ايقونة تاريخ اليوم : الاربعاء ٠٧ ذو الحجة ١٤٤٦هـ المصادف ۰٤ حزيران۲۰۲٥م
مقالات

فتوى الجهاد وتحقق النصر

بمناسبة الانتصار الذي تحقق والذي سيستمر اثره الأيجابي الكبير لفترة طويلة جدا على واقع العراق والمنطقة ، لا يمكن ان يمر هذا النصر كشيء عابر لفترة ويضع في ذاكرة النسيان ، وانما يجب الاستفادة منه بقدر كبير لجبر النفوس ولم الشمل ، وبناء هذا الوطن والاخذ به نحو التقدم والاستقرار والرفاه الاجتماعي .

لكن يهمنا ان نعرفه الان ذلك الاثر الكبير الذي حققته فتوى الجهاد الكفائي ونحن نعيش بركات هذه الفتوى العظيمة بالأنتصار الكبير على دويلة الخرافة.

بعد دخول داعش وانكسار القوة الاكبر من الجيش العراقي في الموصل والاكثر عدة والتي انهزمت على (حس الطبل) ، والتي لم تدخل معركة فعلية مع داعش ، انسحب اثر هذه الهزيمة على معنويات كل القطعات العسكرية حتى في المحافظات الجنوبية الامنة ، وحدث تخلخل عظيم وكبير بمعنوياتهم ، بحيث ينقل احد الجنود: ( انه لما جاء امر نقل وحدتنا العسكرية من البصرة الى بغداد لم يلتحق بالخدمة الا جنديين فقط والبقية اعلنت تركها مقراتها وذهبت لبيوتها).

مع تخبط وشلل حكومي واضح ، هذا ما بان في مجزرة سبايكر التي لم تحرك الحكومة ساكنا لانقاذ اكثر من الفي شاب وتركتهم يواجهون مصيرهم الذي كان.

هذا الامر للذين يهمهم الوطن يعتبرا خطرا حقيقيا وان العراق ذاهب بسرعة خيالية للسقوط بيد داعش ، من هنا كانت فتوى المرجعية - والتي عودتنا على المواقف الحكيمة في الظروف الصعبة التي يتخلى فيها اصحاب المسؤولية عن مسؤولياتهم - الامل الوحيد لانقاذ العراق من الانهيار الامني الشامل حفظا للارض والعرض والبقية الباقية من مقدسات واثار العراق ، فكان اثر فتوى الجهاد الكفائي ما يلي :
1 - تشكيل قطعات الحشد الشعبي التي كان لها الدور الاكبر في تحرير العراق ، واسناد القطعات العسكرية من الجيش والتشكيلات الاخرى.


2- نفخ الروح القتالية والمعنوية في افراد الجيش العراقي ، وعودة الكثير منهم ، وكما ذكرنا المثال السابق نفس تلك الوحدة التي لم يلتحق منها الا اثنان ، بعد الفتوى لم يتخلف منها الا شخص واحد ، والمشاركة في عمليات القتال بكل شجاعة وشراسة .

3- اعادة ثقة الشعب بنفسه وقدرته بعد ان كانت الظروف القاسية التي مر بها والويلات ، جعلته يفقد الكثير من تلك الثقة.

3- تحقيق وحدة التلاحم الوطني بعد ان كان التمزق الوطني الصفة الغالبة بسبب رعونة كثير من السياسسين ، فرأينا الروح الوطنية الطاغية والمحبة والدعم الشامل للمقاتلين والوقوف معهم.

4- بروز الدور الريادي والوطني الكبير للمواكب الحسينية ، من خلال الدعم اللوجستي المستمر للمقاتلين والنازحين في المناطق الميدانية للقتال، والذي يعتبر نصف تحقيق النصر.

5-افشال كثير من الخطط والبرامج الاقليمية والدولية المعدة للعراق.

6- تنشيط الواقع الثقافي والادبي ، فخلال هذه الفترة راينا النشاط الكبير للثقافة والادب من خلال اقامة المهرجانات الشعرية والمنتديات الفكرية ، وكذلك تحريك النشاط السينمائي فقد انتجت الكثير من الافلام عن هذه الملاحم البطولية ، كما خلقت مادة خام من بطولات ومواقف انسانية وقصص ، تستحق ان تتحول الى افلام وقصص وروايات ولوحات وقصائد وكتب لعشرات بل مئات السنين . .
واخيرا لا يسعنا الا ان نسعد بهذا النصر الكبير ونبارك اولا لأصحاب هذا النصر الحقيقيون وهم الشهداء الابرار ، ومجاهدينا الابطال من الحشد والقوى الامنية المختلفة ، ولجميع العراقيين الشرفاء والعالم الذي يشاركنا فرحتنا ، كما لا ننسى من شاركنا النصر بدعمه العسكري والاعلامي وقدم الشهداء في سبيل تحقيق النصر .


فتوى الدفاع الكفائي


النص الكامل لخطبة صلاة الجمعة بتاريخ (14شعبان 1435هـ)

ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م ) قال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ما يأتي :
إن العراق وشعبه يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الارهابيين لا يهدفون إلى السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفةٍ دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وأكد الكربلائي : إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر . المزيد