أتى ابو جهل ذات يوم مع رجل يهودي الى رسول الله (صلى الله عليه واله) وأخذ يتجرأ عليه فقال : الى متى ستبقى على دعوتك هذه ؟ , الى متى تهين أصنامنا ؟ إذا لم تفعل ما نقوله لك سنقتلك .

فقال (صلى الله عليه واله) : اطلبوا ما تريدون لأحققه لكم ؟ فتشاور أبو جهل مع اليهودي أنه : ماذا نطلب منه ؟.

فقال اليهودي : لو طلبنا منه ما على الأرض ربما استطاع أن يسحرنا ، ولكن لنطلب منه شيئاً من الأعلى لكي يكون خارجاً عن حد السحر .

فقال له أبو جهل : يا محمد ! إن كنت صادقاً فشق لنا القمر فلقتين .

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إن فعلت تؤمنون ؟.

قالوا : نعم ، وفي بعض الروايات الأخرى أنه كان بعض زعماء قريش والمشركين ، فلو فعل هذه المعجزة لآمنوا أيضاً وكان أربعة عشر رجلاً من كبار قريش .

وفي هذه الأثناء نزل جبرائيل (عليه السلام ) وقال : إن جعل الأفلاك تحت تصرفك وإرادتك ، فتواعدا على ليلة يكون فيها القمر بدراً .

ولما كانت ليلة البدر خرج النبي (صلى الله عليه واله) ومعه أبو جهل والمشركون الى جبل أبو قبيس ووقفوا ، فأخذ منهم الميثاق ثانية بأن يؤمنوا لو فعل ذلك .

فسأل رسول الله (صلى الله عليه واله) ربه أن يعطيه ما قالوا فانشق القمر فلقتين ورسول الله (صلى الله عليه واله) ينادي يا فلان يا فلان اشهدوا .

وقال ابن مسعود انشق المقر على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) شقتين ، فقال لنا رسول الله (صلى الله عليه واله) : اشهدوا اشهدوا .

وروي أيضا عن ابن مسعود أنه قال : والذي نفسي بيده لقد رأيت الحراء بين فلقي القمر .

فقال : يا محمد ! أعده ثانية ليتصل مع بعضه ، فأشار (صلى الله عليه واله) فعاد واتصل .

ثم قال : أرأيتم كيف انشق القمر ؟ , فآمنوا إذن .

فآمن اليهودي عندما رأى هذه المعجزة ، ولكن أبا جهل وبقية المشركين لم يؤمنوا .