يعتبر علم الإقتصاد من العلوم الإنسانية التي تدرس سلوكيات الإنسان التي تتصف بالتعقيد والصعوبة والتغير تبعاً للكثير من المحددات والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية وغيرها.

ولهذا لم يجمع الاقتصاديون على مر العصور الماضية ولا علماء العصر الحالي على تعريف موحد لعلم الاقتصاد بحيث يوصف بأنه الأكثر شمولاً ووضوحاً. وقد يعزى ذلك إلى علاقة علم الاقتصاد بالسلوك الإنساني المتغير وبشكل مستمر، والى تطور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من فترة إلى أخرى، والى الاختلاف الواضح في الأنظمة الإقتصادیة المتبعة. وعليه، فقد ارتأينا الإشارة إلى أهم تعريفات علم الاقتصاد التي جاءت من علماء ساهموا بشكل واضح في تحليل الكثير من النظريات الاقتصادية وإثباتها.

عرف آدم سميث Adam Smith في كتابه ثروة الأمم علم الاقتصاد بأنه "العلم الذي يبحث في الكيفية التي تمكن الأمة من أن تغتني". وعرفه ألفرد مارشال Alfred Marshall في كتابه مبادئ الإقتصاد بأنه  "العلم الذي يدرس سلوك بني الإنسان في أعمال حياتهم التجارية اليومية، أي في كیفیة حصول الإنسان على الدخل وطريقة استخدامه لهذا الدخل". وعرفه روبنز Robbins بأنه "العلم الذي يدرس السلوك الإنساني كعلاقة بین أهداف وبين وسائل نادرة ذات استعمالات عديدة". وقد أشار سامو يلسون

Samuelsson إلى أن علم الإقتصاد وهو "العلم الذي يتعلق بدراسة عملية الإنتاج والتبادل بین الأفراد، وبدراسة تطورات مستويات الأسعار والتشغيل والإنتاج، وبدراسة مصادر الثروة وتوزيعها والاستثمار وأسعار الفائدة، وكيفية تنظيم العلاقات الاقتصادية بین الأفراد والدول".

وعليه یمكن الوصول إلى تعريف شامل يتضمن ما ذهبت إليه التعريفات الكثيرة لعلم الإقتصاد وهو أن علم الإقتصاد هو "العلم الذي يدرس كیفیة الوصول إلى الاستغلال الأمثل للموارد الإقتصادیة المتاحة من أجل تلبية أكبر قدر من الحاجات الإنسانية غير المحدودة" أو هو "العلم الذي يساعد في ترشيد القرارات الاقتصادية للمنتجين والمستهلكين والحكومة والقطاع الخارجي وفي أسواق السلع والخدمات وأسواق عناصر الإنتاج أو السوق النقدي". وبهذا التعريف نصل إلى أهم أهداف علم الاقتصاد الذي يتمثل في فهم أبعاد وأسباب وطرق حل مشكلة ندرة الموارد، وكيفية استغلال هذه الموارد، أي المشكلة الإقتصادیة، التي تشیر

لها الكثير من كتب الاقتصاد على أنها مشكلة الندرة والاختيار Scarcity and Choice وبالاعتماد على التعريفات السابقة يمكن القول إن علم الاقتصاد يهدف إلى ما یلي:

+ المساعدة في فهم واقع الاقتصاد الذي نعيش به من خلال معرفة نقاط القوة والضعف والفرص المتاحة والتهديدات.

+ المساعدة في التعامل مع القضايا الإقتصادیة التي تهم الفرد أي على المستوى الجزئي، وتلك التي تتعلق بالمجتمع كوحدة واحدة أي على المستوى الكلي.

+ المساعدة في فهم الظواهر الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية. ·

+ المساعدة في توزيع مكتسبات التنمية بین أفراد المجتمع بعدالة. ·

+ المساعدة في تحديد طبيعة المشكلة الاقتصادية وترشيد القرارات الاقتصادية. ·

+ المساعدة في تعظيم الرفاه على مستوى الفرد والمجتمع. ·

+ المساعدة في التنبؤ بالأوضاع الإقتصادیة المتوقعة من أجل تعظيم الاستفادة منها أو العمل على

مواجهتها من خلال وضع الحلول المناسبة لها.

+ المساعدة في فهم آلية التعامل مع الاقتصادات الأخرى. ·

+ المساعدة في تنظيم العملية الإنتاجية من خلال تحديد نوعية الإنتاج وطريقة الإنتاج وآلية التوزيع.

+ المساعدة في دفع عملية التنمية الاقتصادية بحيث تلائم التطور الحاصل في أسواق السلع والخدمات وسوق العمل والسوق النقدي.

مما سبق نستطيع القول إن مجمل أهداف علم الإقتصاد تدور حول الموارد الإنتاجية، وترشيد القرارات والمشكلة الاقتصادية وكيفية الوصول إلى الاستغلال الأمثل للموارد الإقتصادیة المتاحة من أجل تلبية أكبر قدر من الحاجات الإنسانية غير المحدودة. وعليه، لا بد من توضيح علاقة الاقتصاد ببعض العلوم الأخرى لما لهذه العلوم من تأثير ودور في تحقيق الأهداف السابقة.