أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2014
3538
التاريخ: 24-12-2015
3117
التاريخ: 24-12-2015
3469
التاريخ: 12-5-2016
3460
|
يوم توجّه سفير رسول الله (صلى الله عليه واله) بكتابه إلى البلاط الإيراني كان الملك الذي يحكم هذه الأرض الواسعة هو خسروا برويز ثاني ملك بعد انوشيروان، الذي جلس على العرش الملكي الإيراني مدة 32 عاما قبل الهجرة النبوية المباركة.
وقد واجهت حكومة هذا الملك خلال مدة سلطانه أنواعا عديدة من الحوادث المرة والحلوة، وكانت مكانة ايران في عهده تعاني من الاضطراب، وعدم الاستقرار بشكل ملحوظ.
وقد امتدّ النفوذ الإيراني ذات يوم حتى شمل آسيا الصغرى، وامتدّ الى مشارف القسطنطينية، وأتى بصليب عيسى الذي كان أقدس شيء عند النصارى إلى طيسفون ( المدائن )، فطلب سلطان الروم الصلح وبعث سفيرا من قبله الى البلاط الإيراني لعقد معاهدة الصلح.
بيد أنّ سوء تدبير الملوك في تلك الدولة العظمى، وانغماسهم في اللذة والمجون أكثر من المتعارف تسبب في أن تصبح ايران على حافة السقوط والانهيار في أواخر العهد الساساني، فقد خرجت المستعمرات من تحت النفوذ الإيراني الواحدة تلو الاخرى، واجتاح العدو الروميّ الاراضي الايرانية إلى الاعماق، ووصل الأمر بخسروبرويز امبراطور ايران الى أن يهرب من وجه الروم الغزاة، وقد أثار هذا الهروب الخانع وهذه الهزيمة المنكرة سخط الشعب يومذاك، فقتل بيد ابنه شيرويه.
ويعزي محلّلوا التاريخ القديم تخلّف إيران وضياع قوتها إلى غرور قادتها وحكامها وميلهم الى البذخ والترف، وبلهنية العيش ورغد الحياة، والزينة واللذة. ولو كان ذلك الملك يتلقى رسالة السلام التي عرضها الاسلام بالصورة اللائقة لبقيت عظمة إيران على حالها في ظل هذا السلام دون أن يصيبها ما أصابها.
ولو أن رسالة رسول الاسلام لم تترك أثرا حسنا في نفس خسروا برويز يومذاك فان ذلك لم يكن لتقصير أو عيب في تلك الرسالة أو في سلوك حاملها الى البلاط الايراني، بل كان لنفسيّة ذلك الحاكم المغرور، المنحرفة، وأنانيته الطاغية، التي لم تسمح له بالتفكير بعض اللحظات في كتاب رسول الاسلام (صلى الله عليه واله) كما فعل قيصر ، أو غيره. بل لم يمهل المترجم حتى ينتهي من قراءة كتاب رسول الله (صلى الله عليه واله)، إنما صاح به في تلك الاثناء، وأخذ منه رسالة النبي (صلى الله عليه واله) ومزّقها بوقاحة بالغة، واسلوب بالغ في الجفاف، وسوء الادب.
وإليك تفصيل الحادث :
في مطلع السنة الهجرية السابعة بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) احد فرسانه الشجعان وهو عبد الله بن حذافة السهمي ، الى ايران وكتب معه كتاب إلى خسروا پرويز ملك ايران يومذاك يدعوه فيه الى الاسلام وامره أن يدفع الكتاب الى كسرى نفسه وإليك نص هذه الرسالة :
بسم الله الرّحمن الرّحيم من محمّد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس. سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، واشهد أن لا إله الاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدا عبده ورسوله. أدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله كافة لا نذر من كان حيّا، ويحقّ القول على الكافرين أسلم تسلم، فان أبيت فعليك اثم المجوس.
فلما دخل سفير النبي (صلى الله عليه واله) على خسروا برويز أمر بأن يؤخذ منه كتاب رسول الله (صلى الله عليه واله) ولكن عبد الله بن حذافة قال : لا حتى أدفعه إليك كما امرني رسول الله (صلى الله عليه واله)، ثم دنا وسلّم الكتاب فدعى كسرى بمترجمه ليقرأ الكتاب، فلما قرأه، فاذا فيه : من محمّد رسول الله الى كسرى عظيم فارس أغضبه حين بدأ رسول الله بنفسه، وصاح، وأخذ الكتاب، فمزّقه قبل أن يعلم ما فيه وقال : يكتب إليّ بهذا.
ثم أمر بإخراج حامل الكتاب من قصره، فاخرج عبد الله بن حذافة السلمي، ولما رأى ذلك قعد على راحلته وسار حتى وصل إلى النبي (صلّى الله عليه وآله)، فاخبره الخبر، فغضب النبيّ (صلى الله عليه واله) من موقف كسرى فدعا عليه قائلا : اللهم مزّق ملكه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|