أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-7-2016
2172
التاريخ: 14-1-2016
2038
التاريخ: 16-1-2018
16736
التاريخ: 19-5-2017
2235
|
نظراً لأهمية وقدسية الزّواج فقد وضعت له مراسيم خاصة تنسجم مع مبادىَ الإسلام ورؤيته السليمة، وتمتاز بالبساطة والابتعاد عن مظاهر الاسراف والتكلف، ولا تخرج عن قواعد وحدود الشرع.
وتبدأ هذه المراسيم العبادية ـ الاجتماعية منذ أن يقرر الشاب الزواج بأن يصلي ركعتين ويدعو بعدهما بمأثور الدعاء ، فقد روي أنَّ الإمام الباقر (عليه السلام) سأل أبا بصير ، قائلاً له : (إذا تزوج أحدكم كيف يصنع؟ فقال : لا أدري جعلت فداك فقال (عليه السلام) : إذا همَّ بذلك فليصلِ ركعتين وليحمد الله عزَّ وجل وليقل: (اللهمَّ إني أُريد أن أتزوج، اللهمَّ فقدّر لي من النساء أحسنهنَّ خَلقاً وخُلقاً، وأعفّهن فرجاً، وأحفظهنَّ لي في نفسها ومالي، وأوسعهن رزقاً ، وأعظمهن بركة ، وأقضِ لي منها ولداً طيباً ، تجعله لي خلفاً صالحاً في حياتي وبعد موتي)(1).
بعد ذلك ينتخب الزوجة الصالحة ، وفق المواصفات التي ذكرناها آنفاً وتبدأ مراسيم الخطبة قبل العقد وذلك بإحضار جماعة من أهل الفضل والمعرفة إلى أهل المرأة ، ويستحب أن يلقي الخطيب أو من ينوب عنه خطبةً يستهلها بآيٍ من القرآن الكريم والحديث الشريف ، ثم يفضى إلى ذكر الغرض ، وهو خطبة المرأة وذكر مواصفاتها الصالحة وإيمانها وما إلى ذلك ، وفي السيرة النبوية وتراث الأئمة المعصومين (عليهم السلام) كثير من الخُطب المأثورة عنهم عليهم السلام في الزواج ، منها خطبة الإمام الرضا (عليه السلام) لنفسه في زواجه من أم حبيبة، وخطبة ولده الإمام الجواد (عليه السلام) لنفسه في زواجه من أم الفضل ، وغيرهما.
ويستحب الإعلان عن العقد والإشهاد عليه، وإيقاعه ليلاً عن الإمام الصادق (عليه السلام): (زفّوا عرائسكم ليلاً ، وأطعموا ضُحى)(2).
ويستحب الوليمة عند الزفاف يوماً أو يومين ، وأن يُدعى لها المؤمنون.
واتضح من خلال هذه المراسيم أن السمة الغالبة عليها هي عبادية فضلاً عن كونها اجتماعية، توجّه الزوجين للارتباط بالله تعالى واستمداد العون والتوفيق منه، ثم يتخللها أداء الصلاة والأذكار وقراءة القرآن والاطعام الذي يُذكر فيه ـ عادة ـ الجيران ويشمل الفقراء والمساكين.
ثم تأتي مراسيم الزفاف، ومما يدل على أهميتها أنه (لما كانت ليلة الزفاف ـ لفاطمة على الإمام عليّ (عليهما السلام) ـ أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ببغلته الشهباء ، وثنى عليها قطيفة، وقال لفاطمة: (اركبي) ، وأمر سلمان رضي الله عنه أن يقودها ، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يسوقها ، وكبّر (صلى الله عليه وآله وسلم) فوضع التكبير على العرائس من تلك الليلة)(3). وهكذا تتم هذه المراسيم العالية في أجواء من الطهر والفضيلة ، تتفجر فيها ينابيع المشاعر والأحاسيس الخيّرة، وتنطلق فيها الدعوات المخلصة إلى الله تعالى لكي يبارك للعروسين حياتهما الجديدة.
____________
1- مكارم الأخلاق : 205.
2- مكارم الأخلاق : 208.
3- مكارم الأخلاق : 208.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|