أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2017
1468
التاريخ: 1-12-2016
1202
التاريخ: 2024-10-26
183
التاريخ: 17-11-2016
1014
|
( ... عَلَامَةُ ) أَهْلِ ( الْعِرَاقِ وَمَنْ فِي سَمْتِهِمْ ) كَبَعْضِ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِمَّنْ يُقَارِبُهُمْ فِي طُولِ بَلَدِهِمْ ( جَعَلَ الْمَغْرِبَ عَلَى الْأَيْمَنِ وَالْمَشْرِقَ عَلَى الْأَيْسَرِ وَالْجَدْيُ ) حَالَ غَايَةِ ارْتِفَاعِهِ أَوْ انْخِفَاضِهِ ( خَلْفَ الْمَنْكِبِ الْأَيْمَنِ ) وَهَذِهِ الْعَلَامَةُ وَرَدَ بِهَا النَّصُّ خَاصَّةً عَلَامَةً لِلْكُوفَةِ وَمَا يُنَاسِبُهَا ، وَهِيَ مُوَافِقَةٌ لِلْقَوَاعِدِ الْمُسْتَنْبَطَةِ مِنْ الْهَيْئَةِ وَغَيْرِهَا فَالْعَمَلُ بِهَا مُتَعَيَّنٌ فِي أَوْسَاطِ الْعِرَاقِ مُضَافًا إلَى الْكُوفَةِ كَبَغْدَادَ وَالْمَشْهَدَيْنِ وَالْحُلَّةِ وَأَمَّا الْعَلَامَةُ الْأُولَى : فَإِنْ أُرِيدَ فِيهَا بِالْمَغْرِبِ وَالْمَشْرِقِ الِاعْتدَاليَّانِ - كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْمُصَنِّفُ فِي الْبَيَانِ ، أَوْ الْجِهَتَانِ اصْطِلَاحًا وَهُمَا الْمُقَاطِعَتَانِ لِجِهَتَيْ الْجَنُوبِ وَالشَّمَالِ بِخَطَّيْنِ بِحَيْثُ يَحْدُثُ عَنْهُمَا زَوَايَا قَوَائِمَ - كَانَتْ مُخَالِفَةً لِلثَّانِيَةِ كَثِيرًا ، لِأَنَّ الْجَدْيَ حَالَ اسْتِقَامَتِهِ يَكُونُ عَلَى دَائِرَةِ نِصْفِ النَّهَارِ الْمَارَّةِ بِنُقْطَتَيْ الْجَنُوبِ وَالشَّمَالِ ، فَجَعْلُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ عَلَى الْوَجْهِ السَّابِقِ عَلَى الْيَمِينِ وَالْيَسَارِ يُوجِبُ جَعْلَ الْجَدْيِ بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ قَضِيَّةً لِلتَّقَاطُعِ ، فَإِذَا اُعْتُبِرَ كَوْنُ الْجَدْيِ خَلْفَ الْمَنْكِبِ الْأَيْمَنِ لَزِمَ الِانْحِرَافُ بِالْوَجْهِ عَنْ نُقْطَةِ الْجَنُوبِ نَحْوَ الْمَغْرِبِ كَثِيرًا ، فَيَنْحَرِفُ بِوَاسِطَتِهِ الْأَيْمَنُ عَنْ الْمَغْرِبِ نَحْوَ الشَّمَالِ وَالْأَيْسَرُ عَنْ الْمَشْرِقِ نَحْوَ الْجَنُوبِ ، فَلَا يَصِحُّ جَعْلُهُمَا مَعًا عَلَامَةً لِجِهَةٍ وَاحِدَةٍ ، إلَّا أَنْ يُدَّعَى اغْتِفَارُ هَذَا التَّفَاوُتِ ، وَهُوَ بَعِيدٌ خُصُوصًا مَعَ مُخَالَفَةِ الْعَلَامَةِ لِلنَّصِّ وَالِاعْتِبَارِ فَهِيَ إمَّا فَاسِدَةُ الْوَضْعِ أَوْ تَخْتَصُّ بِبَعْضِ جِهَاتِ الْعِرَاقِ ، وَهِيَ أَطْرَافُهُ الْغَرْبِيَّةُ - كَالْمُوصِلِ وَمَا وَالَاهَا - فَإِنَّ التَّحْقِيقَ أَنَّ جِهَتَهُمْ نُقْطَةُ الْجَنُوبِ ، وَهِيَ مُوَافِقَةٌ لِمَا ذُكِرَ فِي الْعَلَامَةِ .
وَلَوْ اُعْتُبِرَتْ الْعَلَامَةُ الْمَذْكُورَةُ غَيْرَ مُقَيَّدَةٍ بِالِاعْتِدَالِ وَلَا بِالْمُصْطَلَحِ بَلْ بِالْجِهَتَيْنِ الْعُرْفِيَّتَيْنِ انْتَشَرَ الْفَسَادُ كَثِيرًا ، بِسَبَبِ الزِّيَادَةِ فِيهِمَا وَالنُّقْصَانِ الْمُلْحِقِ لَهُمَا تَارَةً بِعَلَامَةِ الشَّامِ وَأُخْرَى بِعَلَامَةِ الْعِرَاقِ وَثَالِثَةً بِزِيَادَةٍ عَنْهُمَا ، وَتَخْصِيصُهُمَا حِينَئِذٍ بِمَا يُوَافِقُ الثَّانِيَةَ يُوجِبُ سُقُوطَ فَائِدَةِ الْعَلَامَةِ .
وَأَمَّا أَطْرَافُ الْعِرَاقِ الشَّرْقِيَّةُ كَالْبَصْرَةِ وَمَا وَالَاهَا مِنْ بِلَادِ خُرَاسَانَ فَيَحْتَاجُونَ إلَى زِيَادَةِ انْحِرَافٍ نَحْوَ الْمَغْرِبِ عَنْ أَوْسَاطِهَا قَلِيلًا ، وَعَلَى هَذَا الْقِيَاسِ ( وَلِلشَّامِ ) مِنْ الْعَلَامَاتِ ( جَعْلُهُ ) أَيْ الْجَدْيِ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ ( خَلْفَ الْأَيْسَرِ ) .
الظَّاهِرُ مِنْ الْعِبَارَةِ كَوْنُ الْأَيْسَرِ صِفَةً لِلْمَنْكِبِ بِقَرِينَةِ مَا قَبْلَهُ ، وَبِهَذَا صَرَّحَ فِي الْبَيَانِ ، فَعَلَيْهِ يَكُونُ انْحِرَافُ الشَّامِيِّ عَنْ نُقْطَةِ الْجَنُوبِ مَشْرِقًا بِقَدْرِ انْحِرَافِ الْعِرَاقِيِّ عَنْهَا مَغْرِبًا .
وَاَلَّذِي صَرَّحَ بِهِ غَيْرُهُ - وَوَافَقَهُ الْمُصَنِّفُ فِي الدُّرُوسِ وَغَيْرِهَا - أَنَّ الشَّامِيَّ يَجْعَلُ الْجَدْيَ خَلْفَ الْكَتِفِ لَا الْمَنْكِبِ ، وَهَذَا هُوَ الْحَقُّ الْمُوَافِقُ لِلْقَوَاعِدِ ، لِأَنَّ انْحِرَافَ الشَّامِيِّ أَقَلُّ مِنْ انْحِرَافِ الْعِرَاقِيِّ الْمُتَوَسِّطِ ، وَبِالتَّحْرِيرِ التَّامِّ يَنْقُصُ الشَّامِيُّ عَنْهُ جُزْأَيْنِ مِنْ تِسْعِينَ جُزْءًا مِمَّا بَيْنَ الْجَنُوبِ وَالْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ .
( وَجَعَلَ سُهَيْلَ ) أَوَّلَ طُلُوعِهِ - وَهُوَ بُرُوزُهُ عَنْ الْأُفُقِ - ( بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ ) لَا مُطْلَقِ كَوْنِهِ وَلَا غَايَةَ ارْتِفَاعِهِ ، لِأَنَّهُ فِي غَايَةِ الِارْتِفَاعِ يَكُونُ مُسَامِتًا لِلْجَنُوبِ ، لِأَنَّ غَايَةَ ارْتِفَاعِ كُلِّ كَوْكَبٍ يَكُونُ عَلَى دَائِرَةِ نِصْفِ النَّهَارِ الْمُسَامِتَةِ لَهُ كَمَا سَلَفَ .
( وَلِلْمَغْرِبِ ) وَالْمُرَادُ بِهِ بَعْضُ الْمَغْرِبِ كَالْحَبَشَةِ وَالنُّوبَةِ لَا الْمَغْرِبِ الْمَشْهُورِ ( جَعْلُ الثُّرَيَّا وَالْعَيُّوقَ ) عِنْدَ طُلُوعِهِمَا ( عَلَى يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ) الثُّرَيَّا عَلَى الْيَمِينِ ، وَالْعَيُّوقَ عَلَى الْيَسَارِ .
وَأَمَّا الْمَغْرِبُ الْمَشْهُورُ فَقِبْلَتُهُ تَقْرُبُ مِنْ نُقْطَةِ الْمَشْرِقِ وَبَعْضُهَا يَمِيلُ عَنْهُ نَحْوَ الْجَنُوبِ يَسِيرًا .
( وَالْيَمَنُ مُقَابِلُ الشَّامِ ) وَلَازِمُ الْمُقَابَلَةِ أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ يَجْعَلُونَ سُهَيْلًا طَالِعًا بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ مُقَابِلَ جَعْلِ الشَّامِيِّ لَهُ بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ ، وَأَنَّهُمْ يَجْعَلُونَ الْجَدْيَ مُحَاذِيًا لِأُذُنِهِمْ الْيُمْنَى ، بِحَيْثُ يَكُونُ مُقَابِلًا لِلْمَنْكِبِ الْأَيْسَرِ فَإِنَّ مُقَابِلَهُ يَكُونُ إلَى مُقَدَّمِ الْأَيْمَنِ ، وَهَذَا مُخَالِفٌ لِمَا صَرَّحَ بِهِ الْمُصَنِّفُ فِي كُتُبِهِ الثَّلَاثَةِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَنَّ الْيَمَنِيَّ يَجْعَلُ الْجَدْيَ بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ وَسُهَيْلًا غَائِبًا بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَقْتَضِي كَوْنَ الْيَمَنِ مُقَابِلًا لِلْعِرَاقِ لَا لِلشَّامِ .
وَمَعَ هَذَا الِاخْتِلَافِ فَالْعَلَامَتَانِ مُخْتَلِفَتَانِ أَيْضًا ، فَإِنْ جَعَلَ الْجَدْيَ طَالِعًا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ يَقْتَضِي اسْتِقْبَالَ نُقْطَةِ الشِّمَالِ ، وَحِينَئِذٍ فَيَكُونُ نُقْطَةُ الْجَنُوبِ بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ ، وَهِيَ مُوَازِيَةٌ لِسُهَيْلٍ فِي غَايَةِ ارْتِفَاعِهِ كَمَا مَرَّ لَا غَائِبًا وَمَعَ هَذَا فَالْمُقَابَلَةُ لِلْعِرَاقِيِّ لَا لِلشَّامِيِّ، هَذَا بِحَسْبِ مَا يَتَعَلَّقُ بِعِبَارَاتِهِمْ وَأَمَّا الْمُوَافِقُ لِلتَّحْقِيقِ : فَهُوَ أَنَّ الْمُقَابِلَ لِلشَّامِ مِنْ الْيَمَنِ هُوَ صَنْعَاءُ وَمَا نَاسَبَهَا وَهِيَ لَا تُنَاسِبُ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْعَلَامَاتِ ، وَإِنَّمَا الْمُنَاسِبُ لَهَا عَدَنُ وَمَا وَالَاهَا فَتَدَبَّرْ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|