(الوارث ديرمان) ليس مركزاً متخصصاً بصناعة الاطراف الصناعية الذكية وتركيبها فقط، وانما تمتد مهامّه لأبعد من ذلك فيتم فيه احتضان جرحى الحشد والقوات الامنية والعمل على تأهيلهم طبياً، وفق أحدث التكنولوجيا المتقدمة في هذا المجال، وصولاً الى اعطاء وظيفة كاملة تعويضية عن الطرف المبتور.
ورغم انه لم يمض على انشاء هذا المركز بإيعاز ورعاية من الامانة العامة للعتبة الحسينية سوى عام واحد، إلا انه يعمل في الوقت الحاضر بطاقته القصوى في توفير احدث وأفضل انواع الاطراف الصناعية الحاصلة على شهادة المنشأ من شركات المانية ويابانية، حيث يستمر نقل هذا النوع من التكنولوجيا المستخدمة في المانيا وبريطانيا وأمريكا الى العراق، مما يوفر أموالاً طائلة للبلد، واختزالاً للوقت والجهد والمعاناة.
وقال مدير المركز الدكتور ياسر صبيح عبد القادر "أقام مركز الوارث ديرمان العائد للعتبة الحسينية المقدسة مؤتمر اعلامي تم فيه دعوة وسائل اعلامية مختلفة للإطلاع على الخدمات المقدَّمة واثبات كفاءة عمل المركز المتخصص بالأطراف الصناعية والتأهيل الطبي، وابراز اهم الانجازات التي قُدمت لأبناء القوات الامنية والحشد الشعبي، بعد تعاقد المركز مع صندوق الضمان الصحي التابع لوزارة الداخلية لتجهيز الجرحي بأفضل نوعيات الاطراف، والتي تنافس ما يستخدمه جرحى الجيش البريطاني والامريكي والالماني، وهو ليس فضل وانما جزء مما يستحقه هؤلاء الابطال".
وأضاف "حصل المركز على وكالة من أعرق وأقدم شركة في هذا المجال وهي (بلاج فورد) البريطانية، التي تعمل على صناعة الاطراف منذ عام 1890، وكذلك الشركة اليابانية لصناعة المفاصل". مبيناً "ان المركز شهد منذ افتتاحه قبل عام ما يقارب 1500 مراجعة، وتم عمل 430 طرف تقريبا، علماً ان هذا الكم لا يمكن تحقيقه في اي مركز محلي آخر".
وأكد د. ياسر"يقدم مركز الوارث ديرمان الاطراف الصناعية الحاصلة على شهادة منشأ عالمية ويقوم بنصبها وبرمجتها وفق آليات ميكانيكية وهايدروليكية والكترونية متطورة تحاكي وظائف الجسم الطبيعية وتحولها الى حركة من اجل اعطاء وظيفة كاملة تعويضية عن الطرف المبتور، وبهذا نوفر أموال طائلة كانت تذهب الى خارج العراق حيث ان تكلفة الطرف الواحد الذي يقدمه المركز تبلغ نصف قيمته في الخارج، وذلك بدعم من العتبة الحسينية المقدسة لمن ضحوا بدمائهم واجسامهم لتحرير الارض والمقدسات".
وأوضح "المركز يعتمد على نظام السحب العكسي والفعال (الفاكيوم) لتعليق الطرف الصناعي بالطرف المبتور، حيث يتميز هذا النظام الحديث بسهولة لبس الطرف من قبل المريض دون مساعدة احد، ويعطي للمريض راحة تامة مما يجعله قادراً على التنقل والعمل لمدة تقارب (12) ساعة يوميا دون الشعور بالتعب ودون الضرر بالطرف المبتور، مما يساعد المصابين للعودة الى حياتهم الطبيعية ومزاولة أعمالهم بشكل طبيعي".
وتابع "تم افتتاح فرعين للمركز في العاصمة بغداد، احدهما في صندوق الضمان الصحي، والآخر في منطقة الحارثية، والى نهاية عام 2018 سيكون لدينا فرع رابع في البصرة، وخامس في الموصل أثر دعوات كثيرة ومطالبات كبيرة من الاهالي، وصولاً لافتتاح عشرة فروع في كل أنحاء العراق".
وختم مدير المركز حديثه بالقول "رغم ما يقدمه هذا المركز من خدمات وانجازات متميزة في هذا الواقع الذي نعيشه إلا انه يتعرض الى ضغوطات ومشاكل، حيث هناك بعض الجهات المدفوعة تحاول الوقوف بوجه هذه الانجازات، وتستغل الجرحى لغرض ابقاء البلد في حالة من التراجع تحقيقاً لمصالح ضيقة..."
المكتب الاعلامي لوزارة الداخلية كان من بين الحضور للمشاركة في تغطية المؤتمر، فرشحَ عن مسؤوله علي محمود" ان هذه الزيارة جاءت ضمن التعاون والتعاقد بين وزارة الداخلية ومركز الوارث ديرمان لمعالجة ومتابعة جرحانا الابطال، ضمن صندوق الضمان الصحي، والذي أساسهُ اشتراك شهري بقيمة 2500 دينار عراقي اي انه تمويل ذاتي وليس من موازنة الدولة، حيث يتم ارسال جرحى الوزارة ممّن تعرضت أطرافهم الى البتر نتيجة الاعمال الارهابية والبالغ عددهم ما يقارب 250 جريح بين بتر ثنائي واحادي الى المركز، على شكل وجبات لغرض تركيب الاطراف الذكية".
وأضاف "نلاحظ ان جميع الاطراف التي تم تركيبها هي من مناشئ عالمية ومتطورة جدا وبأقل التكاليف". مؤكداً" ان التعاون مستمر في هذا المجال وسنواصل ارسال وجبات اخرى لغرض المعالجة".
النقيب رياض الطائي المُصاب ببتر ثنائي، تحدثَ وهو ويرتدي اطراف المانية تم تركيبها في مركز الوارث قائلاً "فقدتُ اطرافي في ساحات القتال للدفاع عن العراق، ونحن من هذا المنبر نشيد بالجهود والخدمات التي نتلقاها في مركز الوارث ديرمان". مؤكداً" اننا ندين كافة الشائعات المغرضة التي تستهدف مركز الوارث في العلن والخفاء، ونعتبر ان أية إساءة لهذا المركز استهداف للعراق واستهداف للنهوض بواقعه الصحي والحضاري".
عقيد المشاة في وزارة الدفاع رعد مزاحم رشيد أفاد انه "تم بتر ساقي من فوق الركبة بعد تعرضي لإصابة اثناء المعركة مع عصابات داعش، وفي البداية تم علاجي خارج العراق على نفقة وزارة الدفاع ثم اكملت العلاج داخل مستشفى الجادرية الاهلي، وبعدها في مركز الاطراف الصناعية التابع لوزارة الدفاع حيث استمر التأهيل لمدة شهرين، وبسبب عدم وجود طرف مناسب للقياس والوزن تم إرسالي الى مركز الوارث ديرمان التابع للعتبة الحسينية، الذي وجدتُ فيه افضل الاستقبال وافضل الخدمات". مبيناً" بعد موافقة وزارة الدفاع حصلتُ على طرف صناعي بريطاني المنشأ يعد الأحدث في العالم وذلك في مركز الوارث، ولله الحمد الآن أمارس حياتي الطبيعية بدون عوائق".