أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-6-2016
2725
التاريخ: 2-6-2016
2021
التاريخ: 1-6-2016
8704
التاريخ: 2024-03-05
809
|
مسكن النحل
1- ان موطن نحل العسل في الأساس هو الغابة, فهي موطنهم وبيئتهم الطبيعية, مثلهم في ذلك مثل الطيور والحيوانات المتوحشة.
ان الغابة منذ بواكير الربيع وحتى نهاية الخريف تؤمن الغذاء للنحل. والأشجار في الغابة تحمي النحل من العواصف والرياح القوية, وكذلك من اشعة الشمس المحرقة. وهواء الغابة رطب في الصيف وبارد , ونباتاتها غضة وغزيرة الرحيق؛ اما في الشتاء فان الغابة تؤمن الهدوء وتكون اكثر دفئاً من الاماكن المفتوحة. في الظروف الطبيعية تجد طوائف النحل لها مساكن داخل تجاويف الأشجار.
في الحقيقة ان النحل في الازمنة الموغلة في القدم , عاش مثل الطيور, حيث كانت طوائف النحل تبني اعشاشها في الهواء الطلق. مثل تلك الاعشاش المبنية من الشمع واوراق الاشجار نلاحظ ان طوائف النحل الهندي تبنيها حتى الآن محافظة بذلك على عادات الأسلاف القدماء. اما في الجبال فان النحل يبحث انفسه عن مسكن داخل شقوق الصخور , او التجاويف تحت الصخور او داخل المغاور الصغيرة , يلجأ النحال الى ذلك عندما لا يجد لنفسه مسكناً مناسباً داخل سوق وتجاويف الأشجار.
2– يستخدم النحل الشمع في بناء خليته, وهي مادة تفرزها الشغالات من غددها الشمعية.
في فصلي الربيع والصيف يمكن مشاهدة صفين من الغدد البيضوية على بطن الشغالات الفتية تنتج قطعاً على شكل حراشف بيضاء مائلة الى الصفرة , انها رقائق شمعية على شكل مخمسات مصقولة , انها اللبنات التي يستخدمها النحل في بناء الاقراص الشمعية.
احياناً يتم هدر وضياع تلك الرقائق الشمعية , ولا سيما عندما تنتقي الحاجة لبناء أقراص شمعية. عند ذلك يمكن مشاهدة كمية كبيرة من تلك الرقائق في أسفل الخلية. احياناً يقوم النحل بتخزين الشمع الزائد على العوارض الخشبية للإطارات او على سقف الخلية , يجمعها على شكل كتل , يبني منها عبارات لتنقل النحل , وجسور عبور , أو أنفاقاً , أو يمكن ملاحظة وجود كتل من الشمع على شكل ناميات في مختلف أرجاء الخلية. مع بداية الربيع تستخدم الشغالات هذا الشمع في ختم العيون السداسية الحاوية على اليرقات. كل كيلو غرام شمع يتألف من خمسة ملايين رقاقة شمعية. تقوم الشغالات أيضاً بتبطين قاعدة العيون السداسية , وتشمع جدران الخلية بها , وتغلق الشقوق وتملأ التجاويف , اي تقوم بعملية ترميم وصيانة لجدران الخلية الخشبية.
3– ان الشمع مادة ممتازة لعملية البناء.
انه مادة عازلة رائعة, تحافظ على دفء الخلية يصبح ليناً عند ارتفاع درجة الحرارة, مما يسهل على الشغالات المهندسات بناء الأقراص الشمعية. ان الشمع مادة معمرة جداً لا تحلل ولا تتفسخ بفعل الجراثيم , والميكروبات لا تستطيع ان تعيش داخلها. مادة الشمع لا تتأثر بالحموض. ان الشمع مدهش بخواصه المتعددة وخفته ولدونته ومرونته. ان من ينتج الشمع ويجيد البناء به يعتبر من امهر مخلوقات الله على الأرض.
4– ان في هندسة بناء الأقراص الشمعية ابداع الى حد الإعجاز.
تتألف الأقراص الشمعية من خلايا سداسية ذات شكل هندسي موشوري منتظم. وجدران العيون السداسية رقيقة جداً , فهي بثخانة الورق , أي لا تتعدى ثخانتها 1/10 من الميليمتر. يتألف قعر كل خلية سداسية من ثلاثة معينات صحيحة. ان عمل هذه الحشرات الطبيعية في مجال البناء ودقتها التكنولوجية تفوق التصور, انها مهندسات بناء مدهشة. لقد استفاد المهندسون المعماريون كثيراً من النحل في ايجاد الحلول الهندسية المناسبة للعديد من المعضلات التي صادفتهم في مجال البناء. ان تصميم وطريقة بناء الأقراص الشمعية تصل لدرجة الكمال في روعتها ودقتها.
انها تستهلك أقل كمية من مواد البناء, لكنها تؤمن لقرص الشمع متانة عالية وسعة عظمى لتخزين الغذاء. ان بناء الاقراص الشمعية ذات الخلايا السداسية تؤمن استغلالاً اعظمياً للمساحة داخل خلية النحل.
5– حياة جميع الحشرات الاجتماعية تخضع لقوانين الاقتصاد.
فقط نحل العسل وصل الى مستوى عالٍ من الرقي , بينما خلية الدبور الاحمر بنيت فيه العيون بشكل دائري , لذلك يوجد الكثير من هدر المساحة. بينما في اقراص نحل العسل لا توجد اي مساحة تذهب هدراً : كل جدار العين سداسية يكون جداراً لعين سداسية اخرى. وحسب اقوال دارون : لا يوجد اي مثيل يشبه دقة بناء الأقراص الشمعية لنحل العسل من حيث درجة الكمال المطلق في البناء والاستغلال التام والطبيعي للمساحة. ليس من العبث مقارنة خلية النحل بمخططات قصر تم بناءه من الشمع والذي اثار دهشة واعجاب علماء الطبيعة وعلماء الرياضيات الأقدمين.
6– يبني النحل أقراص الشمع بشكل عمودي. يتعلق شكل بناء اقراص الشمع بشكل الخلية الطبيعية, التي هي في الأساس ساق شجرة وهي المسكن الطبيعي لطوائف النحل.
حتى في الجبال , عندما يختار النحل مكان سكنه في شقوق الصخور او داخل التجاويف الصخرية. حيث باستطاعة النحل ان يبني اقراصه الشمعية بشكل افقي لكنه لا يفعل ذلك بل يبنيها بشكل عمودي , لأن بناءها بتلك الطريقة مناسب واكثر سهولة على النحل من الشكل الأفقي. تقوم النحلات المهندسات أولاً بتشكيل ورشة بناء ضخمة على شكل عنقود كبير من الشغالات يتعلق بالسقف , ثم تثوم الشغالات ببناء القرص الشمعي ابتداءاً من الاعلى والى الاسفل وتثبيته بقوة الى سقف الخلية. اثناء تجميع عنقود النحل بشكل كثيف الى بعضه البعض يؤمن رفع درجة الحرارة , فتؤمن طراوة مناسبة للرقائق الشمعية تسهل من عملية البناء. وهكذا يبدأ قرص الشمع بالظهور ويكبر شيئاً فشيئاً حتى يصل الى الحجم المطلوب. يمكن مشاهدة أقراص شمع ضخمة جداً تصل الى ارتفاع اكثر من 2-3 م في حال كان تجوي ساق الشجرة كبيراً.
بالتأكيد ان بناء مثل تلك الاقراص الشمعية الضخمة لا يتم على الفور , بل ربما يستغرق ذلك سنة او سنتين. تقوم الطائفة ببناء الأقراص الشمعية حسب الحجم الذي تحتاجه. ان النحل يحب المسكن الواسع. ان المسكن الضيق يكون مكتظاً , يقلل من قدرة النحل على حرية الحركة والعمل. في خلية النحل العادية يتوضع عادة 6-8 اقراص شمعية ونادراً يصل العدد الى 10 اقراص. يبني النحل اقراصه الشمعية بشكل متواز. يتم المحافظة بدقة بالغة على مسافة ثابتة بين كل قرص شمعي والذي يليه بحدود (12.5مم). هذه المسافة بين الاقراص يستخدمها النحل كممرات وطرق تنقل تؤمن له حرية الحركة دون عائق داخل الخلية. ان النحّالين يسمونها المسافة النحلية , يبني النحل نقاط عبور بين الاقراص على شكل معابر صغيرة , يستخدمها النحل للتنقل من قرص شمعي الى اخر.
7– ان قرص الشمع من حيث الاستخدام يعتبر متعدد المهمات.
ان كل عين من العيون السداسية التي يتألف منها قرص الشمع يمكن ان تكون مهداً أو حاضنة لتربية البيوض واليرقات اي النسل, ومخزناً لتخزين العسل او غبار الطلع, وغطاء عازلاً لحماية النحل من البرد شتاءً. قرص الشمع: هو ناطحة السحاب الخاصة بالنحل والتي تتألف من عشرات الألوف من الغرف, وكلما كان عدد تلك الحجرات كبيراً كان ذلك اسهل على النحل تربية أعداد كبيرة من الأجيال المتلاحقة, وتخرين الكثير من العسل وحبوب اللقاح. ان حجم الطائفة ونموها وكمية ما تخزنه من عسل وغبار طلع يتعلق بحجم الخلية. لذلك تعتبر الاقراص الشمعية عي خزائن الذهب بالنسبة للمنحل ورأسماله. في المناحل الحديثة, يخصص لكل طائفة من النحل 50-60 قرصاً شمعياً. بإمكان النحل ان يبني العديد من اقراص الشمع, وذلك تابع لشروط محددة: اهمها كمية الرحيق المتوافرة في المراعي ؛ فاذا كانت كمية الرحيق ضعيفة يؤدي ذلك الى قلة نشاط الخلية. عندما يحصل النحل على رحيق طازج وحبوب لقاح بغزارة , هذا يؤدي الى تنشيط غدد إفراز الشمع. لذلك ليس مصادفة ان اول اعمال الإصلاح التي تقوم بها النحلات المهندسات في خليتها تبدأ في الربيع عندما يقام اتصال وثيق بين النحلة وازهار النباتات.
8– ان اول اشارة دالة على بداية افراز الشمع هي مشاهدة اقراص شمعية بلون ابيض «الاقراص الشمعية البيضاء».
مثلما يقوم الانسان بدهان مسكنه, يسعى النحل ايضاً مع بداية الربيع فعلياً الى تبييض خليته. عملياً التبييض هذه عبارة عن ترميم الاقراص الشمعية, اي ط العيون السداسية. يبدأ النحل بمط واتمام بناء العيون السداسية في الأقراص الشمعية البعيدة عن مدخل الخلية الواقعة في اعلى الاقراص اولاً, حيث يتم تخزين العسل الطازج في العيون السداسية, ثم يتم ختمها بأغطية من الشمع الرقيق. انظروا الى تلك الاقراص التي تم تبييضها من الجانبين – تشاهدون اقراصاً شمعية تم ترميمها وعيوناً سداسية نظيفة. بعد ذلك يقوم النحل بإصلاح الاقراص الشمعية المتضررة, ثم يتم بناء الاقراص الشمعية غير المكتملة, اي يقوم النحل بترميم واصلاح وتجديد الاقراص الشمعية في خليته بالكامل. في هذا الوقت يتم بناء اقراص شمعية جديدة بعيون سداسية مخصصة لتربية يرقات الشغالات فقط.
9– الاقراص الشمعية الربيعية هي الاثمن والافضل.
يسعى النحّال المجرب الى الاستفادة الى اقصى حد من الفترة الربيعية الخيرة, وذلك باستكمال مخزونه من الاطارات الشمعية الطازجة, اي التحضير الجيد لمرحلة جني العسل. عندما يبدأ النحل بتربية الذكور, يبنون اقراصا شمعية ذات عيون سداسية اوسع واكثر عمقاً من تلك المخصصة لتربية النحلات العاملات. ليس من المستحسن ترك النحل يبني الكثير من العيون السداسية الذكرية , لأنها تنتج الكثير من البذور المستهلكة للعسل والعاطلة عن العمل. ان الطوائف القوية وحدها قادرة على انتاج اقراص شمع ممتازة.
10– ان طوائف النحل الضعيفة ليس بإمكانها بناء اقراص الشمع في الربيع.
مع بداية موسم تفتح الازهار في فصل الربيع حيث موسم فيض افراز الرحيق, في هذه الحالة تسارع طائفة النحل الى جني وتخزين ما تستطيع من احتياطات الغذاء, حتى ان الطائفة تزج الشغالات المتخصصات في اعمال البناء لجني الرحيق وتكثيفه وتحويله الى عسل. يستخدم الشمع المفرز من قبل تلك الشغالات فقط لختم العيون السداسية المليئة بالعسل الناضج. يبدو في خلية النحل ان كل شيء مرتب ومنظم, وكل شيء يوضع في نصابه بدقة. في الاعلى مكان للسكن, انه المكان الاكثر امناً في الخلية, حيث لا يستطيع الاعداء الوصول اليها, لذلك يلجأ النحل الى تخزين ثروته الثمينة من العسل في القسم العلوي من الاطارات الشمعية. ان العسل مصدر الحياة والقوة والصحة بالنسبة للنحل. وهو المخزون الغذائي للطائفة في الطبقة السفلى حيث يمر الهواء الطازج والغني بالأوكسجين بحرية, هناك تربي الطائفة ابنائها, في الاطارات الشمعية الموجودة في الطبقة السفلى تضع الملكة البيوض وتتولى العاملات تربية اليرقات.
12– في الاقراص الشمعية المليئة باليرقات يترك النحل قسماً منها فارغاً.
في الجزء السفلي من الاطار يترك النحل حيزاً منه حراً دون اشغال , وكأن النحل يتركه احتياطاً لأعمال طارئة. ان هذه الامكنة الفارغة تؤدي دوراً مهماً جداً , حيث يقوم النحل بعملية التخزين المؤقت لما يجنيه من رحيق الأزهار. هنا يقوم النحل بتهوية وتجفيف الرحيق واغنائه بالخمائر والحموض ويحوله الى عسل. اذا ما تمعنت في نهاية اليوم في القسم الاسفل من الخلية , سوف تشاهد انها مليئة بسائل العسل الطازج , في صباح اليوم التالي , يقوم النحل بنقل العسل الناضج الى الأطر العلوية , وتصبح العيون السداسية السفلية فارغة من جديد تنتظر وجبة جديدة من الرحيق.
13– يهبط في فصل الصيف قسم من النحل الى اسفل الخلية, بسبب الضيق والاختناق.
اما في الشتاء, ان القسم غير المأهول من الخلية , يلطف اثر درجات الحرارة المنخفضة , يساعد في التخلص من غاز ثاني اوكسيد الكربون وبخار الماء الناتج عن تنفس عنقود النحل, وبما انه اثقل من الهواء فانه يهبط الى الاسفل. كما نلاحظ ان النحل يحتاج الى خلايا واسعة. في الاحوال الطبيعية لا يختار النحل أبداً السكن في خلايا ضيقة , ان الحل دائماً يختار الأماكن الواسعة لسكنه.
14– تتغير مع الزمن الاقراص الشمعية لطائفة النحل.
ان اقراص الشمع حديثة البناء, تكون بيضاء اللون كالسكر. بعد ذلك مع الزمن يتغير لونها ليصبح عاتماً , ثم اصفر. ان اللون العاتم الذي يكتسبه الشمع ناتج عن قيام النحل بطلاء خلايا العيون السداسية من الداخل بالعكبر (العكبر يقتل الجراثيم ويحمي اليرقات) , وكذلك بسبب لون حبوب اللقاح. بعد تفقيس جيلين من اليرقات في تلك الأقراص الشمعية تصبح بلون بني فاتح. بعد جيلين يصبح اللون بنياً , او بعد 12 جيل يصبح لون الشمع بنياً قاتماً يميل الى السواد. هذا ناتج عن قيام اليرقة عندما تنمو بغزل خيط رفيع جداً أصفر اللون.
ثم تقوم بنسج شرنقة حول جسمها , تلتصق الشرنقة بجدران العين السداسية وقعرها وبالتالي تزيد من سماكة الجدران وتجعل لونها قاتماً مائلاً للسواد مع تكرار تربية اليرقات في العيون السداسية.
يتغير حجمها: اذا كان قطر العين السداسية يبلغ 5.6 مم, فانه يصبح بعد تربية 15 جيلاً من اليرقات اقل ويبلغ 5.2 ملم, ويتغير ايضاً ارتفاع الجدران. وهذا ليس ناتجاً عن بقاء الشرنقة بل بسبب بقاء براز اليرقة في قعر العين السداسية. ان تربية اليرقات في مثل هذه العيون السداسية الصغيرة الحجم وقليلة الارتفاع يؤدي الى تفقيس حشرات صغيرة الحجم وضعيفة القوة الجسمية وصغيرة الوزن.
15– يحاول النحل بغريزته اصلاح اقراص الشمع القديمة.
يقوم النحل بقرط الشرنقة في العيون السداسية , يمط جدرانها , يبذل في سبيل ذلك الكثير من الطاقة والجهد والوقت. تضيق المسافة بين الاقراص الشمعية , مما يؤدي الى قلة السعة داخل الخلية , وبالتالي الى ضيق واختناق النحل داخل الخلية.
قد يحصل وتترك طائفة النحل خليتها القديمة بسبب قدم اقراص الشمع , ولو كانت مليئة بالعسل , وتبحث عن مسكن جديد ناسية مخزونها الثمين من العسل. هنا يأتي دور النحّال , عليه ان يستبدل الاطارات الشمعية القديمة باخري جديدة لكي يحصل على طوائف نحل قوية , وعليه ان يحافظ على احتياطي كاف من الاقراص الشمعية الجيدة.
16– عندما بدأ الانسان بتربية النحل, شرع بتحضير خلايا مشابهة لتلك التي يسكنها النحل بشكل طبيعي.
في البداية كان الحصول على الشهد والعسل من خلايا قطع الاشجار المجوفة , او تلك التي جوفها النحل لكي يسكنها كالجرون الخشبية او السلال المجدولة من الاغصان او القصب والقش , ويكون عن طريق قصها او كسرها. بعد ذلك صنع الانسان الخلايا الخشبية الحديثة ذات الاطارات المتحركة , والتي تتميز عن تلك القديمة بإمكانية مراقبة عمل طائفة النحل ومساعدتها عند الحاجة (تقليل او زيادة عدد الاطر الشمعية , تتغير الاطر القديمة , واطر الذكور باخري جيدة , تبديل الملكة غير المخصبة باخري نشيطة وفتية ’ تغذية الطائفة عندما يكون مخزون الغذاء قليلاً) , والحصول على العسل الفائض عن حاجة طائفة النحل.
17– ان استخدام خلية النحل الحديثة تمكن النحّال من التحكم بسهولة بطائفة النحل واستخدام قدرات النحل في مجال تلقيح المزروعات وجمع العسل.
تتميز الخلايا الحديثة بتعدد اشكالها. قلة من النحّالة يتجنبون إغواء تصنيع خلاياهم الجيدة , لا سيما المبتدئين منهم. انهم على قناعة ان معظم الخلايا بسيطة وغير كاملة المواصفات. اما في واقع الأمر: ان الخلايا الحديثة عبارة عن صندوق عادي. يصعب تصور ان مثل تلك الحشرات الخارقة وشديدة التنظيم, كنحل العسل يمكنها ان تعيش في مثل ذلك الصندوق البسيط يبدو فقط للوهلة الأولى ان جودة وكمال الخلية تكمن في بساطة تركيبها. في جميع انحاء العالم اشتهرت ثلاثة اوان رئيسية من الخلايا: خلايا متعددة الطبقات وذات الاثني عشر إطاراً والافقية. هذه الأنواع الثلاثة تنتج صناعياً, وبها تربى طوائف النحل حالياً.
18– تعتبر افضل الخلايا الحديثة تلك التي تشابه ساق الشجرة المجوف, أي الخلية متعددة الطبقات العمودية.
في مثل هذه الخلايا يستطيع النحل ان يعيش كما اعتاد ان يعيش عبر ملايين السنين. كونها توافق طبيعته. ان تلك الخلايا تحقق ايضاً المتطلبات العملية للتربية الحديثة للنحل على المستوى التجاري او مستوى الهواة. ان الخلية الحديثة متعددة الطبقات معروفة ومستخدمة منذ 130 سنة. اثناء هذه الفترة الزمنية الطويلة , تم ادخال تحسينات عديدة عليها الى ان وصلت الى درجة الكمال. في الدول ذات التطور الكبير في مجال تصنيع العسل مصل الولايات المتحدة وكندا واستراليا عمدت الى استخدام الخلايا الحديثة متعددة الطبقات في تربية طوائف النحل لمزاتها الجيدة. حتى تلك الخلايا اصبحت منتشرة بشكل في اوربا وآسيا. ان الخلايا متعددة الطبقات , يمكن تركيبها وجمعها بسهولة ؛ قد تتألف من 5-7 طوابق 2-3 طوابق : لتربية الحضنة و 3-4 طوابق اقل حجما كعاسلات (صناديق بقياس التربية في الخلية الحديثة من حيث الطول والعرض , لكن ارتفاعها أقل , وبالتالي اطاراتها اقل ارتفاعاً , وهي تستخدم لجني العسل فقط.) لتخزين العسل. تتألف الخلية الحديثة من : الصندوق , القاعدة السفلية , لوحة الطيران , الغطاء الداخلي , الغطاء الخارجي , الاطارات الخشبية , حاجز الملكات. يمكن التحكم بحجم الخلية الحديثة تبعاً لعدد طائفة النحل التي تعيش فيها , وحسب كمية الرحيق الذي يتم جنيه. في ذروة فصل فيض الأزهار قد يصل حجم الخلية الى 6 طوابق , أما في بداية الربيع يكفي طابقان.
19– يجب ان توضع الخلايا الحديثة متعددة الطبقات على كرسي ذي متانة عالية.
يجب استخدام كراس متينة لكي تتحمل ثقل الخلية الكبير ولا سيما عندما يكون عدد الطوابق أعظمياً. ان الكراسي الأكثر شيوعاً هي تلك التي تكون بقياس القاعدة السفلى للخلية بارتفاع 7-9 سم , حواف ضلعها من الأمام تنشر بزاوية قدرها 45° لتثبيت لوحة الطيران التي تستخدم كمهبط للنحل العائد من المرعى الى الخلية , ولا سيما تلك الحشرات العائدة وهي تحمل حملاً ثقيلاً من الرحيق وغبار الطلع , لأنها لا تستطيع الدخول فوراً عبر فتحة الخلية , لذلك من المناسب للنحل العائد الهبوط على لوحة الطيران المائلة , التي تستخدم للاستراحة واخذ نفس قبل الدخول الى داخل الخلية مشياً عبر باب الخلية , اذا لم يكن هناك لوحة طيران قد تقع النحلات بالغذاء على العشب , وهذا يكون ضاراً اذا كان رطباً او اثناء المطر او الندى , وسوف تجد النحلة صعوبة بالغة في الدخول الى الخلية وستهدر الكثير من الجهد والوقت.
20– يمكن تصنيف خلية الاثني عشر إطاراً على انها خلية عمودية.
ان طولها وعرضها متساويان 450 ملم , ارتفاعها من الداخل 330 ملم. ان اطاراتها اعلى مما في الخلية متعددة الطوابق بمقدار 70مم. وقياسه 300×435ملم. يمكن اضافة عاسلتين الى ثلاث لتخزين العسل. من مساوئ هذه الخلية ان قاعدتها مثبتة بأحكام مع الصندوق بواسطة المسامير هذا يشكل صعوبة في الاعتناء بالنحل.
21– في الوقت الحاضر, تنتج الخلية ذات الاثني عسر اطاراً بقاعدة متحركة غير مثبتة.
يتم في هذه الخلايا غالباً استعمال قطع من قماش (الشوادر) بدلاً عن السقف الخشبي او تستخدم الواح خشبية رقيقة. يكون الغطاء الخارجي بارتفاع 80 ملم يثبت مع الصندوق بواسطة التفريز. عندما يكون الصندوق الإضافي غير مستخدم من قبل النحل , عندها يوضع تحت الغطاء من اجل وضع مخدات التدفئة شتاءاً ان حجم الخلية ذات الاثني عشر اطاراً لا يعتبر كبيراً ولا سيما عندما تكون المليكة شديدة الاخصاب , فان الخلية تضيق بإطارات اليرقات , لذلك يمكن استخدام خلية بصندوقين.
22– يوجد ايضاً خلايا افقية.
ان هذه الخلية تشابه صندوقاً متطاولاً لـ 16-20 , واحياناً لـ 24 إطاراً خشبياً بقياس 300×345 مم. في هذه الخلايا تتوسع خلية الطائفة افقياً وليس عمودياً كما في الخلايا الطابقية العمودية. ان الخلية الأفقية ذات الـ16 إطاراً مخصصة لطائفة واحدة , بينما خلية الـ20-24 إطاراً تضم طائفتين.
23– ان الخلايا الافقية بحجمها الكبير تسمح بتربية طوائف اقوى من تلك التي تربى ضمن الخلايا الاثني عشر اطاراً ذات الحجم الصغير.
ان العمل مع تلك الخلايا ليس معقداً , لذلك فهي محببة من قبل النحّالة المبتدئين. ان قاعدة تلك الخلايا مثبتة بقوة مع الصندوق. ان القياسات الداخلية لتلك الخلايا: الارتفاع 390 مم , العرض 450 مم , اما الطول فهو يتعلق بعدد الاطارات في الخلية التي تتسع لـ20 اطاراً , على سبيل المثال يكون طولها 790 مم. اما ذات الـ18 إطاراً يكون طولها 715 مم , مع احتساب الحاجز الذي يفصل احدى الطوائف عن الاخرى. في الخلايا الافقية يوجد عدة لوحات طيران اثنتان سفلية واثنتان علوية. تتوضعان من الأمام او في الجهة المعاكسة. اي على الجدران الأمامية او الخلفية. تزود الخلية بعاسلة واحدة او اثنتين. الغطاء الداخلي متحرك (أي غير مثبت) ويصنع من الخشب المعاكس الرقيق. الغطاء الخارجي مصنوع من الخشب , له مثبتة من الخارج , كما في الخلية ذات الاثني عشر إطاراً.
24– من الأفضل للنحّالة المبتدئين اقتناء مختلف انواع الخلايا في المنحل حتى انواع الخلايا القديمة (الجرون الخشبية والطينية).
كما يكون نوع الخلية يكون نمط الاعتناء بالطائفة. في بعض الخلايا الحديثة من السهل تربية طوائف قوية , وفي نوع اخر يكون اكثر صعوبة , في بعضها يمكن تأمين قدرة عمل كبير للنحل , وفي نوع اخر يكون ذلك غاية في الصعوبة. ان النحّال الروسي المشهور دميتري فيدروفيتش تومخين , والذي يعتبر من افضل النحّالة واكثرهم خبرة , استخدم خلايا ذات 12اطاراً متعددة الطبقات , لقد عمل مع مساعده في منحل يضم 300 طائفة , أي بمقدار ثلاثة اضعاف اكبر من السابق. لقد حصلوا من كل طائفة على 100 كيلوغرام عسل وهذه الكمية لم يكن احد يحلم بالحصول على مثلها في السابق. كما ان نوع الخلية التي يربى النحل بها له علاقة بالإنتاج. احد ما قال : الخلايا الجيدة يمكن صنعها من الذهب , ومع ذلك فان النحّال يكون رابحاً.
25– من اهم الأعمال الواجب ان يقوم النحّال بها : هي تجميع الإطارات وتركيب شمع الأساس عليها. كل طائفة نحل تحتاج الى 20-50 إطاراً للتعشيش ولخزن العسل وقد يتطلب الأمر اكثر من ذلك. اضافة لصناديق العسالات.
من اجل تصنيع الإطارات الخشبية , يجب تحضير القطع الخشبية للإطار, واحضار مسامير صغيرة , مطرقة , كمّاشة , مثقب او مخرز , سلك معدني مخصص لتثبيت شمع الأساس , خشبة للتشميع , مثبت شمع كهربائي , خشبة تشميع. يتم تثبيت القطع الجانبية للإطار مع العارضة الأساسية وتثبت بواسطة المسامير بعد ذلك تثبت العارضة السفلية , يجب أل يكون هناك اي انحناء في الإطار.
بعد جمع اجزاء الإطار الخشبي , يتم ثقب ثقوب في القطع الجانبية للإطار من اجل ادخال السلك المعدني , يتم اجراء الثقب بواسطة المثقب اليدوي او المخرز. يتم فتح 3-4 ثقوب في الاطارات المخصصة للخلايا العمودية متعددة الطبقات , أما الخلايا ذات الاثني عشر اطاراً تثقب بـ4-5 ثقوب. من المهم ان يتم اجراء الثقوب في منتصف العارضة الجانبية تماماً. لأجل دقة العمل يمكن استخدام «شبلونة» مثقبة. وتحدد اماكن الثقب بواسطة قلم رصاص او ما شابه. الثقب العلوي يجب ان يبعد مسافة 15مم عن العارضة العلوية. بقية الثقوب تكون على مسافة متساوية من بعضها , يتم وضع السلك في الثقب العلوي ومده الى الثقب المقابل في الجهة المعاكسة , ثم يتم ادخال السلك في الثقب الأدنى ثم الى الثقب المقابل له , وهكذا الى ان يتم مد السلك في كل الثقوب الموجودة على الإطار ثم يثبت طرف السلك بواسطة مسمار. يجب الا يتم شد السلك بقوة لكي لا يؤدي ذلك الى حصول انحناء في الإطار.
26– بهدف تركيب شمع الأساس على الإطار لا يتم وضعه على لوح أصغر من محيطه الداخلي , بل على سلك تثبيت شمع الأساس مباشرة.
يتم تحضير شمع الأساس في معامل خاصة ويباع في محلات بيع أدوات النحّالة. ان لوح شمع الأساس يجب الا يلامس العارضة السفلية للإطار الخشبي , بل يجب ان يبعد عنها بمقدار 4-6مم. من الضروري ترك مثل هذا الفراغ , لكي لا يحصل اي انحناء في لوح شمع الأساس , بحيث يبقى مستوياً , دون حصول اي تشويه في العيون السداسية. يثبت لوح الشمع من الأعلى بواسطة قطعة خشبية ضاغطة , لتثبيت لوح شمع الأساس الى السلك المعدني , نوصله مع تيار مستمر توتره 12 فولتاً لمدة 8-10 ثانية (هذا الزمن تم احتسابه تجريبياً). يجب ان يلتصق السلك بشمع الأساس بشكل منتظم ويلتحم به جيداً, ويتوضع بشكل متين على الإطار.
من الضروري جداً ان يجيد النحّال صنع الإطارات الخشبية بشكل سليم , وتسليكها وتركيب شمع الأساس عليها.
المصدر:
فلاديمير كروكافير. ترجمة م. منتجب يونس (2009)، موسوعة النحل "حياته – مجتمعة – تربيته".
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|