المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24



انس بن مالك يروي ما شاهده  
  
3896   09:49 صباحاً   التاريخ: 27-01-2015
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى(صلى الله عليه واله)لشيعة المرتضى(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج2,ص138-139.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى الرازي بالري قراءة عليه في صفر سنة عشرة وخمسمئة ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيشابوري ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن الحسين بقراءتي عليه قال : حدّثنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الأهوازي ، قال : حدّثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن سهل الفارسي ، قال : حدّثنا أبو زرعة أحمد بن محمد بن موسى الفارسي ، قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن يعقوب البلخي ، قال : حدّثنا محمد بن جرير ، قال : حدّثنا الهيثم بن الحسين بن محمد بن عمر ، عن محمد بن هارون بن عمارة ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك قال : خرجت مع رسول الله نتماشى حتى انتهينا إلى بقيع الغرقد ، فإذا نحن بسدرة عارية لا نبات عليها ، فجلس رسول الله تحتها فأورقت الشجرة وأثمرت واستظلّت على رسول الله ، فتبسّم وقال لي : يا أنس ، ادعُ لي علياً ، فعدوت حتى انتهيت إلى منزل فاطمة (عليها السلام) فإذا أنا بعلي يتناول شيئاً من الطعام ، فقلت له : أجب رسول الله ، فقال : لخير أُدعى ؟ فقلت : الله ورسوله أعلم .

قال : فجعل علي ( عليه السلام ) يمشي ويهرول على أطراف أنامله حتى مثُل بين يدي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فجذبه رسول الله وأجلسه إلى جنبه ، فرأيتهما يتحدثان ويضحكان ورأيت وجه علي قد استنار ، فإذا أنا بجامٍ من ذهب مرصّع بالياقوت والجواهر ، ولِلجام أربعةُ أركانٍ على كل رُكنٍ منه مكتوب : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله .

وعلى الركن الثاني : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، وعلي بن أبي طالب وليّ الله وسيفه على القاسطين والناكثين والمارقين  .

وعلى الركن الثالث : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله أيّدته بعلي بن أبي طالب .

وعلى الركن الرابع : نجا المعتقدون لدين الله الموالون لأهل بيت رسول الله وإذا في الجام رطب وعنب ولم يكن أوان العنب ولا أوان الرطب ، فجعل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يأكل ويطعم علياً حتى إذا شبعا ارتفع الجام ، فقال لي رسول الله : يا أنس ، أترى هذه السدرة ؟ قلت : نعم ، قال : قد  قعد تحتها ثلاثمئة وثلاثة عشر نبيّاً ، وثلاثمئة وثلاثة عشر وصيّاً ، ما في النبيين نبيّ أوجه  منّي ولا في الوصيين وصيّ أوجه من علي بن أبي طالب .

يا أنس ، مَن أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى إبراهيم في وقاره ، وإلى سليمان في قضائه ، وإلى يحيى في زهده ، وإلى أيوب في صبره ، وإلى إسماعيل في صدقه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، يا أنس ، ما من نبيّ إلاّ وقد خصّه الله تبارك وتعالى بوزيره ، وقد خصّني الله تبارك وتعالى بأربعة : اثنين في السماء واثنين في الأرض ، فأمّا اللذان في السماء فجبرائيل وميكائيل ، وأمّا اللذان في الأرض فعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وعمّي حمزة.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.