أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2017
3099
التاريخ: 2-4-2017
4205
التاريخ: 7-11-2017
3191
التاريخ: 2-4-2017
3002
|
لما مثل أبو سفيان عند الصباح [- بعد مبيته في بيت العباس - ] بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله) في خيمته قال له النبي (صلى الله عليه واله) : ويحك يا أبا سفيان ؛ ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلاّ الله؟.
فقال أبو سفيان : بأبي أنت وأمي ما أحلمك، وأكرمك، وأوصلك والله لقد ظننت أن لو كان مع الله آله غيره، لقد أغني عنّي شيئا بعد.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنّي رسول الله ؟
قال : بأبي أنت وأمي ما أحلمك، وأكرمك، وأوصلك، أما والله فإنّ في النفس منها حتى الآن شيئا!!
فغضب العباس من شك أبي سفيان، ولجاجته وعناده فقال له : ويحك، أسلم واشهد أن لا إله الاّ الله، وأن محمّدا رسول الله قبل أن يضرب عنقك.
فشهد أبو سفيان شهادة الحق، فاسلم ودخل في عداد المسلمين.
أن إسلام أبي سفيان الذي حصل في جوّ من الرعب والتهديد وإن لم يكن بالاسلام الذي كان يريده رسول الاسلام (صلى الله عليه واله) ويطلبه دينه الحنيف، ولكنّ مصالح معيّنة كانت توجب أن يدخل أبو سفيان في عداد المسلمين كيفما كان ليرتفع بذلك اكبر سدّ، وينزاح اكبر مانع من طريق الدعوة الاسلامية، لأنّ رجالا مثل أبي سفيان و أبي جهل و عكرمة و صفوان بن أميّة وغيرهم، كانوا قد أوجدوا جوّا من الرعب والخوف في مكة استمرّ أعواما عديدة، فلم يكن يجرأ أحد من المكيّين في مثل هذا الجوّ المشحون بالخوف أن يفكّر في الاسلام، أو يظهر رغبته في اعتناقه، والانضواء تحت لوائه.
فإذا لم يكن إسلام أبي سفيان الظاهريّ والسطحيّ مفيدا من حيث الواقع، ولكنه كان مفيدا جدا لرسول الله (صلى الله عليه واله)، وللذين كانوا تحت سيطرة أبي سفيان ونفوذ زعامته من جماهير مكة، وبالتالي لمن كانت له علاقات قربى معه.
ومع ذلك لم يسمح رسول الله (صلى الله عليه واله) بإخلاء سبيل أبي سفيان لأنه لم يكن آمنا ـ وحتى مع إظهاره الاسلام ـ من جانبه قبل أن يتمّ فتح مكّة، ولهذا أمر (صلى الله عليه واله) عمّه العباس بأن يحبسه بمضيق الوادي عند ممرّ الجنود ليبصر عظمة القوات الاسلامية، وكثافتها قائلا : يا عبّاس احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل ( أي انفه ) حتى تمرّ به جنود الله فيراها.
ثم إن العباس قال لرسول الله (صلى الله عليه واله) : يا رسول الله إنّ أبا سفيان هذا رجل يحب الفخر، فاجعل له شيئا.
واستجاب رسول الله (صلى الله عليه واله) لهذا الطلب، ومع أن أبا سفيان كان قد عادى رسول الله (صلى الله عليه واله) والّب ضدّه طيلة عشرين عاما، وأثار في وجه دعوته الحروب والفتن الكثيرة، ووجّه بذلك ضربات كثيرة إلى الاسلام والمسلمين، فمنحه ـ رغم ذلك ولمصالح خاصة ـ مقاما، وقال كلمته التاريخية في حقه... تلك الكلمة التي تكشف عن عظمة أخلاق رسول الاسلام (صلى الله عليه واله) وسمو روحه، وعمق حكمته اذ قال :
من دخل دار أبي سفيان فهو آمن.
ومن أغلق بابه فهو آمن.
ومن دخل المسجد فهو آمن.
ومن طرح السلاح فهو آمن .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|