احتضن رواق الامام الهادي (عليه السلام) فعاليات مهرجان فاجعة سامراء السنوي الذي تقيمه الامانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة في الذكرى السابعة عشر لتفجير قبة مرقد الامامين العسكريين "عليهما السلام" في 23 من شهر محرم الحرام سنة 1427 هـ، مساء أمس الجمعة المصادف 2023/8/12 بحضور معتمدي المرجعية الدينية العليا من مختلف المحافظات العراقية وطلبة وأساتذة الحوزة العلمية ووفد العتبة الكاظمية المقدسة والمزارات الشيعية الشريفة والقيادات الأمنية في سامراء وجموع الزائرين الكرام.
استهل المهرجان بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها قارئ العتبة العسكرية المقدسة الحاج "قيصر الدجيلي " بعدها جاءت كلمة الامانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة القاها نيابة مسؤول قسم الشؤون الدينية والفكرية سماحة الشيخ محمد الخالدي: والتي قدم فيها التعازي لمقام ولى الله الاعظم الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه) حيث انتهكت حرمة بيتك المقدس ذلك البيت الذي كان امان لأهل الجانبين وشعلة مضيئة لأهل الخافقين ذلك البيت الذي اذن الله ان يرفع ويذكر فيه اسمه توحيداً وعبادةً خالصة ذلك البيت لا يرضى الله بدخوله الا مستأذنين من الله ورسوله واهل بيته (عليهم السلام)،فلم تراعى حرمة الله وحرمة رسوله وحرمة اهل بيته"
سماحة الشيخ محمد الخالدي بين خلال كلمته:
" نجتمع اليوم كما في كل عام مستذكرين جريمة يندى لها جبين الإنسانية ويطأطئ لها راس من له أدنى شعور وهي جريمة هدم قبة مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام)،لاتزال هناك مغذيات لهذا الفكر المتطرف ولولا وعي اجهزتنا الأمنية بكافة صنوفها لشهدنا من تلك المآسي ما لا يحصى، ان الحقد الدفين وضلاله الساعين في هذا الطريق قد اعمت بصرهم وبصيرتهم فحققوا لأعداء الامة مآربهم وهم يحسبون يحسنون صنعا،فتباً لهم وسحقا وان كانوا غافلين او متغافلين عن كونهم قد اصبحوا من عدة وأدوات أعداء الدين، فنحن بصيرون بأهدافهم واعون بفضل الله تعالى واتباعنا لمرجعيتنا الرشيدة، ما انفكت تطفئ نيران حقدهم وتواصل العمل ليلا نهارا من اجل لم الشمل وجمع التفرقة حرصاً منها على حاضر ومستقبل هذا البلد، الذي عانى من جهل القائمين وحرصهم على دنيا رخيصة"
وأضاف الخالدي: ارُيدَ من هذا الفعل الجبان ان يتردد صداه عقوداً طوال بين حرب أهلية طائفية لا تطفأ نيرانها ولا يخمد ليهبها ليستغل اهل البلد بحربهم لتنهب ثرواتهم بأيدي المؤججين والدافعين ، فتم لنا ما اردنا من التعالي على الجراح وكتم الغيظ وكان لهم الخزي والعار ،فهل يسكتوا عنا ويرتكونا ونعيش بسلام كلا حتى اخترعوا لعبة جديدة قائمة عل الجهل والتجهيل مداعبةً لمشاعر الحاقدين ناشرة الرعب والإرهاب في كل مكان ، فكان رجال الله لهم بالمرصاد فأوقعوهم في الحفير الذي احتفروه لنا اذلة خاسئين بعد ان اريد لهذا المخطط ان يعيش عقوداً من الزمان وذلك بوعي وحكمة مرجعيتنا الرشيدة ، ما علينا الا ان نتسلح بسلاح الوعي ونتبع الرسل واهل البيت (عليهم السلام) من خلال ورثتهم علمائنا الاعلام وقادتنا الكرام.
بعده جاءت كلمة المهرجان القاها سماحة السيد محمد رضا شرف الدين:
بين فيها عظم الفاجعة والالم الذي يعيشه جميع المسلمين والمؤمنين لحظة حدوث الاعتداء على بيت من بيوت الله التي اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه وأحدث جرحا عميقا في قلوب المسلمين عموما والعراقيين خصوصا، فالكلمات لا تختزل عظم الاعتداء على مقام الامام الهادي والعسكري "عليهما السلام" وبيت المولى صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) ،ودور المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف في حفظ العراق ومقدساته فهي الامتداد الحقيقي والواقعي لحركة الأنبياء والامتداد الطبيعي لمدرسة اهل البيت (عليهم السلام) اذ انها تمثل هوية الانسان وهوية القران وهوية الطائفة الحقة التي بذلت الدماء العزيزة.
تلته كلمة المشرف العام على مركز تراث سامراء التابع للعتبة العسكرية المقدسة الدكتور مشتاق الاسدي جاء فيها: ان الاعتداءات المتكررة على هدم قبور الائمة (سلام الله عليهم) على مر الأزمنة وحرق كتاب الله ما هو الا تطرف وإرهاب سببه الانحراف الفكري والعقائدي في مختلف الأديان ، فقد انبرت العتبة العسكرية المقدسة الى دراسة التراث والفكر الحق في التراث الإسلامي الأصيل لائمة سامراء(عليهم السلام) وحوزتها واعلامها ودراسة ذلك التاريخ وتحقيقه ونشره للحفاظ على هذا الإرث من تقلبات الزمان من التزييف والتحريف حيث اصدر المركز اكثر من (85) كتاب بين تأليف وتحقيق وترجمة ودراسات وتوثيق واقتناء الاف الوثائق التي تثبت العديد من الحقائق التاريخية والقانونية التي تحفظ حقوق العتبة العسكرية المقدسة وفي القريب سيعقد في رحاب العسكريين المؤتمر العلمي الدولي الثالث بالتعاون مع 25 جامعة عراقية تحت شعار "العتبة العسكرية المقدسة في سامراء حاضرة الفكر و التراث".
وشهد المهرجان فعاليات مختلفة منها مشاركة مركز تراث سامراء بفيلم وثائقي بعنوان "قبة السماء" يجسد فيها الاعتداء الاثم على المرقد الطاهر من احداث ومشاهد ليلقى بعدها الشاعر "محمد الاعاجيبي" قصائد ولائية عنيت بالمناسبة الاليمة جاء بعدها مشاركة الرادود الحسيني ملا "علي الرميثي"
ليتم توجيه الدعوة للحضور بافتتاح معرض العتبة العسكرية المقدسة الذي اقامه قسم العلاقات العامة ومركز تراث سامراء والذي ضم اصدارات المركز ومعروضات للمقتنيات والنفائس التي تعرضت للتفجير الآثم والصور الفتوغرافية لمراحل الاعمار للقبة الشريفة واصدارات مركز تراث سامراء.