المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


نظافة الفتاة في رأي الاسلام  
  
7463   11:11 صباحاً   التاريخ: 28-7-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص57ـ63
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية والجنسية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016 3377
التاريخ: 15-4-2016 1526
التاريخ: 15-4-2016 1799
التاريخ: 28-1-2016 1401

يختلف مفهوم النظافة عن مفهوم التطهير , فمفهوم النظافة في الاسلام يبتنى على الاعتناء بنظافة الملبس والمأكل والمشرب وخاصة الاعتناء بصحة الابدان. وقد سن الاسلام تشريعات خاصة بهذا الجانب للوقاية من العلل والامراض، وذلك للصلة المتينة بين الروح والجسد. وقد حدد الاسلام بعض مواضع التنظيف, كتنظيف الاسنان وقص الشعر وقص الاظافر والاستحمام وازالة ما علق بالجسم من اوساخ وادران , وكذلك تنظيف الثياب وإزالة الأوساخ عنها وإذا أُهمل ذلك وأُصيب الانسان ببعض الامراض, فانه يقترف بذلك محرماً واثماً لقوله جل جلاله : {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة:195].

وقد كرّه الاسلام القذارة الى المسلم وحذر منها , ففي حديث: (بئس العبد القاذورة)

ومن الوان القذارة وساخة الجسم والثياب والمسكن والجلوس في الاماكن القذرة والبصق في المحلات العامة والجوامع.

وقد أشاد القران الكريم بصورة عامة بالطهارة والمتطهرين كقوله جل جلاله: {رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }[التوبة: 108].

وقوله جل جلاله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }[البقرة: 222].

وفي هاتين الآيتين اشارة الى الحث على الطهارة وازالة النجاسة وقد اكد في جملة من الاحاديث ضرورة الاعتناء بالنظافة, منها ما يأتي:

أولاًـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ((بني الدين على النظافة)).

ثانياـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ((الطهور نصف الايمان)).

ثالثاـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ((النظافة من الايمان)).

رابعاـ ما ذكرناه سابقا من قول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ((بئس العبد القاذورة)).

خامساـ ومن وصاياه (صلى الله عليه واله وسلم): ((لا يبولن احدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه)).

سادساـ ومن اقواله (صلى الله عليه واله وسلم): ((اذا شرب احدكم فلا يتنفس في الاناء, واذا دخل خلاءه فلا يمس ذَكَره ولا يتمسح بيمينه))(1).

سابعاـ وقد اوصى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بغسل اليدين عند الاستيقاظ من النوم فقال (صلى الله عليه واله وسلم): ((اذا استيقظ احدكم من نومه, فلا يدخِل يده في الاناء حتي يغسلها ثلاث مرات, فان احدكم لا يدري اين باتت يديه))(2).

ثامناـ ((من اخلاق الانبياء التنظف)).

والنظافة احدى العناصر في تكوين الحياة الصحيحة وازدهارها وجعلها في مأمن من التلوث بالمراض السارية والاوبئة الفتاكة. وقد تبناها الاسلام بصورة ايجابية ورتب عليها بعض احكامه وواجباته.

ويتضح مدى اهتمام الاسلام البالغ بالنظافة بتشريعه لما يأتي:

اولاًـ الاغتسال, فقد الزم الاسلام الانسان بغسل جميع البدن واستيعاب بشرته بالماء عقب الاتصال الجنسي والاحتلام, سواء في ذلك الرجل والمرأة.

قال جل جلاله: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}[المائدة: 6].

وقد ثبت في الطب الحديث ان الجسم الانساني يفقد شيئاً من حيويته ونشاطه بعد الانتهاء من الاتصال الجنسي ولا يعيدهما إلا غسل الجسم كله ودلكه بالماء ، وكذلك يجب على المرأة بعد ان تطهر من دم الحيض ان تغسل بدنها وتزيل ما عليها من قاذورات الدم، والغسل يرد لها حيويتها. ويمكن تلخيص فوائد النظافة بما يلي :

اولا: الشعور النفسي بالراحة والانبساط والنشاط .

ثانيا: احترام الناس للإنسان النظيف واقترابهم منه وعدم نفورهم، خصوصا اذا كان على تماس في معاملاته اليومية واحتياجه الى الاقتراب من الاخرين.

ثالثا: ان الله خلق ملائكة مرافقين للإنسان، فمن الاحترام لهم ان يكون الانسان نظيفا.

رابعا: ان للإنسان زوجة وابناء وابوين يقترب منهم كثيرا فلزيادة الصلة والمودة بينه وبينهم عليه ان يكون نظيفا.

خامسا: ان النظافة تقلل من الامراض الجسدية والروحية، فالوقاية بالنظافة خير من العلاج.

سادسا: ان النظافة تصون الانسان من الشذوذ والانحراف. يقول(بنتام الانجليزي): (( ان من واظب على الطهارة الشرعية في الدين الاسلامي خلا ظاهره من الذنوب، وبرئت نفسه من العيوب، ولقد استقربت من المجرمين الذين جمعتهم السجون, فلم ار فيهم الا قذر الجسم ووسخ الثياب)).

ويتضح مما ذكرنا مدى عناية الاسلام بالنظافة وحرصه الشديد عليها، وينبغي على الاباء والامهات العناية بأطفالهم والتركيز على جوانب النظافة لديهم للوقاية من تسرب الامراض اليهم، خصوصاً الفتيات, لان ذلك يؤثر تأثيرا مباشرا في تقوية مشاعرهن ويعد عاملا مهما ومؤثرا في روحيتهن وانوثتهن وهذا له دور ايجابي في تفاعل الفتيات النفسي وحبهن لآبائهن. وفي هذه المرحلة من عمر البنت هناك استعداد لتلقي كل ما من شانه ان يساهم في نشر المبادئ التربوية، فتتمرن البنت على هذا النمط من النظافة. فتكون امرأة نظيفة، لها اثرها الفاعل في الحياة كزوجة وكأم للأجيال, واساسا قوياً يتعلم منه الابناء تلو الابناء. لذلك يجب العناية بتربية البنت فعند الوصول الى سن البلوغ الجنسي لدى الفتيات يجب المبادرة الى توعيتهن بضرورة النظافة والمحافظة على سلامة الجسم. ومن اجل سلامة الجسم يجب الاعتناء مثلا بإنارة الغرفة وتهويتها, وبنظافة الاظافر وغسل الاطراف, وبالحركات الرياضية وبنظام معين للنوم لا يقل عن ثماني ساعات في اليوم.

ومن الضروري لبعضهن الاستحمام بالماء والصابون يوميا تلافيا لانتشار رائحه كريهة في اجسامهن خصوصا تحت الابط وتحت الثديين, مع الإستفادة من المواد المزيلة لهذه الرائحة؛ كما يجب تغيير الملابس الداخلية في ايام الحيض بمجرد اتساخها, وتجنب التمارين الرياضية الشديدة كالقفز والجري والفروسية وقيادة الدراجات الهوائية والرقص والحفاظ على دفء القدمين, وتجنب الجلوس في الماكن الباردة والامتناع عن الاستحمام في الانهار او البحار وعدم اجهاد النفس.

وأما مفهوم التطهير : فهو يختلف عن مفهوم النظافة, فهو عبارة عن ازالة النجاسة من البدن او اللباس وعدم تناول الاشياء النجسة, وهذا المفهوم اضيق دائرة من المفهوم الاول. وموضوع الطهارة باب كبير في الفقه, وله فروع كثيرة لا يمكن استقاؤها بهذه الكلمات القصار, ولكن نشير اليها في لمحة موجزة لتكون الأمهات والمربيات على بصيرة في تعليم بناتهن في هذه الفترة من عمر الفتاة. ولابدَّ للأم أن تبين كيفية التطهير لابنتها عندما يطرأ عليها الحيض او الاستحاضة او النفاس او الجنابة بان يكون الغسل على طريقتين:

الطريقة الاولى: الغسل الارتماسي

ويتحقق بأن يغطي الماء مجموع البدن ويغمر جميع اجزائه, علما بانه لابد من استمرار النية حين التغطية الى حين وصول الماء الى الاجزاء الاخرى.

الطريقة الثانية: الغسل الترتيبي

ويتحقق بان يغسل تمام الراس والرقبة ثم يغسل تمام  النصف الايمن ثم تمام النصف الايسر مع استمرار النية من اول الغسل, ولاشك ان الغسل الترتيبي افضل من الغسل الارتماسي.

ويعتبر التيمم من المطهرات الرافعة للحدث الاصغر والاكبر حتى يتمكن المكلف من تأدية الفرائض الشرعية على الوجه الصحيح.

يجب ان يضرب بيديه على الارض, وان يكون دفعة واحدة وان يكون بباطنها ثم يمسح بهما جميعا تمام جبهته وجبينه من قصاص الشعر الى الحاجبين والى طرف الانف الأعلى المتصل بالجبهة, والأحوط مسح الحاجبين ايضا, ثم مسح تمام ظاهر الكف اليسرى كذلك بباطن الكف اليمنى.

ويجب ان لا يكون المسح بتمام الكفين، اذ يكفي المسح بقسم من كل منهما على نحو يستوعب الجبهة والجبينين.

والمراد من الجبهة الموضع المستوي, والمراد من الجبين ما بينه وبين طرف الحاجب, ويكفي ضربة واحدة للوجه واليدين في بدل الوضوء والغسل, وان كان ضربتين خصوصا في الاخير.

وهناك تطهير آخر يجب على البنت ان تستوضح عنه من امها وابيها ويسمى بعملية الاستنجاء ويعتبر فيه غسل مجرى البول بالماء, ولا يهتم التطهير بدونه, ويجب ازالة العين والاثر في حالة الغسل بالماء بالنسبة للغائط.

ويجب على البنات ان يتفهمن ان الثوب النجس لا يجوز الصلاة فيه, وكذلك  لا يجوز اكل النجس وشربه, وان ذلك حرام على المسلمين. وقد اجمع الفقهاء على لزوم طهارة الثياب حال الصلاة, وان المصلي اذا صلى بالثوب النجس اختيارا مع علمه بالنجاسة بطلت صلاته, ووجب عليه اعادتها بثوب طاهر. ويشترط في صحة صلاة المرأة طهارة بدنها وتوابعه كالشعر والاظافر.

وهناك الكثير من الفروع الفقهية التي تعرض لها العلماء قدس الله اسرارهم في رسائلهم العملية في باب النجاسات والمطهرات.

وعلى البنت ان تتعلم المسائل الفقهية بوعي تام، كي لا تقع في ما حرمة الله. وهذا الدور من ادوار حياة البنت يعدُّ أساسا لها في صقل حياتها العملية الاسلامية التي امر الاسلام بها والتقيد بكل اجزائها وشروطها.

___________

1ـ صحيح البخاري.

2ـ رواه البخاري.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.