بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين.. أبي القاسم محمد النبي الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين..
السلام على رسول الله أمين الله على وَحيهِ وعزائم أمره السلام على صاحب السكينة السلام على المدفون بالمدينة ورحمة الله وبركاته..
السلام على صاحبي الجود والكرم الإمامين الكاظمين الجوادين ورحمة الله وبركاته..
السلام على صاحب العصر والزمان ورحمة الله وبركاته عجّل الله تعالى فرجك..
السادة الحضور الضيوف الكرام مع حفظ الألقاب والمقامات.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
معروف أن الشعر هو من الفنون الوجدانية الراقية.. وهو ذلك الكلام الموزون لحناً، العذب لغة، لا يتقنه إلّا من حباه الله بهذه الموهبة الجميلة، فالشعر مرآة تعكس واقع حياتنا وما ترافقها من تفاعلات تصحبها رقة المشاعر ورهافة الإحاسيس كما أنه يعكس صدق ولاءاتنا ودرجة إيماننا وحقيقة مبادئنا، فالشعر يترجم الأحاسيس العصية على البوح أحيانا، إنه مناجاة الروح للروح.. وصناعة لغوية للتعبير عن ذواتنا.. عن إنسانيتنا.. وقد توظف القصيدة إلى موعظة أو نص إرشادي هادف، لذا لابد للشعر أن يحترم ذائقة القراء والعمل من خلاله على الارتقاء بهم فهو في ذات الوقت احترام للغة العربية ولفن الشعر في آن واحد ويجب الحفاظ عليهما من الإسفاف.. ولا يخفى عليكم سادتي الحضور أن مصادر الفكرة في الشعر متعددة، وهي وسائل الإلهام التي تأتي من الواقع ومن المشاهدات اليومية، شلال يتدفق من مشاعر الإنسان حين يحدث ذلك التفاعل بين عناصر الواقع وعناصر الإنسان وعناصر اللغة فتنتج عنه روائع لغوية وأدبية وفنية تعبر ما يريده الشاعر من خلال رسالته المكتنزة بالقوافي والأوزان.. وهذا ما تحقق من مهرجاننا الشعري الثامن الذي انعقد تحت شعار (قوافٍ ولائية في منهج سيد البرية) حيث كان رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو مصدر إلهام لمن شاركنا بنتاجه الادبي والتي جاءت لتؤكد عمق الولاء وشدّة الارتباط برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. ولترسخ سيرة النبي وأخلاقه ومنهجه القويم عبر القصائد النابعة من وجدان الشعراء..
تسلمت اللجنة المنظمة للمهرجان تسعا وثلاثين قصيدة من داخل العراق وخارجه ترنمت قوافيها بفخر الكائنات وسجدت كلماتها في محراب العشق المحمدي مرتدية حلة الولاء والمودة لمن هو على خلق عظيم.. فتم قبول ثلاث وعشرين قصيدة بعد عرض جميع المشاركات على لجنة ذات خبرة للفحص والتقويم وها نحن اليوم وإياكم في هذه الرحاب الطاهرة نترجل من صهوة المؤتمر العلمي الدولي السنوي الحادي عشر الذي انعقد في الجمعة الماضية لنركب سفينة الشعراء وسط أمواج بحور الشعر العربي ولنغوص في أعماقها ونجني من قاعها دررا تتلألأ في سماء الشعر والشعراء من جوار جنة الفردوس جنة موسى والجواد عليهما السلام.
لكم جميعا كل الشكر والثناء لحضوركم ومشاركتكم ولا ننسى خدم الإمامين الكاظمين الجوادين عليهما السلام من جزيل الشكر والامتنان لدورهم المبارك في نجاح هذا المهرجان.. وصلى الله على محمد وآل محمد والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.