ايقونة تاريخ اليوم : الاربعاء ٢٥ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ المصادف ۲۷ تشرين الثاني۲۰۲٤م
مقالات

فتوى الدفاع المقدس وروحية النداء

لا أحد يتجاهل قيمة الوثبات الثورية القادرة على تغيير الواقع الى أفضل، وما تسلح به سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف) من إيمان في اطلاق فتوى الدفاع المقدس، لابد أن تكون مثل هذه الانطلاقة مرادفة لمعرفة كنه العدو ومراميه وأبعاد تجاوزاته، تعرف أيضاً حجم المواجهة، فهي تحتاج الى قوة روحية قادرة أولاً على كسب ثقة الناس بتحشيد، وهذه الثقة هي تعبير واضح عن قدرة المرجعية كملهم عارف من الملهمات الروحية وبجاذبية عالية والتي تمتلك سبيل أمان؛ كونها ترتبط بمنهج أهل البيت (عليهم السلام) ارتباطاً مباشراً، وعن مقدرة الشعب العراقي المعبرة عن روح التواصل مع مرجعيته المباركة والانضواء تحت لواء الايمان والتسليم، والبلد يعيش احرج المواقف لحظة صدور الفتوى المقدسة، صدرت الفتوى اثر احتلال جزء غير قليل من الوطن من قبل داعش والجيش العراقي واقع تحت شراك الفوضى، وهي تعمل تحت الوية مرتبكة، ومحاربتها معنويا حتى في اسمها وعنوانها وأعلامها المرفوعة.. وكل ذلك من اجل تغيير معالم القوة الروحية التي بثتها المرجعية في روح كل مقاتل متطوع، والمرجعية المباركة ما كانت تطلق الفتوى ان لم تكن واثقة من مقومات تأثيرها الروحي على الناس، فالمرجعية دافعت عن وحدة العراق، ولم تسمح لأي تقسيم طائفي وهي تعلم أن مشروع وحدة العراق يتعارض تماماً مع سياسة الكثير من الانظمة التي استمدت ثقتها من ترسانة الأسلحة، بالمقابل كانت المرجعية الدينية الشريفة تستمد قوتها من ترسانة ايمانها بموقفها الدفاعي عن الوطن والشعب والمبادئ والقيم، وهذا الموقف بطبيعته يعد جهاداً.

وأنا أؤكد على وجود قوة كبيرة يجهلها قادة تلك الأنظمة، وهي الطاقة الروحية الكبيرة، قد يكون الان هناك محل لسؤال يقرب المعنى المقصود، من ماذا كان يخاف قادة المعسكر الاموي في واقعة الطف الحسيني المباركة؟ العدة والعدد لهم، فلماذا يخافون أصلاً، وممن يخافون وهم ألوف مؤلفة من العساكر، مقابل أنفار من أصحاب الحسين وأهل بيته الطيبين (عليهم السلام) وأغلبهم كان راجلاً.

ومن هذا السؤال لم يكن (غشيماً او اعتباطياً)، بل يستنتج من زهوة المواقف ذروتها، تأملت كثيرا في حيثيات هذه الواقعة، وعرفت أين يكمن ثقل الموازنة الحقيقي، في وقت رواد الدراسات العسكرية يؤكدون وجود محبطات كبيرة أولها العطش والقلق على عائلة الحسين، وهذه العدد والمعدات والتي اغلبها معروفة بالفتك، ومع هذا كان الجيش الكبير هو الخائف..!

ورحنا ندرس ماهية هذا الخوف، فوجدنا أن العساكر كلها مع قادتها يخشون أن يرفع الحسين (عليه السلام) يده للدعاء، ويعني انهم يخشون نصرة السماء، وهذا ما يخشاه اليوم احفادهم من الدواعش؛ لأنهم يدركون صحوة القوة الروحية للمرجعية المباركة وارتباطها الوثيق بقيم السماء الصحيحة.

يدركون صحة ارتباطنا الروحي بأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ولهذا نجد اغلب منظري علماء الوهابية يدعون اتصالهم بملائكة الله تعالى وبالنبي الكريم (ص) وهو يحثهم على القتال، وهذه الأكاذيب مكشوفة للمتلقي العام والخاص، لكننا نتساءل عن مهام هذا (التصفيط)، فنجدها سعياً لخلق الموازنة الروحية المفقودة عندهم..!

ونتساءل: لماذا هم يهددون دائماً في تهديم المراقد الشريفة؟ يعني انهم يدركون مراكز القوة عند المقاتلين العراقيين.. ارتكز الفعل الروحي في نداء الدفاع المقدس على العديد من القيم المرتبطة بقيم أهل البيت (عليهم السلام) مثل الاخلاص، ويوميات سماحة السيد معروفة بما تمتلك من بساطة؛ كونه يبحث عن اقصر السبل المؤدية الى رضا الله تعالى، وشرف الانتماء الروحي.

حملت الفتوى قيمة روحية عالية في اختيارها مواجهة البلاء؛ كونه خيرا من التقاعس فيه، تلك هي حكمة قدمتها المرجعية المباركة عن معنى الانتظار التفاعلي من أجل نيل هوية مؤمنة.


فتوى الدفاع الكفائي


النص الكامل لخطبة صلاة الجمعة بتاريخ (14شعبان 1435هـ)

ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م ) قال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ما يأتي :
إن العراق وشعبه يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الارهابيين لا يهدفون إلى السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفةٍ دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وأكد الكربلائي : إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر . المزيد