مدينة الكاظمية المقدسة والمناطق المجاورة لها .. عنوانٌ بارزٌ للتشرف بخدمة زائري الإمامين الكاظمين "عليهما السلام"، حيث كانت الحسينيات والجوامع والبيوت فيها محطّات مشرعة الأبواب لضيافة واستراحة الوافدين بمختلف ألوانهم وقومياتهم وجنسياتهم وطوائفهم، إذ جنّدوا أنفسهم وعوائلهم لتوفير أقصى درجات الراحة والخدمة وأثبتوا حُسن أداءهم من خلال تعاونهم مع العتبة الكاظمية المقدسة، وبالتزامن مع الذكرى المباركة لتتويج الحجّة بن الحسن المهدي "عجل الله فرجه الشريف" وتولّيه الإمامة من بعد أبيه "عليهما السلام"، كرّمت الأمانة العامّة للعتبة الكاظمية القيادات الأمنية ومتولّي الحسينيات والجوامع ونخبة من عوائل مدينة الكاظمية المقدسة والمناطق المجاورة لها في حفل أقيم لذلك مساء الجمعة 9 ربيع الأول 1438 هـ الموافق 9 كانون الأول 2016م في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، وذلك تقديراً لجهودهم المباركة في موسم أربعينية الإمام الحسين "عليه السلام"، وتعاونهم مع العتبة الكاظمية المقدسة في استقبالهم وضيافتهم للحشود الموالية الوافدة من الدول الإسلامية، التي جاءت لنيل شرف زيارة الإمامين الجوادين "عليهما السلام" وتجديد العهد والولاء لهم، والمتخذة من المرقدين الطاهرين نقطة انطلاق نحو كربلاء المقدسة, بحضور ممثل المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين، والأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د. جمال عبد الرسول الدباغ وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية والقيادات الأمنية ونخبة من وجهاء وأهالي مدينة الكاظمية المقدسة. استهل الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم, وقراءة سورة الفاتحة ترحماً إلى أرواح شهداء العراق، وقراءة أنشودة الفردوس، بعدها ألقى الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة كلمة بهذه المناسبة قائلاً: نلتقي في رحاب الإمامين الكاظمين "عليهما السلام"، في مناسبة عزيزة تقتضي أن نحمد الله ونشكره على ما وفّق الجميع إليه فقد كانت أيام زيارة الأربعين في هذه المدينة المقدسة من الأيام المشهودة حيث توافد إليها حوالي (5) ملايين زائر على مدى عشرين يوماً من شهر صفر للتشرف بزيارة الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، والحمد لله الذي وفق الجميع للقيام بأقصى درجات الخدمة للزائرين. كما أشاد السيد الأمين بمواقف القوات الأمنية والحشد الشعبي قائلاً: نتوجه بالشكر والتقدير لهم ولكل من يقف للدفاع عن هذا الوطن، حيث وقفوا وقفة تاريخية، ولولا تضحياتهم لما استطعنا أن نقوم بهذه الزيارات المباركة واستقبال هذه الحشود الإيمانية، ونسأل الله أن يتولاهم برعايته وينصرهم نصرا عزيزا. لقد كان من واضح في أيام الزيارة أن العمل الجماعي هو عمل مثمر، فقد كانت جهود كبيرة وتكاملت مع بعضها لتعطي في النهاية حصيلة هذه الخدمات، علينا أن نعلم أن العمل الجماعي هو عمل مثمر، وأن العمل الفردي لوحده لا يمكن أن يحقق نتائج يشار إليها. تلاها كلمة لممثل المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين بيّن فيها قائلاً: إن هذه المسيرة دفع بها الدم قبل المال والجهد والسهر، فهنيئاً لكم هذه الخدمة المباركة، وهذا الطريق هو الطريق الذي يجب أن يثبت لأنه موصول بالقرآن والعترة، ونحن نطمح إلى توسعة هذه الخدمات والارتقاء بها، لأن موسم الأربعين رسم لنا لوحة جميلة، فقد حثت المرجعية الرشيدة أساتذة وطلبة العلوم الدينية لمواصلة المشروع التبليغي وإقامة صلوات الجماعة، حيث شهد هذا العام إقامتها من العمود رقم (1) في النجف الأشرف وانتهت إلى العمود رقم (1000) في كرباء، كما أشار سماحته إلى انطلاق المشروع بمشاركة (4400) مبلغ ومبلغة بدأوا بمهامهم منذ وقت مبكر في نشر الثقافة الإسلامية والإنسانية وتعليم الأحكام الشرعية والإجابة عن المسائل العقائدية، فضلاً عن استضافة أعداد كبيرة من طلبة الجامعات في جلسات حوارية وتقديم الخدمات اللازمة. واختتم الحفل بتوزيع الشهادات التقديرية على السادة الحضور تقديراً لدورهم الكبير والمُشرّف في دعم وإنجاح موسم الأربعين . من جانبهم أبدى السادة الحضور بالغ سرورهم بهذا الاحتفاء الكبير وحرصهم الشديد على تطوير هذه الخدمة واستثمارها في جميع المناسبات الدينية والتي وصفوها بأنها جزء من حبهم وولائهم لأهل بيت النبوة "عليهم السلام" .