المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الاخيلة ذات الألف ورقة Achillea millefolium L
18-12-2020
سعة المكثف capacitance
5-3-2018
الكبائر
24/10/2022
SYMBOLIC LOGIC AND THE ALGEBRA OF PROPOSITIONS-Functionally complete sets of operations
9-1-2017
الصحيح بنظر العلماء والمحدّثين.
2023-08-27
إجراءات مطلوبة بعد اختيار عاصمة السياحة العربية
18-4-2022


التطبيع الاجتماعي والبناء الأخلاقي للشخصية  
  
5647   02:50 مساءً   التاريخ: 10-12-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص140-141
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

قد برز العنصر الأخلاقي في رسالة الإسلام واضحاً جلياً في كل ما جاءت به ودعت إليه من مبادئ وقيم ونظم، فهي رسالة تربية قبل أن تكون رسالة تشريع، ورسالة خلق قبل أن تكون رسالة جهاد، ورسالة سمو وقيم قبل أن تكون رسالة كثرة واتساع، فهي رسالة عقيدة وعباد وتشريع، فالعقيدة أصل ونظرة، والعبادة صلة وتربية، والتشريع أمن ونظام، وجوهرها خلق وإحسان ووسيلتها قدوة وتربية وأول ميادينها النفس والضمير، والتربية وسيلتها لتحقيق أهدافها بمفهومها الشامل (1) .

ويعتبر الجانب الخلقي من الجوانب المؤثرة في حياة الطفل، لأن الأخلاق أحد الجوانب المهمة في اكتمال بناء شخصية الطفل بناءً متكاملاً، حتى يتشرب الطفل قيم مجتمعة وأخلاقياته وعقائده. وتعرض الطفل منذ بداية حياته الى مثيرات ومؤثرات خلقية يساعده في أن ينشأ نشأة طيبة ذات قيم رفيعة سامية .

وتمثل التشريعات الدينية أعظم مصادر التنشئة الاجتماعية لتعديل الاتجاهات وغرس القيم الفاضلة كالصدق والأمانة والوفاء والإخلاص والعدل والرحمة ومراقبة الله في السر والعلن  وهذه القيم وتلك الفضائل ذات أثر كبير في حياة الفرد لأنها تنظم حياته وتمده بمجموعة من المعايير التي توجه سلوكه الشخصي والاجتماعي ، كما أنها تزوده بطاقات وجدانية تساعده على تقبل صعوبات الحياة والخروج من أزماتها .

وكلما بدأ الطفل في حفظ القرآن الكريم مبكراً، ومعرفته تعاليم الدين، اختلطت هذه التعاليم بشخصيته كلما نما، وبلغ مبلغ الرجولة، فتتحدد البواعث الدينية في نفسه مع مرور الوقت مع البواعث الشخصية .

ومن هنا تبرز أهمية التربية الدينية الشاملة كوسيلة لنقل التراث الأخلاقي للمجتمع الى النشء بما يضمن سلامة هذا المجتمع من الانحلال ، وتطوره نحو الأفضل فهي تواصل أخلاقي عبر الأجيال (2).

_____________

1- محمد شديد: منهج القصة في القرآن المملكة العربية السعودية، مكتبات عكاظ 1404هـ ص28.

2- نادية يوسف كمال محمود : التربية الأخلاقية للطفل في الحلقة الأولى من مرحلة التعليم الأساس ، من بحوث المؤتمر السنوي الأول للطفل المصري ، تنشئته ورعايته ، المجلد الأول 15- 18 مارس 1988 ، ص212.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.