لا اتحدث من منظور طائفي ولا مذهبي، بل انطلاقا من واقع حي، مفاده ان الاجتماع الاسلامي بشكل عام منقسم عموديا الى (شيعة) و (سنة)، وان الحديث عن هذا الاجتماع المنقسم اجتاز المقولات المذهبية ليدخل حلبة الصراع على القوة والمنفعة، وهو صراع تتداخل فيه عوامل معقدة من الصعب فرزها بعناوين محددة، منها مصالح دول، ومنها مصالح طوائف، ومنها مصالح احزاب، وليس من شك ان الصراع الدولي بين الدول الكبرى داخل في صميم الاشكالية المعقدة.
لقد بدات بوادر هذه (اللعنة) بعد انتصار الثورة الاسلامية الايرانية سنة ١٩٧٩ بقيادة الامام الخميني، حيث تبع ذلك صعود خارق للشيعة في ألعالم الاسلامي ، بل في العالم كله.
ولان الثورة الاسلامية (الشيعية) طرحت مفهوم عالم الاستضعاف من جهة وعالم الاستكبار. من جهة اخرى، كان من الطبيعي ان يدخل الشيعة في صراع حاد قوى دولية كونية، وانظمة إقليمية، ومكونات مذهبية بل وحتى دينية.
يقول مراقبون:
ان الشيعة بهذا (حمّلوا) انفسهم اكثر من طاقتهم، مما تسبب لهم بشبه عزلة، واستنفذ مذخورهم الجغرافي (ايران- العراق -سوريا-لبنان)؛ بل وانفرزوا في كثير من البلدان كعناوين مثيرة، تميل الى الثورة برسمها الاسلامي العالمي.
ويضرب المراقبون امثلة مصداقية لذلك، ومنها ما تعانيه الجمهورية الاسلامية الايرانية من حصار ظالم، وما تشهده سوريا من انهيار مخيف للدولة والامة.
هنا يستذكر مراقبون السيد علي السيستاني كمرجع ديني متقدم على غيره من حيث سعة التقليد، وجوهر الاستذكار، ان هذا المرجع ومن خلال مواقفه وفتواه يمكن ان تعالج هدا الواقع الشيعي العالمي الحرج.
فان منهج هذا السيد الكريم بالنسبة للشيعة في العالم بتقوم بالمقتربات التالية:
لا لولاية الفقيه المطلقة وعلى الشيعة ان يندمجوا مع المكونات الاخرى في نطاق الانتماء الوطني، والنظام الديموقراطي اقرب الى القبول من غيره على طريق حقوقهم وواجباتهم، والقيم الاسلامية هي ضابط الاجتماع الاسلامي، والاساس في علاقة الشيعة فيما بينهم التعاون في المجالات الانسانية ولكن دونما اختراق الحدود الوطنيه، الالتزام بمبدا الدولة هي المالك الوحيد للقوة، المطالبة بالحقوق بالطرق السلمية والدستورية، الوقوف مع كل مسلمي العالم لدفع الضرر، تمكين الامة الاسلامية من القوة والمتانة والهيبة.
يرى مراقبون:
ان شيعة اليوم في العالم يحتاجون الى السيستانية في الخروج من مازق شبه العزلة وإلا الطوفان ..
ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م )
قال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ما يأتي :
إن العراق وشعبه يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الارهابيين لا يهدفون إلى السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفةٍ دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وأكد الكربلائي : إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر .
المزيد