لإن ربَّ العالمين شكور ، فهو أرادك أن تكون إنساناً تدبّ على وجه الأرض ، وسخّر لوجودك هذين الأبوين اللذين تحملا الكثير من أجلك ، لذا عليك أن تصاحبهما بالمعروف ، حتى مع جهلهما ، وقلة وعيهما ، وعدم إلمامهما بقواعد التربية وما شابه ذلك ، فيكفي أنهما أبوان !.. وليس الفخر ببر والدين متميزين علماً وإيماناً ، لأن خدمة الابن لهما في هذه الحالة ستكون من المنطلقات الإيمانية.. ولكن الكمال كل الكمال أن تعري والديك من كل الصفات ، ثم تعطيهما هذه الصفة البسيطة ، بكونهما والدين لك ، وبعد أن ألزمت على نفسك هذا الحق ، تعطيهما الدرجات الإضافية على كل صفة غيرها : من الإيمان والعلم ومحبة أهل البيت (عليهم السلام) ، وغير ذلك من الصفات الكمالية .