المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

المؤاخاة بين المهاجرين
3-6-2021
جغرافية الجريمة
8-6-2022
خواص اول اكسيد الكربون
1-6-2018
الفناديوم Vanadium
29-1-2016
الشهادة
3-9-2017
آراء المفسرين الحروف المقطعة لتنبيه الكفار وإسكاتهم
2023-11-21


التعايش السلمي ، والايمان باللَّه  
  
2363   01:46 مساءاً   التاريخ: 19-12-2016
المؤلف : محمد جواد مغنية
الكتاب أو المصدر : تفسير الكاشف
الجزء والصفحة : ج1، ص158ـ 159
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

يهدف الداعون إلى التعايش السلمي - فيما يهدفون إليه - ان تحل الخلافات بين المتخاصمين بالمؤتمرات والمفاوضات.. ولكن قد علمتنا التجارب ان المنطق السليم، والمحاجة بالحسنى لا تجدي شيئا مع أرباب الامتيازات والمنافع الشخصية . .

فمحال أن يتنازل أهل الأطماع عن أطماعهم الا بوسائل الضغط والتخويف.. ان التعايش السلمي يحتاج إلى عقل متفتح، وخلق كريم.. وأي خلق كريم عند من لا يؤمن الا بالمادة، والا بالاحتكار والاستثمار.. وأية حجة تقنع أهل الطمع والجشع ! يقال : ان كلا من الكتلتين: الشرقية والغربية، تدعو إلى التعايش السلمي فيما بينهما، وفي الوقت نفسه تتسلح كل منهما، وتتحصن خوفا من الأخرى ..

ان أقل ما يفرضه هذا التعايش ان تتفقا معا على التسليم فعلا لا قولا بما قامت عليه الأدلة والبراهين، تماما كما يتفق المتناظران المنصفان ويسلمان بما توافرت الأدلة على ثبوته.. وقد ثبت بالفطرة وبديهة العقل ان لكل شعب الحقّ الكامل في تقرير مصيره، لا يسوغ لأحد أن يتدخل في شأن من شؤونه، فأين العمل بهذا المبدأ ؟ .

ان التفاوض بالطرق السلمية، والرضوخ للحق لا يتحقق على وجهه الأكمل الا إذا كانت جميع الأطراف المعنية مؤمنة بالحق لوجه الحق.. ومحال أن يهتدي إلى خير، ويرجى منه الخير من لا يؤمن الا بذاته، ولا يهتم الا بمنافعه .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.