أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-17
1067
التاريخ: 2023-07-28
1225
التاريخ: 2024-06-18
815
التاريخ: 2024-07-21
459
|
تحتل مصر الركن الشمالي الشرقي لأفريقيا وتشغل الحوض الأدنى لنهر النيل، وهي عمومًا عبارة عن وادٍ منبسط تحف به الصحارى من الجانبين: الشرقي والغربي, ولولا وجود النهر لأصبحت هي الأخرى جزءًا من الصحارى المحيطة بها؛ ولذا وصفها هيرودوت بعبارته الشهيرة: "مصر هبة النيل".
وقد هيأت ظروفها الطبيعية للجماعات التي استقرت بها فرصة للنهوض والرقي؛ ففي الشمال يوجد البحر المتوسط الذي لم يكن من اليسير عبوره إلا بعد أن تمكن الإنسان من ركوب البحر إلى مسافات بعيدة، وفي الشرق والغرب صحاري واسعة يصعب اجتيازها، وفي الجنوب توجد منطقة صحراوية صخرية تعد من أجدب بقاع العالم, وتعترض النهر فيها جنادل وصخور تجعل الملاحة فيه متعذرة غير يسيرة، وهكذا كفلت البيئة المصرية الأمن والهدوء لأهلها، وإذا ما حدث أن وصلت إليها جماعات جديدة فإن هؤلاء الوافدين الجدد لا يغامرون بالخروج منها مرة أخرى, ويندمجون في محيط السكان الأصليين, ويتأقلمون تأقلمًا تامًّا. ومن جهة أخرى تتمتع البيئة المصرية بمناخ معتدل وسماء صحو دائمًا ونادرًا ما تتعرض للأعاصير وتسودها الرياح الشمالية "التجارية"؛ بينما يجري النهر المنتظم الفيضان كل عام من الجنوب إلى الشمال، وهذه الظروف جميعها أتاحت للجماعات التي عاشت على جانبي النهر سهولة التجوال فيه، شمالًا بمساعدة تياره وجنوبًا بمساعدة الرياح السائدة؛ فاحتكمت بعضها بالبعض ونشأت بينها مصالح مشتركة؛ وخاصة لأن فيضان النهر السنوي المعتاد غالبًا ما كان خيرًا مشتركًا يتعاون الجميع في الإفادة منه, ونادرًا ما كان خطرًا مشتركًا يعمل الجميع على مجابهته سواء في حال انخفاضه أو ارتفاعه عن المستوى الملائم لسد حاجياتهم، وقد يحدث النزاع بين تلك الجماعات أحيانًا فتعمل القوية منها على السيطرة على غيرها من الجماعات, وهكذا إلى أن انتهى الأمر بتوحيدها في مملكتين: إحداهما في الدلتا, والأخرى في الوجه القبلي, ما لبثتا في النهاية أن توحدتا في مملكة واحدة، ومع أن كلًّا من قسمي مصر الجنوبي "الوجه القبلي" والشمالي "الدلتا" انفرد ببعض مظاهر خاصة في حضارات ما قبل العصر التاريخي إلا أن هذه الحضارات كانت تشترك في طابعها العام ومميزاتها الرئيسية.
ومن المرجح أن توحيد مصر في مملكة واحدة سبق أي قطر آخر من إقليم الشرق الأدنى, وأنه لم يتم بمساعدة أية قوى خارجية, وقد أدى ذلك لأن تصبح مصر في أقدم عصورها التاريخية أقوى أقطار الشرق الأدنى ومن أكثرها نهوضًا ورقيًّا.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|