ان المرجعية الرشيدة هي الوجه الحقيقي والمشرق والناصع للاسلام المحمدي المبني على اسس ومبادئ القرآن الكريم التي جاء بها النبي صلى الله عليه وآله ,والتي جعلت العلاقة بين المرجعية والناس تمثل في كل اخلاقها وصفاتها علاقة النبي صلى الله عليه واله مع المسلمين كما هم قوله تعالى : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ )البقرة (128). وكانت المرجعية في كل ادوارها الحامي والمدافع عن العراق في كل ظروفه العصيبة والمؤلمة.
وتممثل الامتتداد لقول الرسول صلى الله عليه واله : (( إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا) وتمثل الاب والقلب الحنين للهذا الشعب المظلوم ووقفت معه من خلال تقديم التوجيه والارشاد عن طريق منابر الجمعة والمحاضرات الارشادية في المساجد والحسينيات.أن مقام علماء المرجعية كبير وعظيم كما قال رسول الله صلى الله عليه واله : ( علماء أمتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل ) ونجدها كانت لها دور فعال في مواجهة الاستعمار البريطاني في ثورة العشرين واعلان فتوى الجهاد المقدس ضد القوات الغازية التي اعلنت تحت تهديد الشعب العراقي والفتوى المباركة انها قوات محررة وغير محتلة.وان الشعب العراقي في كل معاركه المقدسة وكانت المرجعية لها دور قيادي في نصرته والدفاع عن مقدساته .ولذلك لبى الشعب العراقي فتوى الجهاد بسرعة وبوقت قصير ارعبت داعش ومن معها من المحتلين والمنافقين وكانت الروح الجهادية والقتالية تمثل معركة الطف في كربلاء الحسين وان حب المرجعية ومكانتها بين الناس وصلت جنون عابس لانهم تركوا كل شي من اجل ان نلبي نداء المرجعية ونجد المواطن يترك محله والموظف يترك وظيفته ويتركون العيال والاطفال من اجل نصرة المرجعية وهولاء هم صفوة الرسالة وابناء الامام الحسين عليه السلام كما قال الصادق عليه السلام : " شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا " يفرحون لفرحنا يحزنون لحزننا والحشد يمتلك العقيدة الصحيحة ويعشقون الشهادة من اجل رفع راية الحسين عالية وتبقى ترفف فوق رؤوس الشعب العراقي . وتقدم المرجعية المال والسلاح وارسلت طلاب الحوزة الى ساحات الجهاد لقيادة المجاهدين. وتبين سمو ورفعت وفضل المعركة المقدسة . وتعمل على تلبية مايحتاجه من الملابس وحاجات الضرورية وتعتبر المرجعية امتداد الى فكر الامام علي عليه السلام الذي شدد على المعاملة الطيبة للمناطق المحررة وتقديم الرعاية للنازحين وتوفير المسكن لهم .
ان نصر المرجعية هو طاعة الشعب بكل طوائفه للفتوى المقدسة وكانت معركة المرجعية اعلامية وفكرية وقتالية ومعركة من نوع اخر هي رعاية عوائل الشهداء ومساعدة الجرحى وارسالهم خارج العراق للعلاج وتحمل دفع رواتبهم وارسال وفود خاصة لتقديم التعازي للعوائل الشهداء وزيارة الجرحى وتقديم شكرها الى الجهود المبذولة من اجل الدفاع عن تربة العراق وصون مقدساتة . فخلاصة الحديث، لولا هذه الحكمة والشجاعة والإيمان الحقيقي في مرجعيتنا المباركة ، وإصدارها نداء للدفاع عن العراق ، لسقط البلد بيد داعش ، ولتحولت الحياة إلى غابة يصول ويجول فيها الوحوش البشرية، ، فبفضل حكمة السيد السستاني أنتصرنا، والفتوى التي ستظل أصدائها خالدة على مدى الدهور، يتذكر فضلها الأجيال جيلا بعد جيل، فبفضلها ننعم بالأمن والسلام والطمأنينة اليوم ،فهي التي رسمت لنا ملامح المستقبل الآمن الزاهر وتبقى المرجية ذخر للعراق والعراقيين.
ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م )
قال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ما يأتي :
إن العراق وشعبه يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الارهابيين لا يهدفون إلى السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفةٍ دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وأكد الكربلائي : إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر .
المزيد