"نحن أبناء أمّة صغت جيّداً لنداء مرجعيّتها المباركة ولبّت هذا النداء أفضل تلبية، ولأنّنا أبناء أمّة شهد لها القاصي والداني بالكرم والبذل والعطاء، وكان هذا البذل والعطاء عاملاً مساعداً على إدامة زخم المعركة ضدّ كيان داعش الإرهابيّ، فبوركت تلك الجهود الطيّبة وتلك السواعد التي حمت وصانت أرض الأنبياء والأئمّة والأولياء، أرض الحضارات التي خطّت للعالم أُولى القوانين".
هذا ما بيّنته اللّجنة التحضيريّة لمهرجان فتوى الدفاع المقدّسة خلال حفل اختتامه الذي أُقيم عصر اليوم الجمعة في الكلمة التي ألقاها نيابةً عنهم عضوها ونائب رئيس قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة السيد عقيل عبد الحسين الياسري والتي ممّا جاء فيها أيضاً: "دأب العلماء والمفكّرون وأصحاب العلم وأرباب الفنّ على الاهتمام بمآثر بلدانهم والتفاخر بها، وكذا الاهتمام والاحتفاء بعظمائهم وقادتهم وقدوتهم، وما هذا الاهتمام والتذكير والاحتفاء إلّا تخليدٌ لهم وإعلاء لشأنهم لما قدّموه من خدماتٍ وتراثٍ وفضلٍ على شعوبهم وبلدانهم وأبنائهم، ومن هذا المنطلق وجرياً على ما سار عليه العقلاءُ والمفكّرون، سعت الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة جاهدة للاحتفاء بهذه الذكرى العطرة والمناسبة الميمونة، ألا وهي ذكرى فتوى الدّفاع المقدّسة التي أطلقتها المرجعيّة الدينيّة العليا في النجف الأشرف متمثّلةً بالمرجع الدينيّ الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسينيّ السيستانيّ(دام ظلّه الوارف) وبنفس الوقت الاحتفاء والتعظيم لمن لبّى هذه الفتوى المباركة من أبناء الحشد الشعبيّ المقدّس".
وأضاف: "بهذا الترابط (الفتوى المباركة والاستجابة المطلقة) أصبحت لدينا أكبر قوّة في العالم لا تستطيع أي قوى الوقوف بوجهها، وما ذلك إلّا لصدق النوايا والإخلاص في المسعى والوضوح في الهدف الذي يسعى له الجميع من خدمة هذا البلد والحفاظ على وحدة أرضه وشعبه وسلامة مقدّساته وتراثه وحضارته العريقة التي يمتدّ أثرها وتاريخها الى آلاف السنين".
ثمّ أوضح قائلاً: "إنّ هذا المهرجان يسعى الى توثيق كلّ البطولات والملاحم التي سطّرها أبناؤنا الغيارى بكلّ شاردة وواردة، لتكون شاهداً على مرّ العصور للتضحيات التي قدّمها أبناء الوسط والجنوب وتعاونهم وبذلهم لإخوانهم أبناء المحافظات الأخرى، هذه المحافظات التي كادت أن تُسرق من العراق نتيجة بعض السياسات اللاحكيمة وتخبّط بعض سياسيّيها ولهثهم وراء مصالحهم الشخصيّة والفئويّة والحزبيّة وعدم اكتراثهم بما ستؤول اليه أمور البلاد، ولولا رعاية الله وحفظه وفضل الفتوى المباركة وهمم الحشد الشعبيّ والقوّات الأمنيّة والغيارى من أبناء العشائر البطلة لكان حالها الآن في وضعٍ لا تُحسد عليه".
مضيفاً: "بإقامة هذا المهرجان وإلقاء القصائد وكتابة البحوث وإصدار المجلّات والكراريس والصحف وبثّها من خلال القنوات الفضائيّة والإذاعات ووكالات الأنباء، لهو تأكيدٌ على ديمومة ذكرها والاحتفاء برجالاتها لكي لا تُسرق هذه الجهود وهذه التضحيات وتُنسب لغيرنا كما حصل في غيرها من الثورات والتضحيات التي قدّمتها عشائرنا الأبيّة وأبناؤها الغيارى أو تُنسى كما تمّ نسيان الانتفاضة الشعبانيّة وعدم الاهتمام بها".
موضّحاً: "مهرجانُنا هذا سعى لإقامة مسابقات عدّة في شتّى المجالات الأدبيّة والفنّية، منها مسابقة الأفلام الوثائقيّة والقصّة القصيرة والمقالة والخطابة وكذا نظم القصائد وكتابة البحوث، ومنذ انطلاقته في العام الماضي ولله الحمد أصبح لدينا كمٌّ لا يُستهان به من مشاركات عدّة من داخل وخارج العراق، فقسمٌ منها طُبع وقسمٌ منها قيد الطباعة وقسمٌ آخر نُشر على موقع فتوى الدفاع المقدّسة، وكان لجهود العاملين في اللّجنة التحضيريّة على مدى شهور عدّة الأثر الكبير في نجاح هذا المهرجان المبارك".
واختتم قائلاً: "باسم اللّجنة التحضيريّة نشكر جميع من سعى لإنجاح هذا المهرجان ابتداءً من سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة وأمينها العام السيد محمد الأشيقر ونائب الأمين العام المهندس بشير الربيعي والسادة أعضاء مجلس الإدارة الموقّر(دامت توفيقاتهم) والسادة رؤساء الأقسام كافّة وجميع من ساندنا وآزرنا في مهرجاننا هذا، والشكر موصول لجميع ضيوفنا الأكارم من داخل العراق وخارجه نشكرهم على تجشّمهم عناء السفر ولكلّ المساهمين والمشاركين، وشكر خاص لكلّ من ساهم وساند وقدّم الدعم المادّي والمعنويّ للحشد الشعبيّ ابتداءً من يوم انطلاق الفتوى المقدّسة الى يومنا هذا وخصوصاً أصحاب المواكب الحسينيّة الذين بيّنوا وأثبتوا للعالم أجمع بأنّ هذا العطاء وهذا البذل هو نتاج مدرسة الإمام الحسين(عليه السلام) ونتاج تربية المنابر والمواكب الحسينيّة المباركة، ولا ننسى رجال الإعلام الذين كان لهم الفضل والأثر الكبير في نقل وقائع المهرجان، والشكر لمن لهم الفضل والمنّة علينا جميعاً أبطال الحشد الشعبيّ المقدّس ورجال الشرطة والجيش والغيارى من أبناء العشائر العربيّة الأصيلة، وكلّ الشكر والعرفان والامتنان لمرجعنا المفدّى الذي لولا فتواه المباركة لكان حالنا غير هذا الحال".