أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2017
2374
التاريخ: 5-12-2017
2565
التاريخ: 12-12-2017
8771
التاريخ: 16-10-2017
2356
|
بعدما أدّى النبي العظيم رسالة ربّه إلى المسلمين ، وأقام صروح الإسلام ، وعيّن القائد العام لاُمّته الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، فقد اختاره الله تعالى إلى جواره لينعم في الفردوس الأعلى ، فقد هبط عليه ملك الموت ، فاستأذن بالدخول عليه ، فخرجت إليه زهراء الرسول فأخبرته أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مشغول بنفسه عنه ، فانصرف ثمّ عاد بعد قليل يطلب الإذن ، فأفاق النبي (صلّى الله عليه وآله) من إغمائه ، والتفت إلى بضعته فقال لها : يا بُنية ، أتعرفينه ؟ .
ـ لا يا رسول الله .
ـ إنّه معمّر القبور ، ومخرّب الدور ، ومفرّق الجماعات .
وجمدت بضعة الرسول ، وأخرسها الخطب ، ولم تملك نفسها أن رفعت صوتها ودموعها تتبلور على وجهها الشريف قائلةً : وا أبتاه لخاتم الأنبياء ! وا مصيبتاه لممات خير الأتقياء ، ولانقطاع سيّد الأصفياء ! وا حسرتاه لانقطاع الوحي من السماء ! فقد حُرمت اليوم كلامك .
وتصدّع قلب النبي (صلّى الله عليه وآله) على بضعته ، وأشفق عليها ، فقال لها مسلّياً : لا تبكي ؛ فإنّك أوّل أهلي لحوقاً بي .
وسكنت روعتها لمّا أخبرها أنّها لا تبقى بعده إلاّ قليلاً .. وأذن النبي (صلّى الله عليه وآله) لملك الموت ، فلمّا مثلَ أمامه ، قال له : يا رسول الله ، إنّ الله أرسلني إليك ، وأمرني أن اُطيعك في كلّ ما أمرتني ؛ إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها ، وإن أمرتني أتركها تركتها .
فبُهر النبي (صلّى الله عليه وآله) وقال له : أتفعل يا ملك الموت ذلك ؟! .
ـ بذلك اُمرت أن اُطيعك في كلّ ما أمرتني .
وهبط جبرئيل على النبي (صلّى الله عليه وآله) ، فقال له : يا أحمد ، إنّ الله قد اشتاق إليك .
واختار النبي (صلّى الله عليه وآله) جوار ربّه والرحيل عن هذه الدنيا ، فأذن لملك الموت بقبض روحه العظيمة ، وفي هذه اللحظات ألقى الحسنان بأنفسهما على جدّهما وهما يذرفان الدموع ، والنبي (صلّى الله عليه وآله) يوسعهما تقبيلاً ، وأراد الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) أن ينحّيهما عنه ، فأبى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، وقال له : دعهما يتمتّعان منّي وأتمتّع منهما ؛ فسيصيبهما بعدي أثرة .
والتفت النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى عوّاده فأوصاهم بعترته قائلاً : قد خلّفت فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب الله كالمضيع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض .
والتفت النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى باب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، فقال له : ضع رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله ؛ فإذا فاضت نفسي فتناولها وامسح بها وجهك ، ثم وجّهني إلى القبلة وتولّ أمري ، وصلّ عليّ أوّل الناس ، ولا تفارقني حتّى تواريني في رِمسي ، واستعن بالله عزّ وجلّ .
وأخذ الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) رأس النبي (صلّى الله عليه وآله) فوضعه في حجره ، ومدّ يده اليمنى تحت حنكه ، وشرع ملك الموت بقبض روحه الطاهرة ، والرسول يعاني آلام الموت وقسوته حتّى فاضت روحه العظيمة ، فمسح بها الإمام وجهه .
لقد ارتفع ذلك اللطف الإلهي الذي أضاء العقول وحرّر الأفكار ، وأقام مشاعل النور في جميع بقاع الأرض .
لقد سمت روح النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى بارئها ، وهي أقدس روح سمت إلى السماء منذ خلق الله هذه الأرض .
لقد أشرقت الآخرة لقدومه ، وأظلمت الدنيا لفقده ، وما أصيبت الإنسانيّة بكارثة أقسى وأعظم من فقد الرسول العظيم .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|