المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
برامج تربية سلالات دجاج انتاج البيض
2024-05-06
بين ابن ختمة وابن جزي
2024-05-06
بين أبي زيد ابن العافية و ابن العطار القرطبي
2024-05-06
برنامج الاضاءة في بيوت دجاج البيض المفتوحة
2024-05-06
التقدير الضريبي الجزافي
2024-05-06
ثلاثة أدباء لنزهة من مرسية
2024-05-06

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


استراتيجيات العلاقات مع الاخر  
  
3048   02:51 مساءً   التاريخ: 5-6-2017
المؤلف : ايهاب محمد كمال
الكتاب أو المصدر : قوة التأثير
الجزء والصفحة : ص179ـ197
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016 12683
التاريخ: 25-12-2021 1664
التاريخ: 14-12-2016 2224
التاريخ: 2023-12-30 866

ما دمت بصدد التعامل مع الناس ـ على اختلافهم ـ فإنه من المفضل ان تقوم بحفر السطور التالية في ذاكرتك وان تتصرف بمقتضاها :

1ـ إننا جميعا محبون لذاتنا.

2ـ اهتمامنا اكثر بأنفسنا عن اي شيء اخر في العالم .

3ـ إن كل شخص تلتقي به يريد ان يشعر بانه مهم وانه يشكل شيئا ما .

4ـ هناك شعور داخل كل انسان لكي يحظى بتقبل الاخرين له وذلك لكي يقدر على تقبله لنفسه وقبولها .

وقد اثبتت الدراسات العلمية انك لو احسنت التعامل مع الاخرين , فانك تكون بذلك قطعت 85% من طريق النجاح للوصول الى هدفك , ولكن كيف يتم بناء علاقات قوية مع الاخرين ؟

يتم ذلك من خلال عدة خطوات :

ـ الخطوة الاولى :

إشعار الاخرين بأهميتهم : هناك عدة طرق تصل بك الى النجاح في اشعار الاخرين بأهميتهم , هي :

1ـ اقنع نفسك مرة واحدة فقط ولكن الى الابد بان كل الاخرين مهمون وليكن اقتناعك هذا مخلصا وتأكد ان مَن يؤثر في الاخرين هم اولئك الذين يؤمنون بأهمية هؤلاء الاخرين ويرون فيهم اشخاصا مهمين بالفعل .

2ـ وجِّه الاهتمام لهم من خلال ملاحظتك إياهم وما يقومون به , فاذا ما فعلت ذلك قدمت مجاملتك اليهم اي تعترف بأهميتهم وبالتالي تقدم دفعة كبيرة لروحهم المعنوية , وعندما يعترف فرد بأهميتنا نصبح اكثر ودا واكثر تعاونا معه .

3ـ أبلغه انه ترك لديك انطباعا جيدا , وأمثل طريقة لذلك ان تجعله يدرك انه قد اثر فيك وانه قد ترك انطباعا في نفسك , عليه سوف يعتبرك هو وقتها انك واحد من اذكى خلق الله وواحد من اكثر الناس ادبا ولطفا فيمن قابلهم في حياته على الاطلاق , واياك ان تتعالى عليه والا ستكون اغبى واحمق خلق الله عند ذلك لان يشعر وقتها بضآلة نفسه .

ـ الخطوة الثانية :

اجعل شخصيتك جذابة : ان شخصيتك تحقق لك الكثير, فالجاذبية والديناميكية بوسعهما ان يجعلا الاخرين يحبونك , فالناس لا تحب المترددين والفاشلين , ولكن ينجذبون نحو الذين يعرفون عنهم ماذا يريدون ويتوقعون الفوز والواثقين من انفسهم ويؤمنون بها ويمكن ان يتم ذلك مبدئيا عن طريق :

1ـ اجعل خطواتك ذات جرأة واثقا من نفسك وعيناك متطلعتين الى هدف ما تستطيع ان تحققه لنفسك وبنفسك .

2ـ صافح الاخرين بثبات وحزم غير مبالغ فيه , وابتعد عن المصافحة بأيد رخوة فهي سمة من سمات غير الواثقين من انفسهم وكذلك ابتعد عن المصافحة بأيد قوية جدا , فقد تشعر الاخرين بانك اما تكون شخصا متغطرسا متسلطا او انك تخدعهم بقوة شخصيتك وتنقصك الثقة بنفسك ,

ارفع رأسك الى اعلى وافرد كتفيك وامش بخطى واثقة .

3ـ اجعل نبرة صوتك تعبر عن الثقة حتى يصل الى الناس قبل افكارك , فهو الذي يقوم بتوصيل مشاعرك , وعليه ان يحدد من يسمعك هل تتحدث بصوت ينم عن الشجاعة والاقدام ام الياس والشجن والدموع , وكذلك تكلم بوضوح وبلا تردد .

4ـ كن ذا لياقة , فاذا اردت حب الناس كن شغوفا بهم , فلا تجعل لسانك يخونك قط , فان القدرة على الكلام مع اللياقة تزيدك طلاوة وتزيد من قوة تأثيرك في الناس على اختلافهم .

5ـ اضف صفة الحماسة الى شخصيتك وتصرف بحماس وسرعان ما سترى ان ذلك سرى فيمن تتعامل معه , فيعاملك بمثلها وتكسبه .

6ـ عليك ان تصبر على الآراء والافكار التي ترى في قرارة نفسك انها غير متفقة معك , فان من اسرار الشخصية الجذابة الاصغاء الواعي المشوب بالتقدير والعطف لآراء الاخرين , وتقبل الاخرين ودعهم يتمتعون بالاسترخاء عندما يكونون معك .

7ـ لا بد لك من المرح والاشراف والتفاؤل , فلهذا يحبك الاخرون ويلجأون اليك ويحبون صحبتك.

8ـ كن ذا مظهر لائق , فالمظهر اللائق يكسبك احترام النفس والاحساس بالثقة والاطمئنان , فالرجل الذي تشيع الفوضى في هندامه لا بد ان تشيع الفوضى في تفكيره كذلك .

9ـ لا تكن تقليديا عند الثناء والمجاملة .

10ـ يجب ان يعرف الاخرون انك تقدرهم وتقدر قيمتهم وعاملهم على اساس ان لهم قدرا لديك ووجه لهم الشكر دوما واشعرهم بانك تخصهم بها وحدهم .

ـ الخطوة الثالثة:

انشئ انطباعا اوليا جيدا لدى الاخرين :

عليك ان تتذكر دائما ان اول كلمات تنطق بها او مواقف تتخذها في البداية انما تشكل النغمة الاساسية للموقف بصورة مطلقة , ويكون من الصعب بمكان ان تدفع من اخذ عنك انطباعا سيئا من البداية الى تغيير فكرته عنك , ولذا لا بد من :

1ـ البدء بنغمة اساسها المودة وبالتبعية سيصبح اللقاء ودودا وجهز اللقاء ليتفق مع طبيعة الهدف.

2ـ سوف يتقبلك الطرف الاخر حسب تقييمك لنفسك , فاذا كنت ترى نفسك فاشلا فهذا يعني ان تطالب الاخرين بان يعتبروك فاشلا ويتعاملون معك على هذا الاساس .

3ـ مكن الطرف الاخر من ان يعرف انه قد ترك في نفسك انطباعا جيدا عنه .

4ـ يحكم الاخرون عليك من خلال ارائك في كل الاشياء مثل عملك ومؤسستك وآرائك في رئيسك ورجالك .. وليس من خلال رايك في نفسك فقط .

5ـ كن ايجابيا وحوّل جو المقابلة الى جو ايجابي يكن الانطباع ايجابيا ولا تفعل العكس .

6ـ اذا كنت تريد الإجابة عن أسئلة ما بـ (نعم) , فلماذا تسال اسئلة الاجابة عنا بـ (لا) .

7ـ لا توجِّه اسئلة تعني ضمنا انك تتوقع متاعب او تسعى اليها .

8ـ كن بشوشا ودودا .

ـ الخطوة الرابعة :

الود الفوري والصداقة السريعة: هل سمعت عن الود الفوري وتكوين الصداقات من اول لحظة, ذلك هو السحر الخاص القادر على افشاء شعور بالمودة في الاخرين بسرعة , عليك بـ :

1ـ عدم الخشية او الخوف من ان يقوم الطرف الاخر بصدك , قم بالمخاطر ولا تخف وخذ المبادرة .

2ـ تذكر دائما ان معظم الناس تواقون الى الود والصداقة مثلك تماما .

3ـ لا تقم بامتهان نفسك من اجل استثارة مشاعر الود في نفوس الاخرين او ان تبدو وكأنك تسعى ان تكون جذابا ولطيفا .

4ـ حافظ دائما على شيئين هامين : الهدوء والابتسامة .

والابتسامة الخالصة الطيبة المريحة الصادرة من اعماقك , والناس يستطيعون ان يميزوا ما بين الابتسامة الحقيقة الخالصة وبين المزيفة , فان وجدوا الاولى دفعهم هذا الى الاحساس بالود والمودة .

ـ الخطوة الخامسة :

انطق الكلمات الجيدة: ان نجاحك غالبا ما يعتمد على ما تملكه من مقدرة على التحدث واختيار الكلمات المناسبة , فكلما كان اختيارك جيدا للكلمات استطعت ان تصل الى كيمياء الشخصية التي امامك .

1ـ اذا كان حديثك مع شخص ما لأول مرة ابدأ بكلمات تبعث على الدفء عن طريق الاسئلة البسيطة او الملاحظات الواضحة مثل الاسم , الحالة الاجتماعية العمل, الاحوال الجوية... وستجد من هذا الحديث البسيط ان هناك حديثا وديا بدا مع هذا الشخص واصبح حديثا ممتعا .

2ـ دعه يتحدث عن نفسه بدفعه الى الكلام وستحصل عندها على لقب المتحدث الجيد اللبق بدون ان تتكلم كثيرا .

3ـ لا تستخدم كلمة : (انا نفسي) او (انا شخصيا) بل عليك بـ (انت نفسك) للطرف الاخر .

4ـ وجه الاسئلة التي تهم الاخرين : لماذا , اين , كيف ؟ كيف استطعت ان تنجح في هذا ؟ ماذا تقوم عندئذ ؟ ... الى غير ذلك من الاسئلة التي تكسبك سمعة انك واحد من امتع المحدثين .

5ـ تحدث عن نفسك عندما يدعوك الطرف الاخر لذلك ولا تفرض نفسك وحديثك عليه .

ـ الخطوة السادسة :

اجذب الاخرين نحو وجهة نظرك: الوضع الطبيعي انك عندما تصادف رأيا معارضا لوجهة نظرك هي ان تتناقش وتجادل , وبالتالي تتمنى ان تتغلب عليه بطريقة او اخرى. المهم ان يقتنع, كما انه من الطبيعي ايضا ان نأخذ الامر بمثابة تهديد وصفعة موجهة لذاتنا , وعلينا ان نقوم بالرد بما ينال من ذاتنا ويتملكنا الانفعال, وقد يصل بنا الامر الى التهديد والوعيد والسخرية كما التهوين والتقليل من وجهة النظر الاخرى , كل هذا لا يؤدي الى الفوز لأنك لا تغير رأي الطرف الاخر بالقوة او تكسير عظامه .

ولكن عليك بـ :

1ـ الاستماع والاصغاء الجيد لما يعرض الطرف الاخر لوجهة نظره ولا تقاطعه اثناء عرضه , واعد عليه بعض النقاط التي قام بعرضها , واذا انتهى اسأله عما اذا كان هناك ما يحب ان يضيف , اجعله يشعر تماما مهتم بوجهة نظره تماما .

2ـ لا تتسرع بقول كلمة (لا) , بل خذ لحظة للتفكير واشعره بذلك حتى تعطي لديه انطباعا بانك فكرت ولم تتسرع , ولا تزد من مدة التفكير فيظن انك تتهرب او حدث لك نوع من الارتباك النسبي لما قاله.

3ـ ادرس كل النقاط التي يعرضها الآخر وستجد بها بعض النقاط تلتقي بها معه , اعترف بها

وسلم بصحتها , وليس من المفيد ان تعارضه في كل النقاط التي تحمل وجهة نظره , وعندما ترى ان جميع نقاطه ووجهة نظره غير صحيحة لديك وافقه على بعض النقاط البسيطة وغير الهامة وعندما سيصبح لديه ميلا اكثر للتسليم بوجهة نظرك .

4ـ عندما تبدأ في عرض وجهة نظرك كن هادئا ولا تنفعل ولا تهدد ولا تلوح باستخدام القوة.

5ـ إذا قمت بتغيير وجهة نظر الطرف الاخر دعه يحفظ ماء وجهه ولا تحرجه والا فلن يخرج عن نطاق وجهة نظره السابقة وافترض امامه انك لو كنت مكانه لتبينت وجهة نظره في ظل ما كان متوافرا من معلومات , وحاول دائما ان تجد مبررا لوجهة نظره او لخطئه ان كان مخطئا .

ـ الخطوة السابعة :

امدح الاخرين وأثن عليهم: عليك ان تعرف ان المدح والثناء لهما مفعول المعجزة في النفس البشرية , فالجميع يستجيب لهما ويسعد بهما وتهيم روحه في السماء من فرط الرضا والانبساط, كل هذا يتم وبكلمات بسيطة فقط :

1ـ اجعل مدحك صادقا وغير روتيني وخص من تمدحه به ولا تداهنه او تتملقه .

2ـ عبر عن مدحك بوضوح ولا تتردد ولا تفترض انه يعرف انك تمدحه .

3ـ اذا كانت مجموعة من الافراد ليكن مدحك لهم فردا فردا وبأسمائهم وليس مدح بالجملة (شكرا لكم جميعا) .

4ـ انظر الى من تمدحه وتطلع الى عينيه .

5ـ ابحث عن عمد عن الاشياء التي يمكن ان تمدح عليها الغير .

6ـ صب مدحك على الشيء الذي قام به الشخص وليس الشخص ذاته , فالأول يمكنك من الحصول على مزيد من النتائج والاخير يشعر من تمدحه بالمجاملة والاحراج والزهو .

ـ الخطوة الثامنة :

انتقد ولكن بدون حرج: مَن منّا لا ينتقد غيره من الناس ؟ الكل يتفانى في نقد الاخرين وتحت مسمى كل الدوافع: المصلحة العامة, المصلحة الخاصة, التقليل من شأن الاخرين , تصيد الاخطاء.. كل شيء مباح للنقد. المهم هو كيف تقلل من شأن هؤلاء ؟

بالتأكيد هذا على غير الصواب , فاذا اردت ان تنتقد شيئا ترى فيه خطأ ما وتريد ان تصوب هذا الامر لفاعله فعليك ان تتقن فن النقد وغرضه الاساسي هنا هو ابقاء مَن تقوم بنقده في طريقه الصحيح لا يعدل عنه ولا يغيره نتيجة لنقدك , والاتقان فن النقد ست درجات :

* الاولى : السرية :

اذا كنت تريد حقا ان تصحح الخطأ وترى العمل في مساره الصحيح , عليك بنقد المخطئ سراً . فإنك ان نصحته جهرا فقد فضحته والمرء يقبل النصيحة ولا يقبل الفضيحة حتى ولو كانت لديك اسمى الدوافع والقيم والحق في النقد. تذكر فقط لو كنت انت المنتقد فكيف يكون حالك لو قام احدهم بنقدك علانية , فهل كنت ستصمت وتلتزم تنفيذ ما سمعته ام ربما تبحث عن مبررات تؤكد بها ما تفعله وربما تثور في وجه منتقدك وتسبه ؟

اذا اردت ان يفعل بك ذلك فهذا شانك , اما الاخرون فعليك ان تنصحهم سرا وإلا فالويل لك ولا تلومن الا نفسك .

* الثانية : الكلمة الطيبة :

كلما كنت رقيقا في كلامك طيبا في حديثك لان لك الناس . فما بالك لو قدمت المدح والثناء لمن تنتقده فكيف سيكون الحال ؟ هنا اذا فعلت ذلك فقد ملكته دون رق او عبودية فقلبه معك وعقله لك. افعل به الان ما شئت لتصحح مسار العمل المنشود فهو طوع يمينك . واذا فعلت العكس وبدأت بذمه والكيل له , فلا تلومن الا نفسك .

* الثالثة : انقد العمل وليس صانع العمل :

اذا كنت تبغي الاصلاح بالنقد فأنت هنا تهتم بالعمل وبالتالي نقدك يجب ان ينصب على العمل المؤدي وليس على الذي ادى هذا العمل.. اي عليك ان تركز على التصرف وليس على الشخص, فاذا فعلت ذلك فقد رفعت من قدره وشددت من ازره لتحسين عمله وليس لزيادة سلبياته ويمكن ان تختبر نفسك: هل توجه النصح والنقد لتشفى ممن عمل هذا العمل وتتصيد له الاخطاء ام انك حقا تسعى نحو الفعالية والفاعلية في العمل ؟

* الرابعة : قدم الحلول :

ما الهدف من نقدك للعمل وما الذي تعلمه من هذا النقد في عمله ؟ فهو لو كان يدرك صحة اداء العمل ما كان له ان يخطئ فيه , دورك هنا ان تعطي وتقدم له الطريقة الصحيحة للعمل وكيف يتجنب حدوث هذا الخطأ مرة اخرى . وإياك أن تكون ناقدا ساخطا على الدوام وجهك لا يعرف الابتسامة .

ولا تقول لمن تنقده (انصرف المهم عليك اداء هذا الشيء بالطريقة الصحيحة) , انت هنا لست بمسؤول عن هذا الشخص وليس لك حق نقده , فكما لا يعرف هو كذلك انت , فلا تعرض نفسك للحرج .

* الخامسة : انتقد مرة واحدة للخطأ الواحد :

إذا قمت بالنقد مرة واحدة لأحد الاخطاء فلا غبار عليك, ولكن في الثانية اعطيت لمن تنقده مبررا للدفاع عن نفسه بالخطأ , وفي الثالثة سيتفنن في ان يغيظك وينكد هو عليك, وفي الرابعة سيسخر منك , وفي الخامسة سيعلن للجميع انك تنتقده وانه لا يستمع لك , وفي السادسة سيفكر في ان يقوم بطردك من المكان الذي يقف فيه الان , وفي السابعة سيفكر في التعرض لك اما بالضرب المبرح او ان يترك لك المكان بعد ان يقوم بتخريبه .

تذكر شيئا واحدا انه طالما تسعى نحو الوصول لعمل جيد وليس الفوز في معركة مع شخص ما يقوم بهذا العمل، الفت نظره مرة واحدة فقط لما يفعله من خطأ وبنفس الشروط السابقة والا فـ...

* السادسة : اختم نقدك بإبتسامة :

المقصودة بالابتسامة هنا ان يشعر مَن تنتقده بالود والحب والصفاء من جانبك وانك تدرك ما فعله عن دون قصد وليس متعمدا وليس ابتسامة صفراء خبيثة ماكرة او ابتسامة بلاستيكية لا لون لها او طعم او إحساس .

اربت على ظهره في ود وحنان وليس رفسه في قدمه ولا تهدد او تتوعد واطلب منه التريث والهدوء فالعمل في حاجة اليه فهو ابن الشركة وانت اخوه وليس عبدا عند الشركة وانت سيده ومولاه .

إمّا ان تنقد الغير في سرية بكلام طيب وتركز على العمل فقط مع تقديم الحلول للأخطاء وبحنان بالغ وود غير مفقود , وإما ان ينفرط العقد منك ولن تستطيع جمعه مرة اخرى .

ان فعلت النقد بفن كسبت الى جانبك رجالا كثيرا , وان نقدت شخصا واحدا بطريقة خاطئة التف حولك الرجال ليوسعوك سلقا بأفواههم وسحقا بأقدامهم , فانت عدو لهم.

ان نقدك للغير يمكن ان يمكنك من جذب الناس حولك او يجعلهم اعداء لك , فانظر هل تسلح جيشك بالأعداء من رجالك ام تسعى نحو تعلم فن النقد دون تجريح .

ـ قوة الاتصال بالآخرين ؟

في زمان شديد التعقيد كزماننا , صار من الضروري الا نركن الى اساليبنا العفوية والفطرية في العيش ؛ فالوسط المعقد لا بد ان يواجه بأسلوب عيش يكافئه وإلا فان النتائج ستكون وخيمة . ولعلنا نذكر بعض الاسس والمبادئ والتقنيات التي تساعدنا على تحقيق اتصال جيد ومثمر لنا , ولمن نتصل به , وذلك من خلال الكلمات التالية :

1ـ تكوين الانطباع الاولي :

حين نلتقي بشخص اول مرة , فانه يكون حريصا على ان يكوّن عنّا إنطباعا أوّلياً , يتخذ منه راس جسر لطريقة تعامله معنا فيما بعد. هذا الانطباع الاولي , يُستقى من امور ظاهرة وشكلية في الغالب , لكنه مهم جدا .

ولا اريد هنا ان ادعوا الى التصنع في علاقاتنا , ولكن اود ان ندرب انفسنا على تجنب المظهر المكروه لدى الناس , ومفاجأة الجليس بأمور لا يرغب فيها , وهذا مما ادبنا به الاسلام . 

إن حرصنا على تكوين انطباع اولي جيد عنا يدل على وجود شفافية , كما انه يشير الى الافق الذي بإمكاننا الارتقاء اليه. وهناك كلام حول ما يجعل احدنا لائقا في عين اخيه من الوهلة الاولى , نذكر هنا بعضه :

ـ ليس الثياب التي تناسب الموقف من غير مبالغة , فالثياب التي تلبس في الاعراس والمناسبات او مقابلة شخصية مهمة غير تلك التي يلبسها الانسان للعمل او التسويق او النزهات .

ـ ابدأ لقائك بالابتسام , واعمل ان يتم الاتصال البصري بينك وبين من تقابل من خلال النظر الى جهته , وليس اسفل او الى جهة اخرى , ولكن لا تثبت عينك فيه ؛ فالمسلم حيي , وتثبيت النظر قد يسبب الحرج للأخر .

ـ ابدأ بالمصافحة , ولا تنزع يدك من يد من تصافحه حتى ينزعها هو , بحسب ما يقضي به العرف. ولطالما كانت المصافحة مصدرا لبعض الدفء في القلوب .

ـ لنحاول التجديد في الفاظ التحية , فبعد إلقاء السلام يمكن للمرء ان يقول عوضا (مساء الخير): (اسعد الله مساءك) او يقول: (سعدت بلقائك) عوضا عن (كيف حالك) ... ان هذه التجديدات, تترك اثرا في نفس السامع , وتجعله يتوقع من صاحبها شيئا جديدا ومفيدا .

ـ حاول جمع بعض المعلومات عمن تريد مقابلته , وناده بأحب الاسماء اليه , واذا كان له لقب علمي , فخاطبه به , وحاول في كل حال ان تنطق اسمه على نحو صحيح .

ـ اذا كان اللقاء في بيتك , فحاول ان تستقبله امام البيت , وان تشيعه في الخروج , وحاول ان تقدم له من الضيافة والنزل ما تعرف , او يغلب على ظنك انه ينال رضاه واستحسانه .

ـ استعد للقاء على نحو جيد , وحضر للموضوع الذي تريد مناقشته , واستحضر في ذهنك ما يمكن ان تجيب به على اسئلة مَن تقابله .

ـ تقدير ما يتطلبه الموقف من حُسن الاستماع , وعدم مقاطعة الجليس , والحرص على ان يكون احدنا مستمعا اكثر من كونه متكلما ما لم نر الحرص ممن نقابله على ان نتكلم على نحو معين ؛ فلا بأس آنذاك ان تلبي رغبته .

اذا لم يوفّق احدنا الى ترك انطباع جيد لدى من قابله في المرة الاولى , فلا ينبغي ان ييأس , اذ غالبا ما تكون هناك فرصة ثانية لاستدراك ذلك .

2ـ اِعرف نفسك :

ان من محاور الاصلاح والنهوض بحياتنا الاجتماعية المعاصرة , ان يسعى الخيّرون

والغيورون فينا الى محاولة التأثير في الاخرين , وجعلهم ينحازون الى المبادئ والقيم والافكار التي يرون انها ضرورية للعيش في (الزمان الصعب) , وهذا يتطلب ان نحسن مستوى خبرتنا بأنفسنا باعتبارنا كائنات اجتماعية , يمثل الاتصال بالنسبة لها مصدرا مهما للنضج والتحقق الذاتي والانتشار المعنوي. ومن الوسائل التي تساعد على هذا الهدف ما يلي :

ـ إخوانك القريبون منك هم مرآتك الحقيقية , ولا شك انهم يختزنون العديد من الملاحظات عن طريقة اتصالك وتخاطبك وحوارك مع الاخرين. وهم اقدر على تقويمك وإفادتك في هذا الشأن, حتى يقف المرء على ملاحظات إخوانه , فإن عليه ان يصوغ العديد من الاسئلة , ويوجّها اليهم من نحو: هل أتّصل بكم بالهاتف في اوقات غير مناسبة ؟ هل طريقة كلامي غير مريحة , وهل دخولي في الموضوع الذي أريد التحدث فيه ملائم, وهل تشعر ان لدي نوعا من العناد والاصرار على الرأي بغير وجه حق ؟ وما شابه ذلك. اذا لم تعجبنا اجوبة إخواننا , ولم نرها مقنعة , فينبغي ان نشكرهم , ولا نقف موقف المدافع .

ـ يمكن للمرء ان يتعرف على حُسن اتصاله بالآخرين من خلال ردود افعال الاخرين عليه , فهو يستطيع ـ ان كان قوي الملاحظة ـ ان يدرك ان كان يساء فهمه بكثرة من قبل مستمعيه , كما يدرك ان كان يغضب محاوره , كما يدرك ان كان لا يحسن الاصغاء , او ان كان يقاطع محدثه قبل ان ينتهي حديثه ...

وبمقدار ما تكون ملاحظتنا لسلوكنا عند الاتصال قوية ومنظمة , يتحسن مستوى اتصالنا , ونستغني عن سماع ملاحظات الاخوة والاصدقاء .

ـ تسجيل الصوت على شريط وسيلة مهمة لمعرفة اسلوبنا في الاتصال، حيث يتم التعرف على طريقة نطق الكلمات , وسرعة الحديث ونغمة الصوت , ومدى تنوعها اثناء الحديث... ويمكن للمرء ان يقوم بمحاولات تحسينه لكل ذلك. وعلى المرء أن يكون مستعدا للمفاجأة حين يتفحص صوته اول مرة , فربما لن يكون مرتاحا له.

3ـ الدقة في استخدام اللغة :

للغة مستويات عديدة , وكل واحد من الناس يستخدم مستوى منها؛ فهناك كلمات لها معنى حقيقي, واخر مجازي , وكلمات لها معنى معجمي ومعنى عامي دارج ؛ كما ان هناك كلمات ذات معان غريبة , لا يعرفها الا المختصون والمهتمون .

أضف الى هذا ان الكلمات , ليست وحدها هي التي تحمل المعاني التي نرسلها ؛ فقد دلت دراسة قام بها فريق من الباحثين البريطانيين اننا حين نتحدث مع شخص وجها لوجه , فان الكلمات هي العنصر الاضعف في ايصال المعلومات اليه , اذ لا تحمل سوى (7%) , على حين ان النبرة الصوتية تحمل (38% ) , وتحمل تعبيرات الجسم (55%). وفي كثير من الاحيان نلغي وظيفة الكلمات في الدلالة حين تتعارض مع تعبيرات الجسم فقد يخبرنا صديق بخير ما فلا نصدقه , ونقول : عيناك تقولان غير ذلك. واذا رأينا شخصا ممتقع اللون , فأننا لن نصدق كل عبارات الطمأنة التي نسمعها منه , ونصر على ان مكروها قد وقع , وهكذا ...

من المهم أن يكون هناك انسجام بين معاني الكلمات ونبرة الصوت وتعبيرات الجسم فذاك يجعل رسائلنا في غاية الوضوح , وهناك امور عدة تجب مراعاتها في هذا الشأن , نذكر منها الاتي :

ـ البلاغة أن نستخدم اسلوبا , يناسب السامع , وتتناغم كلماته مع معانيه ؛ وكثيرا ما نخطئ في تصور الامكانات اللغوية لمن نخاطبه , فتضل رسالتنا طريقها اليه , او تفقد جزءا من تأثيرها , وقد تكون سببا في حدوث سوء تفاهم , نحن في غنى عن .

ومن المعروف ان لكل اصحاب تخصص , وكل اصحاب مهنة بعض المفردات الخاصة بمجالهم؛ وحين نستخدم تلك المفردات في خطاب عام , فإنها سوف تستغلق على كثير من السامعين؛ ولذا لا بد من اصطناع لغة ملائمة لمن نتحدث معه. بعض الناس يعلم العربية , ولذا فان يشيع في كلامه المجاز والتورية والاستعارة, وهذا يعكر صفو الفهم لدى غير المختص. وبعض الناس يفهم المراد , لانه يفسر ذلك على انه نوع من الحذلقة والتشدق , فينبغي الانتباه لذلك.

بعض الناس يستخدم بعض الكلمات الانجليزية او الفرنسية... اثناء حديثه , مع ان المرادف العربي حاضر على لسانه وقريب وواضح ؛ وهذا في الحقيقة شيء سيء , إذ إن ذلك حين يقع في الحديث مع عربي , وفي بيئته عربية , فان المخاطب سيحمل ذلك على محامل سيئة ؛ حيث من الممكن ان يظن ان الدافع لذلك هو (التعالم) واظهار سعة المعرفة والاطلاع . ومن الممكن ان يفسر ذلك على انه نوع من الاستخفاف باللغة الام او المخاطب , كما يمكن ان يظن ان ذلك بسبب ضعف عربية من يفعل ذلك...

وبقطع النظر عن كل تلك التفسيرات , فإن الاليق دائما بنا الا نستخدم في خطابنا اكثر من لغة واحدة الا عند الحاجة, حيث لا مصطلحات او مفردات مقابله. ونجد من لطف بعض المتحدثين انه يتعذر لمستمعه عند استخدام كلمة اجنبية ؛ اذ من الممكن ان يكون المخاطب غير عارف بمعناها , فيسبب ذلك له الارتباك والاحراج . ويقال مثل ذلك للذين يستخدمون كلمات عامية في عاميتها , او ذات سمة لهجية خاصة ؛ مما يضطر السامع الى الاستفسار والاستفهام. بعض الناس يملك حسا مرهفا , فيسأل مخاطب عن مدلول كلمة لديه قبل ان ينطق بها , فيشيع بذلك جو المودة , ويعمق التفاهم .

ـ كثير من الناس يسيطر عليهم حب الكلام والاستفاضة في الحديث غير آبهين بمواقع كلامهم في نفوس سامعيهم , فيسوق النكات والامثال التي تجرح بعض الحاضرين ؛ فقد يسوق احدهم طرفة تتعلق بقبيلة او اهل بلدة او اهل حرفة , ويكون بعضهم موجودا. وقد يسوق ـ مثلا ـ قصة او طرفة او عظة تتعلق باهل عاهة من العاهات كالعرج او العور او العمى , ويكون بعض المصابين بها حاضرا ؛ مما يسبب حرجا بالغا لهم , وقد يكون ذلك مفتاحا لخصومات وشرور عريضة , وهو ان لم يكن إثما في نفسه , فانه يجر صاحبه الى الاثم ؛ ولذا فلا بد من الحذر الشديد.

ـ لا يخفى ان التربية التي يتلقاها الناس في البيوت متفاوتة في درجة رقيها وتهذيبها , كما ان المهن والوظائف التي ينخرط فيها الناس ايضا متفاوتة, وهذه وتلك تترك اثارا كبيرة في مستوى الكلام لديهم. وكثير من الناس يندفع في الحديث على سجيت دون اي مراعاة او تحفظ , مما يجعلهم يخدشون آذان مستمعيهم بكلمات وتعبيرات سوقية مبتذلة , فيكونون انطباعات سيئة عنهم.

وبقطع النظر عن هذه السلبية , فان من المهم للإنسان ان يرقي اسلوب حديثه , وان يتحرر من بعض العادات الكلامية التي نشا عليها, فالتعبير الجميل ادب اسلامي رفيع؛ وفي حديث الشيخين: (لا يقولن احدكم خبثت نفسي , ولكن ليقل لقِسَت نفسي) .

ان الهدف من كل ما ذكرناه ليس النجاح في الاتصال فحسب , وإنما الارتقاء الذاتي , وعكس كل ذلك على البيئة التي نربي فيها انفسنا وصغارنا .

4ـ الاتصال عبر الهاتف :

يوفر لدينا الاتصال بالهاتف الكثير من الجهد والوقت , ويمكن القول : إنه لا ينبغي لأي منا ان يخرج من بيته او عمله لقضاء اي مصلحة , يمكن قضاؤها عن طريق الهاتف او الناسوخ (الفاكس) او ما شابه ذلك , فالوقت هو اغلى ما نملك , ويجب ان نتعامل معه بحكمة وحرص.

ولكن الهاتف باعتباره وسيلة اتصال , فان من الممكن ان نستخدمه على نحو يوفر علينا الكثير, ويمكن ان نستخدمه على نحو نقتل به اوقاتنا او نجعل منه مصدر ازعاج للآخرين ؛ ولذا فان هناك مجموعة من الافكار والآداب التي تساعدنا على اتباع الاسلوب الامثل لاستخدام هذه الوسيلة المهمة , نسوقها عبر النقاط التالية :

ـ علينا ان نحدد التاريخ والوقت المناسب للاتصال بالآخرين , فقد يكون وقت اتصالنا وقت عمل كثيف لهم او وقت نوم او طعام ... وعدم الانتباه لذلك , سيجعل اتصالنا مصدر ازعاج او ارباك لهم , كما ان فرص ردهم علينا ستكون ضئيلة .

ـ سيكون من المهم ان نقوم قبل الاتصال بتحديد المسائل التي ترغب في الحديث عنها , والنتائج التي نرغب في الوصول اليها او الامور التي نود اقناع من هاتفناه بها . وعلينا ان نحاول ألا تخرج المكالمة عما رأينا تحديده قدر الامكان ؛ لان ذلك قد يشتت ذهن من اتصلنا به , وينسيه الموضوع الاصلي للاتصال .

ـ اللطف مطلوب في السؤال عن الشخص الذي نريد محادثته , وذكر اسم المتصل مطلوب ايضا: وبعض الناس لا يذكر اسمه , ولكن يطلب ممن اتصل به ان يذكر اسمه ؛ وهذا مناف للأدب ؛ لان الذي بدا الاتصال بمثابة من طرق باب غيره, عليه ان يذكر اسمه , ويستأذن ويسلم. واذا رد على الهاتف شخص غير الذي نود محادثته , فمن الاليق ان نسلم عليه اولا , وان كان طفلا داعبناه , ثم نساله عن امكانية محادثة من نريد محادثته .

عندما يرد على الهاتف الشخص الذي نرغب في محادثته , فسيكون من اللطف ان نبادر الى سؤاله : هل هذا وقت مناسب لمحادثته . وعلينا ان نبدي له استعدادنا للاتصال به في وقت اخر. وليس من الملائم ان نقول له : هل انت مشغول , فقد يكون غير مشغول , ولكن لا يرغب في التحدث الى احد , فنضطره آنذاك الى الكذب. ولباقة المسلم تمنعه من احراج الاخرين .

ـ لنحاول اثناء المحادثة الهاتفية ان نجعل كلماتنا مفعمة بالحيوية والدفء , اذ ان كون مَن لا يرانا , يجعل من السهل عليه ان يكوّن عنا بعض الانطباعات الخاطئة , وينبغي ان نمتنع عن اي عمل اثناء المكالمة ؛ لان الطرف الاخر سيدرك اننا مشغولون عنه , واننا لا نهتم كثيرا للتحدث معه ؛ وسيكون الامتناع عن اي عمل اكثر اهمية .

ـ اذا كان ما سنقوله مهما او دقيقا , فالأفضل عدم الاتصال بالهاتف وترتيب لقاء لذلك او ارسال رسالة خطية. وسيكون من المفيد انهاء المكالمة كتابة ما تم الاتفاق عليه اذا كان الحديث يتعلق بمشروع او صفقة او اتفاق ما ؛ فالمرء قد ينسى ما يجب عليه ان يذكره بعد مدة .

قد يبتلى المرء بأقوام يحبون الثرثرة على الهاتف , ولا يقيمون اي وزن لأوقات الناس ومشاغلهم, وفي هذه الحالة يجب على الواحد منا ان يكون حكيما في الافلات منها , كما كان ابن الجوزي حكيما في انجاز بعض الاعمال اثناء زيارة بعض الثقلاء له .

وهناك اجراءات عديدة , تساعد المرء على ذلك : اشعار الطرف الاخر ان لدينا وقتا قصيرا للحديث معه , كان يقول احدنا : عندي وقت قصير للحديث معك , فارجو ان تسمح لي بدقيقتين من وقتك. ومنها الا يسمح للحديث بالخروج عن الموضوع الذي تم الاتصال من اجله .

 بعض الناس يتحدث واقفا من اجل الاختصار. وبعضهم ينهي السؤال عن الصحة والاحوال

الاجتماعية بأسرع وقت ؛ حتى يشعر الطرف الاخر باستعجاله. وكل هذا جيد ومفيد. وعلى كل حال فالحديث في الهاتف ذو جاذبية , وذو اغراء خاص لا بد من اجل المحافظة على الوقت من مقاومة ذلك الإغراء .

5ـ الخطاب المؤثر :

سنظل نستهدف التأثير في غيرنا , وايصال رسائلنا اليهم على اعلى درجة من القوة والوضوح؛ فذاك جزء من تحقيق وجودنا المعنوي. وسيكون ذلك اكثر حيوية اذا كان الواحد منا داعية أو محاضرا او معلما او سياسيا .

صحيح ان مضمون الكلام يستأثر بالتأثير الاساسي , لكن لا ينبغي الاستهانة بالأسلوب والقالب الذي نوصل به ذلك المضمون ؛ وكم من سلعة نفيسة اعرض عنها الناس لسوء تغليفها او سوء عرضها. وكم من عالم متبحر لا يلفت الانظار اليه ؛ لأنه لا يحسن شيئا من فن الخطاب المؤثر. وكثيرا ما يكون الفارق بين متحدث ناجح واخر مخفق هو الاهتمام والحرص على تجويد الخطاب واتقانه. واليك بعض الوصايا التي تجعل المخاطبين ينفعلون بما تقول , ويتأثرونه :

ـ لنختر لمحاضراتنا واحاديثنا عناوين جذابة ومعاصرة , وذلك من خلال ملامستها لمشكلة يعايشها الناس، أو من خلال علاقتها بحدث، يشغل بالهم، أو من خلال كونها تدل الناس على طريق من طرق النجاح. وعلى الواحد منا ان يتجنب السجع في العنوان ؛ فقد باتت الذائقة الثقافية المعاصرة تمجده , وقد كان مستحبا في غابر الزمان. ولكن يجب ان نكون على حذر من العناوين البراقة والجذابة التي لا تترجم مضمون حديثنا على نحو دقيق , ولا يتطابق معها. كما ان علينا ان نحذر من العناوين الكبيرة التي نعجز عن القيام بحقها.

ـ الاستشهاد بالآيات القرآنية والاحاديث النبوية والاقوال المأثورة مهم جدا لإعطاء المصداقية لما نقوله , وعامل مهم في دفع الوحشة عن كلامنا , ولكن لا بد دائما من نوع من التوازن بين الاستشهاد والتحليل , كما انه لا بد من الحذر من ليِّ أعناق النصوص وسوقها على نحو متعسف .

ـ سيكون من المستحسن دائما ان نزود السامعين بملخص من ورقة او ورقتين قبل بدء المحاضرة , نضمنه محاور المحاضرة والنقاط الاساسية فيها .

ـ للأرقام والاحصاءات والجداول سحرها الخاص اليوم , وعلى مقدار ما نضمن محاضرتنا منها يكون تأثيرها واقناعها , وتكون اثارتها للسامعين ؛ وكلما كانت الأرقام اكثر حداثة , كان وقعها في نفوس السامعين اشد.

ـ الربط بين الموضوع الذي نتحدث عنه وبين الاحداث الجارية ـ إذا كان ممكنا ـ سيكون مفيدا جدا ولا سيما اذا فعلنا ذلك في بداية المحاضرة ؛ حيث يثير اهتمام المستمعين اكثر فاكثر.

ـ استخدام الاسئلة أثناء المحاضرة في محاولة لأشراك الجمهور , والتجديد في الخطاب , ولكن لا ينبغي انتظار اجوبة عليها , وانما المراد ايجاد نقاط ارتكاز مشتركة اثناء الحديث؟ مثل قولنا: (كم يا ترى سنوفر على البلاد من مال لو اننا جميعا امتنعنا عن التدخين؟ ومثل : (كيف ستكون الحال لو ان كل واحد منا التزم ببرنامج قراءة ثلاث ساعات كل يوم ؟

ـ لا بأس بذكر بعض الجهود التي استغرقها إعداد العمل , كالقول : إن مسودات هذه المحاضرة قد بلغت مئة وخمسين صفحة , او القول: قد عملت في تحضير هذا الموضوع ثلاثة اشهر. وفي المقابل لا باس بالتحدث عن خبرات بعض المستمعين والحاضرين بالموضوع, وحاجة المتحدث الى بعض ملاحظاتهم حوله .

ـ اذا استطعت ان يشتمل حديثك على بعض الفاكهة، فافعل؛ لان ذلك سوف يضفي على اللقاء كله مسحة جميلة ممتعة , ولكن علينا ان نخشى دائما الاسراف في ذلك .

ـ لا تثبت نظرك في الاوراق التي امامك , وتهمل النظر الى وجوه القراء , فذاك اكبر مصدر للسأم والملل ؛ ولكن انظر الى الجمهور تارة , والى اسفل تارة مطرقا كأنك تفكر فذاك يثير في سامعيك التساؤل عما تريد قوله .

ـ تنظيم النقاط والفقر وتسلسلها عاملٌ مهمٌّ في مساعدة المستمعين على الفهم , فينبغي ان نحرص عليه قدر الامكان. وقد يكون احسن اسلوب لذلك , هو ان نقسم كل عنوان من العناوين الرئيسية الى عدد من النقاط , كان قول: واليك خمس ملاحظات حول سلبيات الامر الفلاني او نقول : إن اهم المبادئ التي يمكن استخدامها في ادارة اللذات اربعة وهكذا ...

ـ ولكن لنحاول ما استطعنا ألا نضخم الارقام ، اذ لا يستحسن أن تزيد على خمسة او ستة  فقدرات السامعين على استيعاب التقسيمات الكثيرة محدوة .

ـ قد يكون اللجوء الى تكرار بعض الافكار او المقاطع مفيدا في لفت انتباه السامعين الى ما تعده مهما , وذلك كما لو اننا لو كررنا قول احدهم: (اذا لم يكن لك روح عصر كانت لك كل شروره).

ـ ليكون وضعك الذهني والبدني في احسن حالاته , فنم جيدا قبل المحاضرة , ولا تتناول وجبة دسمة , وحاول تهدئة اعصابك عبر ممارسة شيء من الاسترخاء قبل الحضور الى مكان المحاضرة .

ـ لابد من مراعاة السرعة المناسبة اثناء الكلام والحد الادنى للسرعة هو (120) كلمة في الدقيقة. واكثر في المتحدثين , يبلغ متوسط سرعتهم في الكلام في حدود (200) كلمة . البطء الزائد في الكلام يجعل المستمعين يفقدون التركيز, ويشتت انتباههم. اما السرعة الزائدة , فتجعلهم غير قادرين على المتابعة , واستيعاب ما يسمعونه .

ـ احفظ مقدمة محاضرتك على نحو جيد , واقراها مرات عدة قبل القائها , واضبط الكلمات الصعبة بالشكل , وتأكد في كل الاحوال من انك قادر على مراعاة القواعد النحوية اثناء الالقاء.

ـ تفاعل مع موضوعك, واظهر ذلك التفاعل من خلال تعبيرات الوجه وحركات الجسم , فحيوية المحاضر ضرورية لجعل اللقاء كله حيا ومثمرا .

ـ لا تدع التشاؤم يسيطر عليك ؛ صوِّر الواقع كما هو , لكن لنزرع الامل بإمكانية التحسن والخلاص بشكل دائم .

ـ اختتم محاضرتك بملخص مركز يشتمل على اهم النقاط التي تتناولها. ويمكن ان يكون موضوع (الخاتمة) دعوة توجهها للمستمعين من اجل انجاز شيء ما او الابتعاد عن امر من الامور , او الاهتمام بقضية من القضايا .

الاستعداد المسبق لما يتوقع المرء من اسئلة يطرحها الجمهور, وعدم التردد في قول :(لا ادري) عندما يأتي سؤال لا يعرف جوانبه .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






قسم التربية والتعليم ينظّم جلسةً حوارية لملاكه حول تأهيل المعلّمِين الجدد
جامعة العميد تحدّد أهداف إقامة حفل التخرّج لطلبتها
جامعة العميد تحتفي بتخرّج الدفعة الثانية من طلبة كلّية الطبّ
قسم الشؤون الفكريّة يشارك في المؤتمر العلمي الدولي الخامس في النجف الأشرف