المتتبع لما يجري في أرض الواقع و ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي ، يجد إن العراقيين بعد سقوط نظام البعث قد انقسموا في انتماءاتهم الى مئات الولاءات منهم من له ولاء لعناصر في الداخل و منهم في الخارج ، و ما بين الداخل و الخارج هناك مكائد و مؤامرات تحاك ضد أبناء هذا البلد .
منهم من جعل لنفسه قائداً و منهم من جعل لنفسه زعيماً ، و البعض منهم وصلت به السذاجة ليتبع الدجالين ممن يدعي المهدوية ، و الأسوأ من هذا أصبح البعض أداة تفجر و تقتل بحجة إنقاذ البلد و لو كان الذي يقتل من ابناء و طنه.
فنجد هذه الأطراف تحاول ان تسلط أضواء الباطل على المرجعية و جعلها السبب في خراب البلد ، و عادة هذه اللغة الترويجية في الإعلام تجد لها و قعاً في نفوس السذج و النفعيين من الناس ، رغم إن لغة الخطاب و الأفعال واضحة كوضوح الشمس.
المرجعية الدينية في كل خطابتها اتخذت موقف الناصح و الموجه لكل أبناء البلد مهما كانت انتماءاتهم القومية و الدينية.
و حتى خطابات النصح و التوجيه يستخدمها البعض لتوجيه سمومه رغم علمه علم اليقين بمصداقية الخطاب ، ولأن هذا الخطاب المعتدل الذي يتطلع لخير البلد وصلاحه ، أصبح بالنسبة للفاسدين صوت يسلب منهم الامتيازات و المنافع.
ففي هذه الحالة لمن توجه المرجعية نداءاتها لعبدة الزعماء أم لعبدة القادة الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين و سرقة أمواله؟
و ما بين عبدة الزعماء و القادة ، الملايين من العراقيين يوالوهم في التوجه و الولاء!!!
لهذا نجد إن المرجعية أصدرت بيانات وفق الحالات التي تجد إنها مصدر من مصادر لم الشمل العراقي ، و الذي تعتقد إنه سيكون بادرة تخفف من وطأة التناحر و التزاحم على المصالح و طريقة لإنقاذ البلد من مؤامرات تنهي كينونته .
لذلك نجد إن هناك جملة من الخطوات يجب ان يتبناها الفرد العراقي للخروج من ازمته الحالية :
1.الولاء للوطن و جعل مصلحته الوطنية فوق مصلحة الحزب و الانتماءات الدينية و العرقية.
2.ان نفكر بعمق و دراسة لما يجري في العراق و اي من الاطراف في الساحة العراقية أكثر جدية في تحقيق مطالبه المشروعة من توفير خدمات و تطوير البنى التحتية التي لا تزال تشكل المعدات البدائية اساس لعملها.
3.عدم التمسك بالولاءات الزائفة التي تزرع الفرقة بين صفوف الشعب الواحد .
4.أن يكون الإخلاص و خدمة البلد هو المعيار في تحديد توجهي وولائي ، و على ان يكون الولاء نابع من إنجازات على أرض الواقع.
نستنتج من ذلك إن المرجعية الدينية في العراق قد أثبتت حكمتها في التعامل مع جميع هذه الولاءات وكان ذلك عن طريق استيعاب الجميع و محاولة ترسيخ الحس الوطني اتجاه البلد و ضرورة ترك النزاعات و الخلافات جانبا ، لكن رغم هذه المبادرات الذهبية نجد إن الكثيرين بل الأغلبية اختاروا المصالح الشخصية على مصالح بلدهم .
و خلاصة الكلام لا حلول لهذه الازمات دون حس وطني ينقذ البلد و يستنهض الهمم و يستثمر الموارد في خدمة بلدنا الحبيب.
ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م )
قال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ما يأتي :
إن العراق وشعبه يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الارهابيين لا يهدفون إلى السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفةٍ دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وأكد الكربلائي : إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر .
المزيد