أقامت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة الحفل المركزي تيمناً بالولادة الميمونة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وجاء ذلك ضمن فعاليات مهرجان وليد الكعبة (عليه السلام)، برعاية الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة السيد عيسى الخرسان والذي شهد إزاحة الستار عن المنارة الشمالية للمرقد الطاهر.
وحضر الحفل رئيس الوزراء الأستاذ مصطفى الكاظمي والأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي والوفد المرافق لهما، ونائب الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة وأعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة، والأمناء العامون للعتبات المقدسة والمزارات الشريفة وممثلو مراجع الدين العظام ونخبة من الشخصيات الأكاديمية والدينية والعشائرية والمجتمعية والرسمية ، بالإضافة الى مسؤولين عن شركة الكوثر لأعمار العتبات المقدسة.
واستهل الحفل بقراءة آي من الذكر الحكيم تلاها قارئ العتبة الرضوية المقدسة السيد حامد علي زاده ، ثم كانت كلمة الأمانة العامة للعتبة المقدسة ألقاها رئيس قسم الشؤون الدينية الشيخ كرار الخفاجي والتي تطرق فيها إلى فضائل ومكانة ومناقب أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه)، مشيرا الى المشيئة الإلهية التي جعلت الأنفاس الأولى للمولى أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيت الله عز وجل، حيث ولد في أشرف بقعة من بقاع الأرض، بيت الله الحرام، وهو المسجد المبارك من بنته أكف الأنبياء وما سبق في ذلك وما كان لأحد من بعده أبدا بإجماع المسلمين ، حيث " خرجت السيدة فاطمة بنت أسد من ذلك الشق في بيت الله الحرام حاملة لذلك النور العظيم ، حاملة لهذا الشخص العظيم ، لتلك الشخصية الإلهية المصنوعة بيد الله تبارك وتعالى ، خليفة رسول الله وحجته على خلقه " .
وبيّن الخفاجي المكانة العظيمة للمولى أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعلاقته المقدسة بسيد الرسل وخاتم الأنبياء النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، حيث توالت نعم الله على أمير المؤمنين (عليه السلام) ، حيث تولاه بالعناية أخوه وحبيب الله ورسوله وخاتم الأنبياء والمرسلين أبو القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
وأكمل قائلا " إن الرعاية للمولى أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت منذ اللحظات الأولى لولادته، ولقد وكّل الله به منذ أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره ، ( ولقد كنت اتبعه إتباع الفصيل أثر أمه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به ) .
وقدم الشيخ الخفاجي ، الشكر والتقدير الى شركة الكوثر لأعمار العتبات المقدسة والعاملين على إنجاز أعمال ومراحل التأهيل والتذهيب للمنارة الشمالية .
ثم كانت الكلمة لرئيس الوزراء الأستاذ مصطفى الكاظمي ، قال فيها : ونحن في حضرة إمام الإنسانية أمير المؤمنين، الإمام علي (عليه السلام)، وفي ليلة مولده، نستحضر المبادئ السامية التي تبنّاها وسار عليها وتمسّك بها، وأتشرّف أن أكون في النجف الأشرف اليوم، في هذا المكان الطاهر، من هنا حكم عليّ، وهنا استُشهد، وهنا مرقده الطاهر، بقبّته ومنارتيه؛ هنا الحوزة العلميّة ومراجعُنا العظام، وهنا كل شيءٍ ينتمي إلى عليّ.
وأضاف الكاظمي" عندما يقول (عليه السلام): إن «الناس صنفان، إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق»، فهو يُحدّد مساراً إنسانياً لفهم التنوّع كمصدر قوة لا مصدر ضعف.
وبيّن الكاظمي " إن التنوع في العراق مصدر قوة وليس ضعفاً، وسماحة السيد السيستاني، حفظه الله، أرسل رسائل الطمأنينة للمجتمع بمقولته (أنتم أنفسنا ).
وتابع رئيس الوزراء قائلا حول مكانة النجف الأشرف " هنا معقل اللغة العربية والأدب والشعر والكلمات الخالدة، ومركز العلم والفلسفة والفقه الإسلامي، فقد انطلقت جميع المذاهب الإسلامية من هنا وانبعثت جميع العلوم الإسلامية؛ لهذا يجب الحرص على أن تستمر النجف في دورها الفريد كمورد للعلوم والآداب والفلسفة، من خلال الاهتمام بمدارسها وجامعاتها ومكتباتها ، قائلا " إن نجف علي، كانت وما زالت ساحة للقاء الجميع على كلمةٍ واحدة، كلمة الوحدة والإنسانيّة، وحبّ الوطن، فحبّ الأوطان من الإيمان .
ثم كانت الكلمة لممثل شركة الكوثر محمد كريمي مدير مشروع تذهيب المنارة، أشار فيها الى المراحل المفصلة لمشروع التأهيل والتذهيب للمنارة الشمالية ، قائلا " تم استخدام 49 كيلو غرام من الذهب بعيار 24 بمساحة تبلغ 360 مترا مربعا من الطلاء بالذهب ، وعمل المينا في الكتائب القرائية والشعرية والزخارف من خلال أيادي مهرة وخبيرة في هذا المجال، كما تم تثبيت ( 6367) قطعة مذهبة في المنارة من قبل كادر خبير له تجربة مشاريع كثيرة مماثلة في العتبات المقدسة .
واوضح كريمي " إن المساحة المذهبة في الإيوان الشمالي 90 مترا مربعا ، وفي المنارة الشمالية 271 مترا مربعا والمجموع هو 361 مترا مربعا .
وقدم كريمي الشكر والتقدير للأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة عموما والعاملين في مختلف أقسام العتبة العلوية المقدسة بالخصوص قسم التذهيب، والعاملين في شركة الكوثر والى جميع من ساهم ودعم وتعاون في إنجاز المشروع .
وكان مسك ختام الحفل المركزي قصائد شعرية متميزة للشاعر محمد الحرزي وللمنشد نزار القطري، فيما بادر الحاضرون يشاركهم زوار مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام)، بإزاحة الستار عن المنارة الشمالية بعد إنجاز مشروع التأهيل والتذهيب فيها.