بيت السيستاني
كنت اسمع من خلال جلساتي ولقاءاتي مع بعض طلبة العلوم الدينية، الحوزة العلمية … كنت اسمع ان (الطالب الفلاني) يستلم راتبه من (بيت فلان)، و (فلان) طالب علم، و (بيت فلان) بيت مرجع تقليد !
ولم يكن يعجبني هذا التعبير بل وكتبت ضده وربما بلغة فيها شيء من العنف، فهذه الاموال هي اموال المهدي المنتظر حسب عقيدة الشيعة الامامية، ومن موارد صرفها تعهد طلاب العلوم الدينية بالرعاية والتمكين.
هذه النزعة (البيتوتية) كثيرا ما نجدها لدى مرجعيات دينية شيعية كبيرة، ولعل من علائم هذه النزعة تسجيل مشاريع كبيرة باسمائهم كأن تكون مكتبات او مياتم او مدارس دينية او مستشفيات او جمعيات خيرية وما هو على هدا الوزان.
هذه الظاهرة نأت عنها (السيستانية)، ولم تورط عنوانها العائلي بها، بل العكس هو الصحيح، فان مشاريع ضخمة ولعل منها مؤسسة العين كانت من انتاج حقوق الله بتخطيط واشراف السيد علي السيستاني ولكن من دون ادنى اشارة الى الاسم او اللقب، لا من قريب ولا من بعيد.
حقا مما يلفت النظر هنا ومما ينسجم مع هذا الاتجاه الجميل ان يكتفي احد ابناء المرجع الكبير من اي زخرفة تهويلية ما ورائية مثل (اية الله، العلًامة، جامع المعقول والمنقول) حيث نجد اسمه مجردا من كل هذه الكليشهات. على كتبه ومؤلفاته، ومنها انتاجات تصب في صميم العلوم الدينية وذات عمق متميز باعتراف اهل الخبرة. ولعلنا نتذكر جميعا كيف ان (البيت) رفض رفضا قاطعا ترسيم صورة السيد السيستاني على شاشة تلفزيون العراقية في حربنا ضد داعش حيث كانت الفتوى هي الرقم الصعب في كل العملية، والاكثر من ذلك ان ينص الطلب باستبدال صورة المرجع بخارطة العراق !
وهل وصية السيد السيستاني التي نصت على تجنب (التوريث المرجعي) الا تأسيس متين يحول دون التفكير بمثل هذا المشروع المخيف؟
لا ننسى ان هذا الموقف جاء في ظروف قد تساعد على مثل هذا التفكير.
زهد يشهد به الواقع الحي…
زهد بالمال والابهة والالقاب والملبس …
وزهد حتى بالمستقبل …
ويبدو انه طبع وفكر.
وفيما يرفض احد الانجال من الجلوس في مقدمة الطائرة التي تقله وعامة الناس الى طهران ويصر على مقعده المخصص له والذي كان في مؤخرة الطائرة انما من الشواهد الحية على ذلك.
اتكلم في حدود علمي داخل العراق .. العراق حبيب السيستاني.
ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م )
قال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ما يأتي :
إن العراق وشعبه يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الارهابيين لا يهدفون إلى السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفةٍ دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وأكد الكربلائي : إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر .
المزيد