بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ على النبيِّ المصطفى الأمين، وعلى الأئمةِ الهُداةِ المهديين ..
السلامُ عليكَ يا مولايَ يا رسولَ الله .. السلامَ عليكَ يا خاتَمَ النبيينَ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ
السلام على الإمامينِ الكاظمينِ الجوادينِ.. ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ
السلام عليك سيدي يا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجك..
السادةُ الحضور .. الباحثونَ الكرام .. الضيوفُ الأفاضل مع حفظ الألقاب والمقامات.. السلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ..
إنَّهُ لشرفٌ عظيمٌ أنْ نلتقيَ كُلَّ عامٍ في رحابِ هذه البيوتِ المقدسةِ، التي أَذِنَ اللهُ أنْ تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فيها ﭐسْمُه، لنشتركَ في نشرِ المعارفِ الإنسانيةِ العظيمةِ، والتي تجلَّتْ في سيرةِ النبيِّ الأكرمِ وآلِهِ المعصومين (عليهم السلام)، الذينَ ورثوا كتابَ اللهِ تعالى ليكونوا الدُّعاةَ إلى مبادئِهِ الساميةِ عِبْرَ الدُّهور، وقَدْ حَرَصَتِ الأمانَةُ العامَّةُ للعتبةِ الكاظميةِ المقدسةِ منذُ أكثرِ من أعوامٍ عشرةٍ على نشرِ تلكَ المعارِفِ، من خلالِ مؤتمرِها العلميِّ الدوليِّ السنويِّ، ففي كُلِّ عامٍ يجْتَمَعُ الباحثونَ في هذهِ الرحابِ الطاهرةِ للكاظمينِ (عليهما السلام) بجلساتٍ علميةٍ مباركة، وفي عامِنا المباركِ هذا ﭐجتمعوا ليتباحثوا في السيرةِ الخالدةِ للنبيِّ الأكرمِ (صلى الله عليه وآله وسلم) ﭐنطلاقًا من الشعار المبارك للمؤتمر (مِنْ نورِ نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم خلقَ اللهُ كُلَّ خيرٍ) فينهَلوا من فكرِهِ، ويعملوا بنهجِهِ، فكُلٌّ يُقَدِّمُ ما يستطيعُ لخدمةِ الشريعةِ المقدسة، وبيانِ أثرِها البالغِ على الإنسانيةِ كُلِّها، فأقرَّتِ اللجنةُ التحضيريةُ أنْ يكونَ مؤتمَرُها السنويُّ هذا العامَ مختصًّا بالذي ختمَ اللهُ تعالى بهِ الرسالاتِ السماويَّةَ، فيكونَ منهجُهُ صلى الله عليه وآله وسلم حياةً وهدايةً للعالمين، وقد تمَّ البحثُ في المؤتمراتِ السابقةِ لأعوامِ مضَتْ عن أغلبِ ما وردَ عن الأئمةِ المعصومينِ (عليهم السلام) من عطاءٍ مبارَكِ ثَرٍّ، كانَ آخِرُها في العامِ الماضيِ عنِ الإمامِ المهديِّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
أيها السادةُ الأفاضلُ .. إنَّنا ومن موقعِ المسؤوليةِ الشرعيةِ والتربويةِ نحرصُ على القيامِ بهذهِ الفعالياتِ العلميةِ، لإيمانِنا بأنَّ ترسيخَ مبادىءِ الثقلينِ في المجتمعِ يعني صيانتَهُ من الانحرافِ والضلالِ، وما أحوجَنا اليومَ وفي كُلِّ حينٍ إلى تعاليمِ القرآنِ الكريمِ ومنهجِ المعصومينَ (عليهم السلام) لتحقيقِ ذلكَ، وليكونَ البناءُ التربويُّ للمجتمعِ على أُسُسِ منهجِ خاتمِ الأنبياءِ وأهلِ بيتهِ (صلوات الله عليهم أجمعين)، وهذهِ مسؤوليةٌ كبيرةٌ تقعُ على كُلِّ فردٍ من أبناءِ الأمة، وخصوصًا على العلماءِ والباحثينَ والمثقفينَ والتربويين؛ لنعكسَ الصورةَ الناصعةَ لذلكَ المنهجِ المباركِ، ﭐنْطِلاقًا من هذهِ المراقِدِ المقدسةِ التي هي مَعْلَمًا من مَعَالمِ الإشعاعِ الفكريِّ والإنسانيِّ ..
أيها السادة .. لقد بذلتِ اللجنةُ التحضيريةُ للمؤتمرِ العلميِّ الدوليِّ السنويِّ الحادي عشر، وجميعُ اللجانِ الفرعيةِ الأخرى، قُصارى جهودِها على مدى شهورٍ متعددةٍ من الاجتماعاتِ الدوريةِ للتهيئةِ لهذهِ المناسبةِ العلميةِ الكبيرةِ؛ ولتكونَ الفعالياتُ متنوِّعَةً، حيثُ مؤتمرُ البحوثِ العلميةِ، ومهرجانُ الشعرِ العربي الثامن الذي يقامُ في الأسبوعِ القادمِ بإذنه تعالى، ومعرضُ الكتابِ الدولي المقامِ حاليًّا بمشاركةِ دورِ نشرٍ مختلفة من العراقِ وخارجه.
وكانتِ اللجنةُ التحضيريةُ على تواصلٍ مباشرٍ مع العلماءِ الباحثينَ والمثقفينَ، من خلالِ زيارةِ المراكزِ العلميةِ والجامعاتِ العراقيةِ، وبيانِ ما يتعلقُ بأهميةِ هذا المؤتمرِ الذي يعبِّرُ عن الرسالةِ العالميةِ للنبيِّ الأكرمِ صلى الله عليه وآله وسلم، فقد تمَّ ومن خلالِ اللجنةِ الخاصةِ بتسلُّمِ البحوثِ رفدُ المؤتمرِ بستِّ وستين بحثًا من مختلفِ المراكزِ والجامعاتِ من العراقِ وخارجِه، فضلًا عن باحثي العتباتِ المقدسةِ، وبعد العرضِ الأولِ لتلكَ البحوثِ على الأساتذةِ الكرامِ في اللجنةِ لم يتم قبولُ ثلاثةَ عشرَ بحثًا؛ لعدمِ موافقتِها لمحاورِ المؤتمرِ، وبعدَ عرضِ المتبقي من البحوثِ على اللجنةِ العلميةِ للمؤتمرِ، بمراجعةِ البحثِ من خبيرَيْنِ علميَّيْنِ مختصَّيْنِ، فقد تم قبولُ أربعينَ بحثًا ٱجتازَتْ درجةُ البحثِ على السبعين، وهي درجةُ قبولِ البحوثِ في مؤتمَرِنا العلمِيِّ، على وُفْقِ تقسيمِ الدرجاتِ المُعْلَنِ عنهُ في مطويةِ المؤتمرِ المنشورةِ ..
ولا يخفى أنَّ جميعَ الجهودِ التي بَذَلها الباحثونَ الذينَ أرسلوا بحوثَهُم للمؤتمرِ إنَّما هي جهودٌ علميةٌ مباركةٌ في خدمةِ العلمِ والمجتمعِ نرجو لها القبولَ مِنَ اللهِ تعالى ..
ختامًا .. نشكرُ جميعَ الباحثينَ الذين لبَّوا الدعوةَ للمشاركَةِ في هذهِ التظاهرةِ العلميةِ، وجميعَ اللجانِ العاملةِ على إنجاحِ هذهِ الفعالياتِ المتعددةِ، وخَدمَةَ الإمامينِ الكاظمينِ الجوادين (عليهما السلام) وكل الجنود المجهولين على تهيئَتِهِم الظروف المناسبة لإقامَةِ هذهِ اللقاءاتِ، والشكر موصول إلى إعلام العتبة الكاظمية المقدسة والقنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية التي وثّقت هذه الجهود المعرفية والعلمية كذلك الشكر لكم جميعا أيها الحضور الكريم..
اللهم فتقبل من الجميع بأحسنِ قبولِك، إنك سميعٌ مجيب
والسلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
اللجنة التحضيرية
المؤتمر العلمي السنوي الدولي الحادي عشر
١٧ربيع الأول 1444ﻫ
١٤ تشرين الأول 2022م