في يوم حالك الظلام اخفى معالم الحق ، اسودت وجوه الخلق في بلادي ، وعُزفت مقطوعة الموت بأنامل الاعادي ، استفحلت خفافيش الليل لتمتص دماءنا ، اثارت غيضها وحقدها نحو جراحنا ، فغرزت انيابها في فلذاتنا ، وفاضت سمومها على سيمائنا ، وزَرِقت اجسادنا ، حتى شلت ابداننا .
راياتهم السوداء احتست من الدماء حتى فاض سوادها .. فبقي لله نورٌ لا يطفئونه ابداً ، ترفرف راياتهم باسم الرحمن ومن اجتباه ، فلطخوا القداسة فانتفضت لذلك السماء .
طفح الكيل ، متى الصباح ؟ هل من ناصر ينصرنا هل من معين يعيننا هل من ذاب عن حرم هذا الشعب ؟ .
غفونا في ليلهم وفي قلوبنا املٌ نرتقبه ، عسى ان ينجلي همنا ، كوابيسهم تطبعت على جفوننا ، سوادهم المُعتم ملأ الارض والسماء ، سيوفهم طالت رقاب الابرياء ، جوارحنا تفجرت بالبكاء ، فقيدٌ يتلوه فقيد ، حتى اصبحت قلوبنا مقابر الشهداء ، ابحرت ابصارنا فوق الدماء ، لقد حل الفناء ، فسلام على هذه البلاد ..!!
نُكست رؤوسنا بخيبات الامل ، واذا بشروق اذهل ابصارنا ، كشف وجوهنا بضيائه ، فشخصت ابصارنا نحو السماء ، لنرى قمرا ناصعاً ظاهراً ، قد ذاعت صرخته بوجه الليل ، افتى بحرفه القدسي صولةً زعزعت عرش الظالمين ، خرجت جنود الله ملتحفةً بعباءته ، فأسرجوا خيولهم بحكمته ، وابيضت وجوههم بشيبته ، ملائكة انسية قادها ذلك القمر المشع ، فرسم بشعاعه سبيلاً للنصر ، عرجوا للشهادة باسم الرحمن ، فأفلوا بفتوته جور الشيطان ، صاحبوا النصر فصاحبهم ، يتغنى بهم في مجالس الفخر ، ألا ادلكم على من يفتخر به الفخر ؟ قالوا : بلى : قال : انهم حشد الله المقدس ..
ما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (14/ شعبان /1435هـ) الموافق ( 13/6/2014م )
قال الشيخ الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية من الصحن الحسيني الشريف ما يأتي :
إن العراق وشعبه يواجه تحدياً كبيراً وخطراً عظيماً وإن الارهابيين لا يهدفون إلى السيطرة على بعض المحافظات كنينوى وصلاح الدين فقط بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، فهم يستهدفون كل العراقيين وفي جميع مناطقهم ، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفةٍ دون أخرى أو بطرفٍ دون آخر.
وأكد الكربلائي : إن التحدي وإن كان كبيراً إلاّ أن الشعب العراقي الذي عرف عنه الشجاعة والإقدام وتحمّل المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة أكبر من هذه التحديات والمخاطر .
المزيد