أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-12-2017
1430
التاريخ: 25-3-2018
1463
التاريخ: 15-12-2017
1809
التاريخ: 25-9-2017
1316
|
ذكر سيد قطب في تفسير (الضلال) قصة واقعية تبين ان الاداء القرآني يمتاز عن الاداء البشري , بان له سلطانا عجيبا على القلوب والنفوس , حتى ليبلغ احيانا ان يؤثر بتلاوته المجردة , على قلوب الذين لا يعرفون من اللغة العربية حرفاً .. وهناك حوادث لا يمكن تفسيرها بغير هذا , منها هذه الحادثة التي حدثت لسيد قطب , قال :
كنا سبعة من المسلمين على ظهر سفينة مصرية تمخر بنا عباب المحيط الاطلسي الى نيويورك , من بين مائة وعشرين راكبا وراكبة من الاجانب ليس فيهم مسلم. وخطر لنا ان نقيم صلاة الجمعة في المحيط على ظهر السفينة.
وقد يسّر لنا قائد السفينة ـ وكان انكليزياً ـ ان نقيم صلاتنا ، وسمح لبحار السفينة وطهاتها ـ وكلهم نوبيون مسلمون ـ ان يصلي منهم معنا من لا يكون في (الخدمة) وقت الصلاة.
وقد فرحوا بهذا فرحاً شديداً , إذ كانت هذه هي المرة الاولى التي تقام فيها صلاة الجمعة على ظهر السفينة , وقمت بخطبة الجمعة وامامة الصلاة.
والركاب الاجانب , معظمهم متحلّقون حولنا يرقبون صلاتنا , وبعد الصلاة جاءنا كثيرون منهم يهنئوننا على النجاح (القدّاس), فقد كان هذا اقصى ما يفهمونه من صلاتنا!. ولكن سيدة من هذا الحشد ـ عرفنا فيما بعد أنها يوغسلافية مسيحية قد هربت من جحيم تيتو وشيوعيته ـ كانت شديدة التأثر والانفعال من صلاتنا , تفيض عيناها بالدمع ولا تتمالك مشاعرها.
جاءت تشد على ايدينا بحرارة , وتقول ـ بلغة انكليزية ضعيفة ـ إنها لا تملك نفسها من التأثر العميق بصلاتنا هذه وما فيها من خشوع ونظام وروح!.
وليس هذا موضع الشاهد في القصة , ولكن ذلك كان في سؤالها : أي لغة هذه التي كان يتحدث بها (قِسّيسكم)؟ فالمسكينة ظنّت ان امام الصلاة هو قسيس كما هو الحال في المسيحية , التي لا يقيم فيها الصلاة الا قسيس او رجل دين.
وأجبناها بأنها العربية ؛ فقالت : ان اللغة التي سمعتها ذات إيقاع موسيقي عجيب , وإن كنتُ لم أفهم منها حرفاً.
ثم كانت المفاجأة الحقيقية لنا وهي تقول : ولكن هذا ليس الموضوع الذي أريد أن أسأل عنه ، إن الموضوع الذي لفت حسّي , وهو أن (الامام) كانت ترد في اثناء كلامه ـ بهذه اللغة الموسيقية ـ فقرات من نوع آخر غير بقية كلامة!. نوع اكثر موسيقية واعمق ايقاعاً.. هذه الفقرات الخاصة كانت تحدث في قلبي رعشة وقشعريرة!. انها شيء اخر , كما لو كان (الامام) مملوءاً من الروح القُدُس!.
وتفكرنا قليلا لندرك انها تعني بذلك الآيات القرآنية التي وردت أثناء خطبة الجمعة , وفي أثناء الصلاة.
ان لها وقعا عذباً على النفس ، حتى على مَن لا يفهم منها حرفاً.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|