أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-1-2016
1632
التاريخ: 2024-09-09
294
التاريخ: 1-1-2020
7772
التاريخ: 22-1-2018
2516
|
ورد في الشريعة الإسلامية جملة من الآداب تتعلق بطعام وشراب الانسان ترجع عليه بالخير وعلى جسده بالصحة والعافية، ومخففة لبعض الأمراض التي قد تصيبه، وبيانها في ما يأتي:
قال الأصبغ بن نباتة سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول لابنه الحسن (عليه السلام) يا بني ألا أعلمك أربع كلمات تستغني بها عن الطب فقال بلى يا أبت قال (عليه السلام): لا تجلس على الطعام إلاّ وأنت جائع ولا تقم عن الطعام إلاّ وأنت تشتهيه وجود المضغ وإذا نمت فأعرض نفسك على الخلاء وإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب (1) .
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): المعدة بيت الأدواء والحمية رأس الدواء وعود كل بدن ما اعتاد لا صحة مع النهم ولا مرض أضنى من قلة العقل.
وروي من قل طعامه صح بدنه وصفا قلبه ومن كثر طعامه سقم بدنه وقسا قلبه(2) .
وقال أيضاً: (الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء وعود بدناً ما تعوّد).
وقال أبو الحسن (عليه السلام): (ليس من دواء إلاّ ويهيج داءً، وليس شيء في البدن أنفع من إمساك البدن إلاّ عما يحتاج اليه).
عنهم قالوا (عليهم السلام): (اجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء، فاذا لم يحتمل الداء فالدواء)(3)
ويستحب افتتاح الطعام والاختتام بقليل من الملح وله آثار منها عدم الوقوع بالجنون والجذام والبرص.
وأن يأكل على السفرة الموضوعة على الأرض فهو أقرب الى التواضع من رفعه على المائدة متأدباً بتعظيم النعمة خالعاً نعليه.
ويكره الاتكاء في الأكل، والاتكاء هو الميل الى أحد الشقين، وفي الطب الحديث ممنوع فانه لا ينحدر في مجاري الطعام سهلاً ولا يسيغه هنيئاً وربما تأذى به.
وورد أيضاً كراهة الأكل قائماً وماشياً إلا ما ينتقل به من الحبوب أو مع الضرورة.
ويقتصر على الغداء والعشاء، كما أمر به أبو عبد الله (عليه السلام) من شكى إليه كثرة الأوجاع والتخم فقال: تغد وتعش، ولا يأكل بينهما شيئاً فان فيه فساد البدن أما سمعت الله تبارك وتعالى يقول: { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم: 62] .
ولا يأكل وحده فعن النبي (صلّى الله عليه و آله): اجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه(4) .
ويسمّي الله تعالى في الابتداء لئلا يرافقه الشيطان فعن أبي عبد الله (عليه السلام): إن العبد إذا سمّى قبل أن يأكل لم يأكل الشيطان معه وإذا لم يسمّ أكل معه(5) .
والأحب عند تعدد الألوان التسمية في كل لون لرواية داود بن فرقد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ضمنت لمن سمى على طعام أن لا يشتكي منه(6) .
فقال ابن الكوا: يا أمير المؤمنين لقد أكلت البارحة طعاماً فسميت عليه فآذاني؟
قال: فلعلك أكلت ألواناً فسميت على بعضها ولم تسم على بعض(7) .
قال: نعم.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما اتخمت قط لأني ما رفعت لقمة الى فمي إلا سميت(8) .
ويجهر بها تذكيراً للغير، وإذا نسي التسمية في الابتداء قال عند الذكر: بسم الله على أوله
وآخره.
وأن يأكل من أمامه، فروي أن النبي (صلّى الله عليه و آله) كان يأكل الثريد ومعه إعرابي فجعل الأعرابي يأكل من هنا ومن هنا فأخذ (صلّى الله عليه و آله) بيده ووضعها أمامه وقال: كل مما يليك فإنه طعام واحد، ثم رفعت القصعة وأُتي بطبق من رطب فجعل رسول الله (صلّى الله عليه و آله) يلتقط منها ويجول في الطبق والأعرابي يأكل مما يليه فأخذ بيده وأدارها في الطبق وقال: التقط فإنه طعام مختلف (9) .
ولا يأكل جُنباً فهو يورث الفقر، ولا من ذروة القصعة فإن الذروة فيها بركة، ولا من وسطها بل من جوانبها، ولا بالشمال ويكره بها سائر التناولات أيضاَ إلا مع الضرورة.
ويستحب إحضار البقل على المائدة فإنه يحضر الملائكة ويطرد الشيطان.
وفي رواية: لكل شيء حلية وحلية الخوان البقل والخل، فهو ينفي الفقر ويشد الذهن ويزيد في العقل ويسكن المرار وينير القلب وكان أحب الأصباغ الى رسول الله (صلّى الله عليه و آله)(10)
ويكره الأكل الحار جداً حتى يبرد، فهو أعظم بركة وأكمل لذّة وأصلح هضماً وأقل غائلة سيّما في أبان الصيف، وهو من السنّة.
فورد أنه قُرّب الى رسول الله (صلّى الله عليه و آله) طعامٌ حار فأمر بإقراره حتى يبرد وقال: ما كان الله ليطعمنا النار(11) .
ولا ينفخ فيه فيبرد أو في الطعام مطلقاً، سيّما إذا كان معه غيره.
ويُقدّم في الأكل الفاكهة على غيرها سيّما اللحوم إن كانت، فهو أوفق بالطب، لأنها أسرع استحالة فلا يقدم عليها الأغذية الغليظة لئلا تستتبعها على فجاجتها مجاري الكبد وقد نبّه الله سبحانه وتعالى على ذلك بقوله:{وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة:20، 21].
ولا يأكل الفاكهة إلا بعد أن يغسلها فعن أبي عبد الله (عليه السلام): إن لكل فاكهة سماً، فإذا أتيتم بها فمسّوها بالماء أو اغمسوها في الماء، يعني اغسلوها (12) .
ولا يقشّرها فورد أنه أكل غلمان أبي عبد الله (عليه السلام) فاكهة فلم يستقصوا أكلها ورموها فقال (عليه السلام): سبحان الله إن كنتم استغنيتم فإن أناساً لم يستغنوا أطعموه من يحتاج اليه(13) .
ويحسن الأكل عند الأخ المؤمن من غير احتشام ففي عدّة روايات أنه بذلك يستبين محبته له، وفي النبوي: أشدّكم حبّاً لنا أحسنكم أكلاً عندنا(14) .
ويكره الخلط بين الأطعمة على وجه يستقبح منظره مثل الدهن في الخل وبالعكس، والجمع بين التمر والنوى في الطبق، والتكلم بما يذكّر القاذورات والأهوال، فهو يوجب انقباض الطبيعة عن الأكل.
ويتجنب الشرب في أثناء الأكل، فهو مما يخالف بين الهضوم، إلا لتعلق لقمة بالحلق لا يسوغ إلا به، أو صدق العطش دون الحاصل من بلغم مالح في فم المعدة كلّما روعي بالشرب ازداد، فهو يقلل الهضم بإطفائه الحرارة الفاعلة.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه مادة لكل داء وأن الناس لو أقلّوا من شرب الماء لاستقامت أبدانهم(15) .
ويستحب تخليل الأسنان وتنظيفها فهو من الثلاث التي نزل بها جبرائيل عليه السلام.
وليكن بغير عود الرمان وقضيب الريحان فهما يهيجان عرق الجذام، ولا الآس فهو يحرّك عرق
الأكلة ولا الخوص وهو ورق النخل، ولا القصب فإن رسول الله (صلّى الله عليه و آله) كان يتخلل بكل ما أصاب ما خلاهما.
وورد في عدة روايات أن الخلال تصحيحاً للثّة والنواجد وتطييباً للفم عمّا يتغيّر فيه وجلباً للرزق ومسرّة للملائكة.
ويستلقي بعد الطعام على قفاه واضعاً رجله اليمنى على اليسرى، كما روي عن الامام الرضا (عليه السلام) قولاً وفعلاً.
ولا يدع العشاء ولو بكعكة أو لقمة من خبز أو شربة من ماء ففيه ورد في عدة روايات أنه مهرمة وأول خراب البدن، ولا سيما للكهل والشيخ فعن أبي عبد الله (عليه السلام): ينبغي للرجل إذا أسن أن لا يبيت إلا وجوفه ممتلئ من الطعام(16) .
وفي آخر: لأنه أهدأ لنومه وأطيب لنكهته(17) .
ويستحب في الشرب أخذ الكوز باليمين إلا لعذر، ولا يشرب في نَفَسٍ واحد وإن كان هو اللذة، بل نفسين والأفضل ثلاث أنفاس يقطعه ويتنفس ثم يعود اليه، مفتتحاً بالتسمية ومختتماً بالتحميد في الثلاث وهو من السنّة فإنه شُرب رسول الله (صلّى الله عليه و آله).
وورد: مصوا الماء ولا تعبوه عباً فإن الكباد من العب(18) .
والعبّ شرب الماء بغير مص والكباد كغراب داء الكبد وهذا مما حذّر منه الأطباء أيضاً سيما في الشتاء.
ويشرب قائماً بالنهار فانه أقوى وأصح للبدن وأدر للعرق ويمرئ الطعام.
وجالساً بالليل فإن القيام فيه يورث الماء الأصفر.
ولا ينفخ فيه ولا يتنفس فيه، بل ينحّيه عن فمه إذا أراد ذلك، ولا يتجشأ في الكوز، بل ينحّيه ويصرف وجهه ويحفظ أسفله عن الترشح عليه وتلويث ثيابه(19) .
ومن طب الأئمة (عليهم السلام) ما رواه الفريقان عن أمير المؤمنين عليه السلام فيمن اشتكى اليه وجع بطنه أنه أمره أن يستوهب من مهر امرأته أو يستقرض منه شيئاً يطيب به نفسها ثم يشتري به العسل ويمزجه بماء السماء فيشربه قال: فإني سمعت الله يقول في كتابه:{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا} [ق: 9].
وقال: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69].
{فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} [النساء:4] (20) وإذا اجتمعت البركة والشفاء والهنيئ والمرئ شفيت إن شاء الله، ففعل فشفي(21) .
_______________
1ـ الدعوات للراوندي:74ح173.
2ـ الدعوات للراوندي:78ح187.
3ـ عن طب الائمة (عليهم السلام) لابن سابور الزيات:4-5.
4- التحفة السنية:310
5- الكافي:6/294ح11.
6- مكارم الاخلاق:142.
7- الكافي:6/295.
8- جواهر الكلام:36/454.
9- التحفة السنية.
10- مكارم الاخلاق:176.
11- الكافي:6/322.
12- الكافي:6/350.
13- وسائل الشيعة:24/373ح30813.
14- مستدرك سفينة البحار:6/529.
15- جواهر الكلام:36/506،والتحفة السنية:312.
16- الكافي:6/288.
17- من لا يحضره الفقيه:3/359.
18- مستدرك الوسائل:17/6 ومكارم الاخلاق:31.
19- التحفة السنية: 313.
20- وصدر الآية:{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}[النساء: 4]
21- التحفة السنية:344.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|