أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2015
2257
التاريخ: 9-10-2014
2130
التاريخ: 24-11-2015
2077
التاريخ: 22-04-2015
2218
|
قال تعالى : {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } [التكاثر : 1 - 8] .
من آيات السّورة يتبيّن أنّ أحد العوامل الأساسية للتفاخر والتكاثر والمباهات هو الجهل بجزاء الآخرة وعدم الإيمان بالمعاد. كما إنّ جهل الإنسان بضعفه ومسكنته... ببدايته ونهايته... من العوامل الاُخرى الباعثة على الكبر والغرور والتفاخر. ولهذا فإنّ القرآن الكريم بهدف كسر روح التفاخر والتكاثر في الأفراد ، يقصّ علينا في مواضع كثيرة مصير الأقوام السالفة ، وكيف إنّها كانت تمتلك كلّ وسائل القوّة والمنعة ، لكنّها اُبيدت بوسائل بسيطة... بالريح... بالصاعقة... بالزلزال... بالسيل... بعبارة اُخرى بالماء والهواء والتراب.. وأحياناً بالسجّيل وبطير أبابيل!!
فلِمَ ـ والحال هذه ـ كلّ هذا التفاخر والغرور؟!
ثمّ عامل آخر لهذه الظاهرة هو الإحساس بالضعف وعقدة الحقارة الناتجة عن الفشل. والأفراد الفاشلون من أجل أن يغطوا على فشلهم يلجأون إلى الفخر والمباهات ولذلك ورد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) قال : «ما من رجل تكبر أو تجبّر إلاّ لذلة وجدها في نفسه» (1) .
وعن الإمام محمّد بن علي الباقر (عليه السلام) قال :
«ثلاثة من عمل الجاهلية : الفخر بالأنساب ، والطعن بالأحساب والإستسقاء بالأنواء (طلب الماء بواسطة النجوم) » (2) .
وعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال : «أهلك النّاس اثنان : خوف الفقر ، وطلب الفخر» (3) .
والحق أنّ أهم عوامل الحرص والبخل والخلود إلى الدنيا والمنافسات المخربة ، وكثير من المفاسد الإجتماعية هو هذا الخوف الوهمي من الفقر والتفاخر والتعالي بين الأفراد والاُمم والقبائل.
ولذا ورد عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : «ما أخشى عليكم الفقر ولكن أخشى عليكم التكاثر» (4) .
«التكاثر» كما أشرنا يعني في الأصل التفاخر ، ولكنّه يعني أحياناً حبّ الاستزادة من المال وجمعه ، كما ورد في الحديث عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال :
«التكاثر في الأموال : جمعها من غير حقّها ، ومنعها من حقها ، وشدّها في الأوعية» (5)
هذا البحث الموسّع نختمه بحديث عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في تفسير (ألهاكم التكاثر) قال :
«يقول ابن آدم : مالي مالي ; وما لَكَ من مالِكَ إلاّ ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت» (6) .
نعم ، حقّاً لا يعود على الإنسان شيء من ماله الذي جمعه وعدده ، وتساهل ـ أحياناً ـ في حلاله وحرامه ، إلاّ ما يأكل ويشرب ويلبس ، أو ما ينفقه في سبيل اللّه وما ينفقه على الإحتياجات الشخصية قليل ، فما أفضل أن يزيد حظه من ماله بالإنفاق!
_______________________
1. اُصول الكافي ، ج2 ، ص236 : باب الكبر ، ح 17.
2. بحار الأنوار ، ج 73 ، ص291,ح15.
3 ـ المصدر السابق , ص290 ، ح12.
4. تفسير الدر المنثور ، ج6 ، ص387.
5. نور الثقلين ، ج5 ، ص662 ، ح8.
6. صحيح مسلم ، نقلاً عن تفسير مجمع البيان ، ج10 ، ص534
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|