أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2017
3107
التاريخ: 2-4-2017
2912
التاريخ: 2-4-2017
2879
التاريخ: 22-4-2017
2839
|
تركت أحوال المسلمين وأوضاع الاسلام وجلال الموكب النبوي وعظمته أثرا بليغا وعجيبا في نفوس سكان مكة المشركين، فقد تعرفوا على نفسية المسلمين النبيلة الطيبة في هذه الزيارة اكثر من أي وقت مضى وكاد ذلك أن يفعل فعلته، ويحدث انقلابا روحيا في تلك البيئة.
ولما رأى زعماء المشركين أن توقف النبي وأصحابه في مكة سيؤثر في عقائد أهل مكة ويضعف تمسكهم بوثنيتهم، ويوجد علاقات المحبة بينهم وبين المسلمين، لهذا بعثوا أحدهم وهو حويطب الى رسول الله (صلى الله عليه واله) ـ بعد انقضاء المدّة المقرّرة للإقامة في مكة في المعاهدة ـ ليطلب منه مغادرة مكة قائلا : انه قد انقضى اجلك فاخرج عنا.
فانزعج بعض أصحاب النبي (صلى الله عليه واله) من مقالة مبعوث قريش هذا، ولكن النبي لم يكن بالذي يخالف ما تعهّد به، ولهذا أمر بأن ينادى في المسلمين بالرحيل فترك هو والمسلمون مكة فورا.
ولقد تأثرت ميمونة اخت أمّ الفضل زوجة العباس، بما شهدت من مشاعر المسلمين وروحانيتهم فأرسلت إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) عن طريق عمّها العباس أنها ترغب في الزواج برسول الله (صلى الله عليه واله)، فوافق رسول الله (صلى الله عليه واله) وتزوجها، وبهذا قوّى علاقاته مع قريش.
ان رغبة فتاة في الزواج بمن يكبرها بسنين عديدة لدليل واضح على مدى التأثير الروحي والمعنوي الذي تركه النبي والمسلمون في النفوس حتى أن النبي (صلى الله عليه واله) لما طلب من مبعوث قريش بأن يمهلوه بعض الوقت ليعرس بين أظهرهم، ويصنع لهم طعاما يحضروه، أبوا امهاله خوفا من تعاظم تأثيره في النفوس، وقالوا له : لا حاجة لنا في طعامك فاخرج عنا.
فأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يخرج المسلمون من مكة في منتصف النهار ولم يبق بمكة إلى وقت الظهر، وخلّف ابا رافع ليحمل إليه زوجته ميمونة حين يمسي، فأقام أبو رافع حتى أمسى، فخرج بميمونة ومن معها فلقوا عناء من سفهاء المشركين، ولاموا ميمونة على فعلها، ولكن كلامهم لم يؤثر قط في نفسها، فقد رغبت في الزواج برسول الله (صلى الله عليه واله) بدافع الرغبة في خلقه وسموّ أخلاقه.
وهكذا تحققت رؤيا رسول الله (صلى الله عليه واله) الصادقة التي رآها قبل سنة واحدة بأنه دخل البيت، وحلق راسه، ونزلت بعد هذه الوقائع الآية 27 من سورة الفتح تتحدث عن تحقق هذا الوعد حيث أخبرت ضمنا عن فتح قريب، ـ هو فتح مكة ـ الذي تحقق في السنة الثامنة من الهجرة اذ يقول سبحانه : {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبً} [الفتح: 27].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|