اليوم والايام القادمة تتجه انظار العالم نحو العراق لمتابعة تطورات الانتخابات التي سيخوضها الشعب العراقي لاختيار قادته الجدد في العملية السياسية القادمة، وفي الوقت الذي تقف بعض الدول اجلالا لتضحيات ابطال الحشد الشعبي والقوات الامنية والجيش، وفي الوقت نفسه تقرر الدول المانحة في الكويت من عقد مؤتمرها لدعم المناطق المتضررة في العراق بكل وسائل الدعم المتاحة ماديا ومعنويا، فيما ترسل بريطانيا وفدا فخما لدعوة رئيس الوزراء الى اراضيها وفتح التعاون السياسي والاقتصادي بين الجانبين، والمتتبع للاخبار الخارجية سيجد العراق على قمة مناهجهم الاخبارية العلنية والدفينة.
والسؤال الذي نطرحه ما هي مصلحة هؤلاء في مشاركة الشعب العراقي وحكومته من تحديد مصيره..؟ ما مصلحة الممولين في جعل العراقيين يتقاتلون على هذا النحو..؟ في الوقت الذي يحتاج فيه العراقيون الى التوحد في الاهداف والمصير داخل ارضيهم، فهم الاقوى حين اثبتوا للعالم خلال فترة (داعش) السوداء ما عجز عن تحقيقه لوردات المال (الخليجي والعالمي)..نتذكر ذلك مع ارتفاع شعور الالم والاسى والحزن على شهداء العراق الابرياء..ونفرح ونمتلئ بالامل حين نفكر ان لدينا قائدا اصلاحيا هو شمس العالم وقمر العراق(سماحة السيد السيستاني) الذي لا يتقن الا لغة السلام.. لغة حب الارض والوطن.. لغة القران الكريم، لم يحمل سيفا، ولكن بكلمة واحدة منه اوقف الغزو الداعشي وكشف اوراق الممولين والطامعين من بقايا ذيول تاريخ بنو امية والحالمين بعودة(يزيد) جديد على العراقيين...الامام القائد أعتقد قادر ان يرسم الخارطة الانتخابية للعراق، القاضية بانتخاب المرشحين الاوفر حظا وتزكية في الفوز بالمناصب على مدى السنوات المقبلة..ان لم يكن بالامكان رسم الطريق النهائي للعراق الذي مزقه (داعش) داخليا، والتدخلات الخارجية التي كادت ان تقضي على وحدته لو لا (فتوى الجهاد الكفائي) وابطالها من الحشد الشعبي .
لذا العراقيون جميعهم بين رافض ومتردد للانتخابات وللحكومة التي اتعبت حياته الاجتماعية والاقتصادية لعدم عدالتها في التساوي بين ابناء الوطن الواحد. وبنفس الوقت يتطلعون لكل ما تقوله المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالامام (السيستاني) لتبقي الكرة في مرماه فقد حان الوقت كي يقول كلمته النهائية بشأن الانتخابات..
هل ستشكل المرجعية الدينية العليا لجان عالية المستوى لتشرف على الانتخابات..؟.
هل تتولى شرف انقاذ العراق من المصير المجهول الذي ينتظره ان لم تجر الانتخابات في موعدها وعلى اساس ديمقرطي وعدالة ونزاهة ..؟
العراقيون في ذمة المرجعية الدينية العليا ... الامام السيستاني حصرا..!
ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م )
قال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ما يأتي :
إن العراق وشعبه يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الارهابيين لا يهدفون إلى السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفةٍ دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وأكد الكربلائي : إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر .
المزيد