إذا كنت ممن يستخدمون هذه الصيغة فمن المفيد ان تدرك (الانحناءة) التي تقوم بها كلّما التمست مقابلة او مساعدة، حتى وان كان ذلك من أحد الاصدقاء. ما ان تفتح فاك حتى تتصرف كشخصية كاريكاتورية لأحد افراد البلاط المتملقين هل انت بلا قيمة الى هذا الحد؟ اجزم بانك لست كذلك (ارغب في التحدث اليه) أو (أود..) صيغة مناسبة اكثر من الماضي الشرطي. اذا كنت تخشى اثبات نفسك، تمرن على الاقل على التعبير عن رغباتك في صيغة المضارع. هكذا تكون نظرة الاخرين اليك افضل منذ البداية.

ولكن فلننظر الى الاشياء من وجهة اكثر براغماتية !

هل أنت حقا ادنى قدراً او قيمةً من رئيسك في العمل او اعلى قدرا او قيمة من التقني الذي يؤمّن صيانة المكاتب؟ الشعور بالدونية والشعور بالفوقية ضدّان يلتقيان للقضاء على كفاءاتك من دون مساعدة خارجية. أقترح عليك ان اساعدك على التخلص نهائيا من كل هذه المشاعر السامة من الناحية النفسية وذلك من خلال تمرين صغير يقوم على التقليد الايمائي البسيط. ليس عليك سوى إعادة مجموعات الايماءات المتتالية الواردة في ما يلي لكي تدرك السموم التي تمثلها هذه المشاعر التي لا سبب لها او غاية منها.

ـ اجلس بشكل مائل على كرسيك (على ردف واحد).

توحي هذه الوضعية بالخشية والخوف بشكل واضح. وفقا للإطار، تعني ايضا ضمنيا مناخا ذهنيا يلامس الشعور بالهلع. يدل هذا النوع من الوضعيات في اكثر الاحيان على شخص معقَّد نفسياً.

ـ امش وأرجع ذراعيك بشيء من المبالغة.

تشير هذه الحركة الى شخص مجاله العقلي ضيق جداً. يحلم بالخروج من الجمع او لفت انتباه الاخرين. يمكن ان تذكّرك هذه الطريقة في المشيء بالفتيان الذين يسيرون بايقاع واحد مقلدين الجنود في العروض العسكرية.

ـ مد رقبتك على نحو مبالَغ فيه .

وضعية نجدها عادة عند الاوائل في الصف الذين يحلمون بالارتقاء الى مستوى الاستاذ او بتجاوز بقية الصف او العلو فوقهم بطول رأس او نصف رأس.

عندما تجلس على كرسي او في مقعد، انتبه الى وضعية قدميك. فاذا كانتا راجعتين الى الوراء تحت الكرسي ومرتكزتين الى رؤوس الاصابع فان دراسة الوضعة من ناحية العلاقة بين القدمين ووظيفتهما تشير الى وجود شعور بالقلق.

ـ اشبك كاحليك مع وضع حافتي القدمين الخارجيتين على الارض وانت جالس في كرسيك.

ان مجرد وضع القدمين على الارض على حافتيهما يظهر خوفا عند الشخص من ان يبدو مثيرا للسخرية. وتميز هذه الوضعية نموذجيا المراهقين غير المرتاحين مع انفسهم. فهل انت نصف راشد نصف مراهق؟

ـ حاول تأكيد كل جملة من جملك بضحكة صغيرة متشنجة !

هذه عادة شائعة تظهر شخصية غير قادرة على اثبات ذاتها.

ها انت قد شفيت هكذا من صيغة الماضي الشرطية السيئة ! فإدراك معاني الايماءات والوضعيات هو افضل ما يمكن ان يزيل برمجة عادة كلامية مؤذية.

(أودّ كثيراً لو...)

ـ هل تعلمين يا (فلورنس) لدي اخبار جديدة بشأن انتقالي الى فرع اخر من الشركة.

ـ حقا؟ وماذا حصل؟

ـ اصبح الامر مؤكداً.

ـ لكنك لم تقبل، أليس كذلك؟

ـ بالطبع قبلت، نظرا للمرتب المعروض مقابل الانتقال.

ـ لكنني اود كثيرا يا (بيار) لو تستشيرني قبل ان تتخذ قراراً نهائيا يلزمنا نحن الاثنين!

ـ لقد حدثتك في الامر!

ـ ربما، ولكن لم يكن قد تقرر شيء بعد، واعطيتك رايي في الموضوع. لذا اود كثيرا لو تأخذ رايي بعين الاعتبار بين الحين والاخر.

ـ انا اخذ رايك بعين الاعتبار! لكننا بحاجة الى المال، اليس كذلك؟ الم تسأمي، انت، من شد الاحزمة طوال الوقت؟

ـ طبعا. لكن كل هذا التغيير سيكلفنا الكثير. من سيدفع مصاريف الانتقال الى منزل جديد؟ ووظيفتي؟ هل وقعت عقدك الجديد وانتهيت؟

ـ كلاً، ليس قبل خمسة عشر يوماً تقريباً.

ـ بيار، ارجوك، اود كثيرا لو تفكر في الامر قبل ان توقع!

حساسية الشعور ليست ضعفا او عيباً، لكنها تحذير يصدره شخص اكثر قابلية للانجراح تجاه شخص اخر يزعم انه اقوى واصلب من حيث الطبع والمزاج. يميل الاشخاص الحساسون الشعور، للأسف، الى النواح والتأوه بدلا من الكلام، وهي نبرة تهدّ اعتبارهم ومصداقيتهم. لو كانوا يعرفون كيف يُسمعون رأيهم وموقفهم بصوت عال ومفهوم لما كان لديهم أي سبب يجعلهم بهذه الحساسية المفرطة. تمتلئ أفواهُهم بالملامة والشكوى، ويتذمرون من ان لا احد يصغي اليهم. يصرفون افعالهم في معظم الاوقات بصيغة الشرط والاحتمال، ما يؤكد عدم قدرتهم على اثبات ذواتهم؛ لأنه لا يخطر ابداً في بالهم ان يؤكدوا مطالبهم بصيغة الحاضر من دون أي معنى شرطي. قد تكون هذه الصيغة الكلامية علامة تهذيب لكنها ايضا وفوق كل شيء طريقة لعيش حياتنا وكأننا نكتبها في مسودة من دون ان نلتزم بتبييض النسخة. في المعجم ان (حساسية الشعور هي طبع الشخص الذي يشعر بالاهانة بسهولة). انه فوق كل شيء شخص تؤدي عنده الفكرة التي يكونها عن نفسه الى تصدع كبريائه.