 
					
					
						المغيرة بن شعبة في البلاط المصري					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						الشيخ جعفر السبحاني
						 المؤلف:  
						الشيخ جعفر السبحاني					
					
						 المصدر:  
						سيد المرسلين
						 المصدر:  
						سيد المرسلين					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج2،ص373-374.
						 الجزء والصفحة:  
						ج2،ص373-374.					
					
					
						 15-6-2017
						15-6-2017
					
					
						 3590
						3590					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				توجه المغيرة بن شعبة الذي كان معروفا بحكمه وعقله ودهائه، والذي اصبح في ما بعد من رجال السياسة العرب ودهاتها المعروفين.
توجّه في جمع من قبيلة ثقيف إلى البلاط المصري، فسألهم كبير المصريين ( المقوقس ) : كيف خلصتم إليّ، وبيني وبينكم محمّد وأصحابه.
فقال : لصقنا بالبحر.
قال : فكيف صنعتم فيما دعاكم إليه؟
قالوا : ما تبعه منّا رجل واحد.
قال : فكيف صنع قومه؟
قالوا : تبعه أحداثهم، وقد لاقاه من خالفه في مواطن كثيرة.
قال : فالى ما ذا يدعو؟
قالوا : إلى أن نعبد الله وحده، ونخلع ما كان يعبد آباؤنا، ويدعو إلى الصلاة، والزكاة، ويأمر بصلة الرحم، ووفاء العهد، وتحريم الزنا، والربا، والخمر.
فقاطعهم المقوقس قائلا : هذا نبي مرسل إلى الناس كافة، ولو أصاب القبط، والروم لا تبعوه، وقد أمرهم بذلك عيسى، وهذا الذي تصفون منه نعت الأنبياء من قبله، وستكون له العاقبة حتى لا ينازعه أحد، ويظهر دينه إلى منتهى الخفّ والحافر.
فاستاء رجال ثقيف من هذا الكلام وقالوا بكل صلافة ووقاحة : لو دخل الناس كلّهم معه ما دخلنا معه.
فهزّ المقوقس رأسه ساخرا بهم وقال : أنتم في اللعب. بيد ان هذه الرواية لا توافق بقية المصادر التاريخية لان النبي (صلى الله عليه واله) كاتب ملوك العالم وقادته في السنة السابعة من الهجرة، على حين كان المغيرة في معركة الخندق قد آمن، وكان في الحديبية في صفوف المسلمين، حتى أنه كان بينه وبين مندوب قريش المفاوض عروة بن مسعود الثقفي مشاجرة مر ذكرها عند استعراض قصة الصلح.
وعلى فرض صحة هذه الرواية لا بد من القول بأن المغيرة لم يكن في وفد ثقيف.
وفي الختام ينبغي أن نلفت نظر القارئ الكريم إلى أن الواقدي نقل نص رسالة النبي إلى عظيم القبط بصورة اخرى.
ولكن أسلوب الرسالة وعباراتها تدل على أن هذه الصورة لا أساس لها من الصحة، لانها تتضمن تهديدا من رسول الله (صلى الله عليه واله) لعظيم القبط بالحرب والغزو اذ جاء فيه : وأمرني ( أي الله ) بالإعذار والانذار، ومقاتلة الكفار حتى يدينوا بديني .
وممّا لا شك فيه أن هذا غير صحيح لأن امكانيات المسلمين في ذلك اليوم لم تكن لتسمح لهم بمقاتلة المكيين فكيف يغزو مصر  وهي منطقة نائية جدا.
هذا مضافا إلى أن صدور مثل هذا الكلام عن النبي في أول دعوة له إلى الاسلام لا يتلاءم ونفسية وخلق ذلك الرجل العظيم الذي كان يقدّر الظروف آنذاك أفضل من غيره.
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  قضايا عامة
					 الاكثر قراءة في  قضايا عامة					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة