تصميم عبوات تعبئة وتغليف الاغذية

يعرف "ديفيد مكاي" في كتابه " طبيعة التصميم " بأنه عمل كل انسان فالتصميم هو التغيير والتطوير المستمر لأفكارنا كي نواكب الاحتمالات الجديدة للتطور، كما يعرف "روبرت جيلام سكوت" التصميم في كتابه "أسس التصميم" بان الكلمة ذاتها "تصميم" انما تعني الزيادة فليس لكل فعل هدف فقط بل ينتهي هذا الفعل الى اضافة شيء جديد وأن عملية الابتكار هي التي تضيف هذه الزيادة وعلى هذا يمكن القول أن عملية التصميم تعنى العمل الخلاق الذى يحقق غرضه.. وفي مجال التعبئة والتغليف بصفة خاصة تعرف العبوة بالبائع الصامت فكل عبوة تضمن في طبيعتها غرضا لإشباع حاجة المستهلك وعليه يجب أن تباع السلعة قبل أن يصل المرء الى الغرض منها.. وعليه فان تعبئة وتغليف السلعة أهم حلقة في سلسلة بيع أي منتج.. ويعتبر التصميم من أهم العناصر المؤثرة في عمليات البيع.. فالتصميم ليس فقط نواحي جمالية ولكنه ضوابط ومعايير.. ولهذا يجب على المصمم دراسة جميع العناصر والأشكال المرتبطة بذلك.. ان التصميم في مفهومه الشامل لا يرتبط دائماً بمنتج خاص أو مجموعة من المنتجات مطلوب بيعها للمستهلكين دائماً هو نشاط تصميمي من نوع خاص يهتم بتطوير الأنظمة المختلفة بصورة متكاملة في المظهر الخارجي والنواحي الاستخدامية والعمليات الهندسية والطباعية وغير ذلك من الجوانب المرتبطة بالمنتج وعلاقته بالإنسان والبيئة المحيطة. أن التصميم يمثل جسر يعبر المجهول ليصل ما بين الموارد المتاحة وبين احتياجات الجنس البشرى وهو عبارة عن عملية التحويل من حالة أصلية الى حالة نهائية.. والتصميم في حد ذاته هو تجميع للمتطلبات العامة لأداء العبرة حيث تتحدد العلاقة بين جودة المنتج وكفاءة تسويقه تبعا لنجاح تصميم العبوة المستخدمة أثناء الاداء أو بصورة أخرى تبعا لمدى وفاء العبوة بالمتطلبات الوظيفية والحالية المطلوبة في كل مرحلة من مراحل انتقالها من المصنع ليد المستهلك وهي:

1- مرحلة تعبئة وتغليف المنتج داخل العبوة الملائمة وتتم في المصنع.

2- مرحلة نقل المنتج من مكان التعبئة الى مكان التخزين.

3- مرحلة التنظيم المكاني (الرص) خلال فترة التخزين.

4- مرحلة نقل المنتج أو شحنه من المصنع الى أماكن البيع بالجملة أو تصديره.

5- مرحلة توزيع المنتج على تجار التجزئة.

6- مرحلة عرض المنتج على المستهلك.

تلك المراحل تفرض على المصمم متطلبات عامة لأداء العبوة وتشمل:

أولا: متطلبات تتعلق بالأسلوب والمواد المستخدمة في التعبئة.. حيث يجب أن تسمح مادة العبوة بتوفير أفضل ظروف صحية للمنتج المعبأ بداخلها خلال الفترة الزمنية الافتراضية لاستخدام العبوة وكذلك فان أسلوب التعبئة اذا لم يكن مناسبا للمنتج فقد يؤدى إلى التلف أو التشويه.

ثانياً: متطلبات تتعلق بتداول ونقل العبوات.. حيث يجب أن تصمم العبوة بحيث لا يتأثر المنتج بعمليات التناول باليد أو بالطرق الألية خلال عمليات النقل فيجب أن توفر العبوة أقصى حماية ضد تشوه العبوة.

ثالثاً: متطلبات تتعلق برص أو تخزين العبوات.. حيث يجب أن يتيح تصميم العبوة لمكانية رص العبوات في أقل حيز ممكن دون الاضرار بالعبوة أو المنتج كما يجب أن يوفر التصميم أقصى حماية ضد البكتريا والحشرات وخلافه.

رابعا: متطلبات تتعلق بأخطار الشحن والنقل والتوزيع.. حيث يجب أن تصمم العبوة بطريقة تجعلها أقصى مقاومة للعمليات الميكانيكية للنقل والشحن والتوزيع سواء تم ذلك يدويا أو آلياً.

خامساً: متطلبات جمالية تتعلق بالإعلان عن المنتج المعبأ بصورة جذابة.. حيث يجب أن يتميز تصميم العبوة بقيم جمالية تتناسب مع تكلفة وقيمة المنتج المعبأ لتحقيق مبدأ المنافسة مع المنتجات المماثلة.

سادسا: متطلبات إرشادية تتعلق بمحتوى العبوة.. حيث يجب أن يتيح التصميم المساحة الكافية لكتابة البيانات اللازمة وتعريف المستهلك تعريفا سليما بالمنتج.

وفي ضوء ما سبق ذكره نجد أن فكر المصمم يتأثر بضوابط أربعة أساسية للتصميم بهدف جعل العبوة أكثر نجاحا لخدمة أهداف المجتمع اقتصاديا وهي:

1- التأثر بالتقدم العلمي.

2- التأثر بالتقدم التكنولوجي.

3- التأثر بالأوضاع الاجتماعية.

4- التأثر بالظروف الطبيعية.

ويمكن القول أن أهداف التصميم بشكل عام وتصميم العبوات بشكل خاص لا ينصب على الجانب المرئي فقط بل يتناول الجوانب الأخرى للتصميم والتي تشمل:

1- الجانب المرئي من حيث الرسوم والألوان والاشكال.

2- الجانب المادي من حيث الخامات كالورق والزجاج والبلاستيك والرقائق المختلفة للمعادن.. وخلافه.

3- الجانب التقني من حيث اساليب الطباعة أو الصناعة المتعلقة بالتشكيل النهائي للعبوة.

أن العلاقات المرئية قد ترتبط بالشكل في حين أن العلاقات الانشائية والجوانب المادية والتقنية ترتبط بالوظيفة التي تؤديها العبوة ولهذا يمكن القول أن التصميم يتضمن ما يعرف بالتصميم البنائي للعبوة .. والتصميم الجرافيكي.

1- التصميم البنائي للعبوة Structural design

وهذا يتضمن الشكل الخارجي للعبوة ويشمل الثلاثة أبعاد والملمس واللون وهو يتكون أساسا من الشكل الهندسي كالمربع والمستطيل والمثلث والاشكال الأخرى الحرة والمبتكرة ويتوقف التصميم الجيد للشكل الخارجي للعبوة على معرفة الوظيفة التي سوف يؤديها وطبيعة المادة التي يتكون منها ولابد أن يساعد التصميم البنائي للعبوة المشترى على التعرف على نوع المنتج أو السلعة بنظرة خاطفة مع تأكيد شخصية الشركة المنتجة في التعرف على نوعية منتجاتها بسهولة.. وهناك محددات كثيرة على شكل العبوة تفرضها الاعتبارات الفنية المتعلقة بكيفية صنع العبوة وملكها وقفلها ووضع البطاقة عليها وملائمتها للمستهلك وكيفية استخدامها ولهذا كان من الضروري للمصمم دراسة علم الأرجونوميكس Ergonomics وهو العلاقة بين الانسان والالة.

2- الصميم الجرافيكي للعبوة Graphic design

ويشمل هذا التصميم جميع العوامل والعناصر والاشكال التي يستخدمها المصمم لتحقيق هدف الشركة فلابد من تجميع تلك العناصر في وحدة متكاملة من خلال اتباع التصميم المشترك وتحقيق شخصية الشركة وسلوكها واتصالاتها.. والتصميم المشترك هو مجموعة الاتصالات المرئية للشركة وهذا يشمل اسم الشركة وعلامة الشركة التجاريةBrand name  ... الخ.

أن التصميم الجيد للعبوة والغلاف في نهاية الامر.. هو الذى يحقق المقولة الهامة أن العبوة الجيدة هي التي تحوى وتحمى وتبيع.