الاقليم المناسب لزراعة التبغ

يجود التبغ في الأقاليم المعتدلة، والحارة المعتدلة الرطبة القريبة من البحار والتي يكثر ضبابها في الصيف، لأن الحرارة والرطوبة مجتمعتين تشبهان ما كان له في وطنه الأصلي (البرازيل والأنتيل) فلا رطوبة تسهل امتصاص البوتاس وتؤخر نضوج النيكوتين، والبوتاس والنيكوتين هما المسببان لقابلية الاحتراق، والحرارة الندية تزيد الرائحة العطرية، وزراعة التبغ تتبع الشروط الجوية إلى حد كبير، فكلما كانت الأمطار غزيرة نقص النيكوتين، وكلما كانت خفيفة كثر وكثرت معه قابلية الاحتراق.

وإنتاش بزرة التبغ يحصل بين درجة الحرارة الدنيا ⁺5 مئوية ودرجة الحرارة القصوى 25-28 فقط، ونموه يجب أن يكون في درجة متوسطة قدرها 25-30، وبها يستوفي التبغ نصيبه من البلوغ والنضج.

وفي المناطق الجبلية يعد أفضل علو عن سطح البحر ذلك الذي يتراوح بين 700-1000 متر، وإذا زاد العلو وبلغ 1200 متر ينبت نباتاً حسناً، لذلك ينتخب الزراع الأودية الخصبة من المنطقة الجبلية والأراضي المنبسطة الواقعة في سفوح الآكام وبين الهضاب، وتعد السهول الساحلية ذات منتوج أدنى والأراضي الجبلية ذات منتوج أجود وأزكى عطراً وألذ طعماً، لكن على أن ينتهي الشتاء باكراً كي يتمكن الزراع من تشتيل أغراسه في تربة جافة باكراً، وعلى ألا تفاجئ أمطار الخريف نباتات التبغ التي لم يتم قطف جميع أوراقها ولا الأوراق المعرضة للتجفيف في المناشر وفي العراء.

وجملة القول يجب أن ينتهي التشتيل في 20 نيسان لينتهي القطف في أواخر آب، وهذا هو السبب الذي يجعل جودة التبغ معرضة للأخطار في الأماكن العالية كما هو السبب في وفرة كمياته هنالك.