المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

هليكريزم Bracteantha bracteata
20-12-2018
NADH Role in Reductive Biosynthesis
28-9-2021
Alpha Decay (α)
27-3-2017
عجز المتنعمين عن أداء حق الشكر
2023-04-27
الآيات التي تنفي الشفاعة بشكل قاطع
8-12-2015
الجليد كعامل تعرية
26-5-2016


أبو المغيرة بن حزم  
  
3564   01:40 مساءً   التاريخ: 8-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص487-490
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-08-2015 2169
التاريخ: 28-12-2015 5918
التاريخ: 10-2-2016 9799
التاريخ: 30-9-2019 4167

 

هو أبو المغيرة عبد الوهّاب بن أحمد بن عبد الرحمن (نفح الطيب 3:156) ابن محمّد بن حزم. و هو ابن عمّ الفقيه ابن حزم الظاهريّ (ت 456 ه‍) .

ولد أبو المغيرة بن حزم في قرطبة. و من الذين سمع منهم أبو القاسم الوهراني. و يبدو أن أبا المغيرة قد عاش عيشة لهو مندفعا في الحبّ، برغم اتّصاله برجالات الأندلس و أصحاب الدولة فيها. فلقد نشأت بينه و بين جارية للمنصور بن أبي عامر اسمها أنس القلوب ناشئة هوى انكشفت للمنصور فغضب في أول الأمر ثمّ استرضي فرضي و وهب أنس القلوب لأبي المغيرة.

و ولي أبو المغيرة بن حزم الوزارة لعبد الرحمن المستظهر بن هشام (4١4 ه‍) ثمّ بدر منه ما أوجب العتب عليه فهرب إلى بلاد الثّغر (شماليّ الأندلس) . و تطوّف أبو المغيرة حينا بملوك الطوائف و نال عند نفر منهم حظوة كبيرة. و كانت وفاته في مستهلّ صفر من سنة 4٣٨(٧/٧/1046 م) في عسكر يحيى المأمون بن ذي النون (4٢٩-46٧ ه‍) بطليطلة، غير متقدم في السنّ.

كان أبو المغيرة بن حزم من المقدّمين في الآداب و الشّعر و البلاغة، و كان شاعرا فحلا وجدانيّا مكثرا. و كذلك كان ناثرا مترسّلا رصين المعاني متين السّبك يتكلّف أحيانا، و كان مصنّفا؛ غير أنّ شهرة ابن عمّه قد غطّت عليه فخمل ذكره.

مختارات من آثاره:

قال أبو المغيرة بن حزم يمدح يحيى المظفّر بن المنذر التجيبيّ (4١4-4٢٠ ه‍) أو المنذر الثاني بن يحيى (4٢٠-4٣١ ه‍) ، و قد بدأ بغزل و ختم بالفخر بنفسه و بشعره:

بتنا و بات المسك فينا واشيا... بمكاننا، و الحلي عنّا مخبرا (1)

و رنت بألحاظ تدير كؤوسها... فينا فنشربها حلالا مسكرا (2)

و اللّيل يلحفني سرابيل الدّجى... جهلا و قد عانقت صبحا مسفرا (3)

لو جئتنا لرأيت أعجب منظر... أسد توسّد كفّ ظبي أعفرا(4)

إلاّ ترى المنصور تحت لوائه... تلق ابنه طلق الجبين مظفّرا (5)

لا غرو، جئت البحر إذ أجلى الحيا... و رأيت يحيى حين لم أر منذرا (6)

فإذا دعونا: من يجيب لنكبةٍ... لبّت تجيب، فخلتها سيلا جرى (7)

شيم غدت قرط الزّمان، فلم أنم... حتّى نظمت عليه شعري جوهرا (8)

للّه درّك و الرّماح شوارع... و البيض تقطع لأمة و سنوّرا (9)

فإذا أتيتك مادحا لك لم يجيء... شعري ليسأل، بل أتاك ليفخرا (10)

غيري الذي اتّخذ المدائح مكسبا... و سواي من جعل القوافي متجرا

أنا ما شعرت لأن أنبّه خاملا... لكن لأمنع شاعرا أن يشعرا (11)

-عقد المنصور بن أبي عامر مجلس شراب، فلما دارت الكؤوس غنت جارية له اسمها أنس القلوب.

قدم الليل عند سير النهار... و بدا البدر مثل نصف سوارِ

فكأن النهار صفحة خدّ... و كأنّ الظلام خطّ عذار

و كأنّ الكؤوس جامد ماءٍ... و كأنّ المدام ذائب نار

نظري قد جنى عليّ ذنوبا... كيف ممّا جنته عيني اعتذاري

يا لقومي، تعجّبوا من غزالٍ... جائر حيّ مهجتي و هو جاري

ليت لو كان لي إليه سبيل... فأقضّي من حبّه أوطاري

- و كان أبو المغيرة بن حزم حاضرا فارتجل الأبيات التالية:

كيف، كيف الوصول للأقمار... بين سمر القنا و بيض الشّفارِ

لو علمنا بأنّ حبّك حقّ... لطلبنا الحياة منك بثار

و إذا ما الكرام همّوا بشيءٍ... خاطروا بالنفوس في الأخطار

غضب المنصور و أراد أن يقتل الجارية، فبكت الجارية و اعتذرت بأن هذا الحبّ كان بقضاء اللّه و لم تملك هي له دفعا. حينئذ قال أبو المغيرة على لسانها:

أذنبت ذنبا عظيما... فكيف منه اعتذاري

و اللّه قدّر هذا... و لم يكن باختياري

و العفو أحسن شيءٍ... يكون عند اقتدارِ

- و له من رسالة يصف فيها الروض في الربيع:

. . . و الأرض قد نشرت ملاءها و سحبت رداءها و لبست جلبابها و تقلّدت سخابها (12). و برز الورد من كمامه و اهتزّ الرّوض لتغريد حمامه؛ و الأشجار قد نشرت شعورها و هزّت رؤوسها، و الدّنيا قد أبدت بشرها و أماطت عبوسها (13). و كأنّي بها قد أطلعت من كلّ ثمر ضروبا و أبدت من سناها منظرا عجيبا، و إن كنّا لا نشارك في تلك إلاّ بالعيان لا باللسان، و بالطّرف لا بالكفّ، و ننالها بالاختلاس لا بالأضراس. و للدّهر قسم من أقسام اللّذة و صنف من أصناف الشّهوة. . . و حالي حال للسّقام بها اتّصال و للصحّة عنها انفصال، يعين على ذلك ضعف البنية و فساد الأهوية و التّخليط في الأغذية. . .

__________________________

١) رائحة المسك كانت تضوع (تنتشر) منا و الحلى التي تتحلّى بها المحبوبة كانت ترنّ فيشي ذلك كلّه بنا (يدلّ على مكاننا) .

٢) رنا: أدام النظر بطرف ساكن هادئ (مستغرقا) . . . كأنّنا نشرب من ألحاظها خمرا (و لكنّها خمر محلّلة مع أنّها تسكر كالخمر المحرّمة) .

٣) يلحفني: يغطّيني. سرابيل (أردية، أثواب) الدجى (الظلام) . جهلا-الليل يحاول أن يسترني عن العيون، و كيف يستطيع ذلك و معي فتاة جميلة تضيء الظلام مثل الصبح المسفر (الطالع) .

4) أسد: رجل (بطل) . توسّد (نام على) كف ظبي أعفر (غزال أسمر) : فتاة جميلة.

5 و 6) الحيا: المطر. أجلى الحيا. . . -لا يمكن تفسير هذين البيتين إلاّ إذا فصلنا في هذه المدحة: أ هي في يحيى المظفّر أو في ابنه المنذر الثاني.

7) تجيب: قبيلة الممدوح.

8) شيم: خصال، مكارم. قرط الزمان: مشهورة (كأنّها أقراط معلّقة بأذن الزمن) . نظمت عليه شعري جوهرا: حلّيت ذلك القرط بشعري.

9) شوارع: مشرعة (مسدّدة نحو العدوّ) . البيض: السيوف. اللأمة: الدرع (من حديد) . السنّور: شبيه الدرع (من جلد) .

10) . . . ليسأل (عطاء) بل ليفتخر (بأنّه مدح رجلا عظيما!) .

11) لأن أنبّه خاملا: أجعل رجلا غير مشهور مشهورا. لأمنع شاعرا أن يشعرا: لأمدحك بقصيدة بارعة لا يجسر بعدها شاعر آخر أن يقدم على مدحك (لعجزه عن أن ينظم مثلها) .

12) الأرض نشرت ملاءها: غطت الأرض بملاءة (رداء) خضراء؛ سحبت رداءها (جعلت في ذلك الملاء الأخضر بقاعا من الورد الملوّن) ؛ لبست جلبابها: عمّ النبات و الزهر جميع أقطارها؛ تقلّدت (لبست قلادة في عنقها) سخابها (السخاب عقد من قرنفل زكيّ الرائحة، فاحت رائحة أزهارها) .

13) الكمام: الورق الأخضر الذي يغلّف الأزهار قبل أن تتفتّح. اهتزّ: تحرك طربا. الأشجار نشرت شعورها: تمّ خروج ورقها. هزّت رؤوسها: أصبحت أغصانها تتحرّك في النسيم لأنّ عليها ورقا. البشر (بكسر الباء) : السرور. أماط: أزاح، نحّى، أزال.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.