تمّيز مذهب أهل البيت عليهم السلام بخصائص جعلت منه الوجه الحقيقي والمَعلم الرائد للأسلام المحمدي الأصيل المنبثق من منابع السماء ومن بيوت الوحي فهم العروة الوثقى والبراهين العظمى رزقنا الله تعالى زيارتهم في الدنيا وشفاعتهم في الآخرة. ولمّا رحل سادة الخلق وربّان السفينة صلوات الله عليهم وغاب روحي فداه عن الأنظار لم يتركوا عليهم السلام الأمة تائهة وضائعة في جب وظلام مجهول المصير فأرشدوهم إلى نوابٍ يرجعون اليهم في حلهم وترحالهم فكان الفقهاء عظم الله شأنهم خيرُ وصية من خير موص ٍ فحافظوا على كيان الدين وأفتدوه بأفئدتهم وأعمارهم وأقلامهم فحفظوا كرامته ودافعوا عن حياضه حتى وصل إلينا سالماً مسلماً لاشائبةَ فيه فدانت الأجيال السابقة واللاحقة إلى معين هدايتهم وشرفية موقعهم ، فلهم الفضل الجزيل والموقع الرفيع رضوان الله عليهم في بقاء قانون السماء سارياً عبر الدهور. وكسادتهم عليهم السلام لم يسلموا من شياطين الانس فأنهم تعرضوا ويتعرضوا لموجه من الافتراءات والتشكيك والتعريض والتسقيط من همج ورعاع كل زمان. بعدما وعى العدو لسر قوة وتماسك الشيعة أخذ يجند ويستأجر طفيليات وجراثيم من داخل الوسط الشيعي للنيل من هذا الصرح الواقف عقبة أمام مآربهم وضغائنهم المريبة والهادفة للنيل من المركزية في التعاطي مع العقبات المستعصية وإنهاء خطرها فالتشتت داخل المنظومة الشيعية هو مرادهم وبالتالي تضعف القوة الواقفة بوجة مآربهم ومخططاتهم التي أصبحت حطاماً بوجود فقهاء الطائفة الذين ابطلوها. وعليه تعددت أشكال الطاعنين واختلفت ولكن المبتغى واحد حيث وجدت دعاواهم حيّزاً وفضاءاً في أوساط السذاجة والسطحية والبسطاء فأوهمومهم وسرطنوا عقولهم بإن التقليد بدعة وأنه غير موجود في تراث أهل البيت عليهم السلام وغير مدعوم بالأدلة الكافية فصّدق الرعاع دعواهم فلم يفكروا ملياً ولو للحظة واحدة بإن هذة الدعوى الضالة المضلة لماذا خرجت الآن في وقت دمرت الفتوى كل عروشهم وآمالهم المزعومة وقضت على مبتغاهم للنيل من وحدة الطائفة وأبنائها ايدهم الله. فبهت أصحابها لأنها دعوى مخابراتية مارقة وخبيثة سرعان ماسوف تتحلل من ذاتها لبطلانها وما ُبني على باطل فهو باطل. فنهيب بالاخوة المؤمنين تجنب أهل الضلال والاضلال لأننا في وقت يستدعي منا بذل الجهود لدعم منجزات مرجعيتنا الرشيدة وتقوية مركزيتها لأن أرباب هذه الدعاوى هم أدوات لغربان مخابراتية جُندت لضرب صميم المذهب الحق من داخله.
و كفى بالله وكيلاً
أحمد صالح آل حيدر
الأحد الموافق
١/ صفر الخير/١٤٣٩هجرية
2017/10/22 ميلادية
ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م )
قال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ما يأتي :
إن العراق وشعبه يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الارهابيين لا يهدفون إلى السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفةٍ دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وأكد الكربلائي : إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر .
المزيد