذ العنف الذي يقصد من ورائه الحصول على مكاسب سياسية ، و احترام ارادة الشعب العراقي المتمثلة في الدستور الدائم للبلاد و نتائج الانتخابات التي انبثقت عنها الحكومة الوطنية الحالية .
و في ختام اللقاء تمنّى سماحته للســيد رئيس الوزراء و سائر المسـؤولين التوفيق و السداد في أداء مهامهم .
مكتب السيد السيستاني (دام ظله) النجف الاشرف
8 شعبان 1427
2 ايلول 2006
ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م )
قال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ما يأتي :
إن العراق وشعبه يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الارهابيين لا يهدفون إلى السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفةٍ دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وأكد الكربلائي : إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر .
المزيد