الإحصاءات والأساليب الكمية في جغرافية الزراعة - الاستقراء والاستنباط |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2021
![]()
التاريخ: 30-5-2021
![]()
التاريخ: 1-10-2018
![]()
التاريخ: 1-10-2018
![]() |
ان الإحصاءات والأساليب الكمية ضرورية في جغرافية الزراعة, ولا تعد الإحصاءات الزراعية حديثة العهد، فقد عرفت منذ القدم. فقد عرفها قدماء المصريين لإحصاء الحيوانات لتقدير الضرائب، ولتقدير كميات القمح التي تسلم للمخازن من الفلاحين، ولحصر الايدي العاملة وطبيعة عملها. وقد عثر على ما يدل على ذلك من خلال النقوش المسجلة على جدران المعابد المصرية القديمة، كما كان الاغريق يقومون بذلك للتعرف على موارد الدولة ومتطلباتها وللوقوف على ما لدى امبراطوريتهم التي اتسع نطاقها، وكذلك فعل الرومان.
وقد ازداد الاهتمام حديثا بالإحصاءات الزراعية، فأنشئت مراكز للمعلومات ومراكز للبحوث تحتل الإحصاءات الزراعية جانبا هاما منها، وبذلك أصبحت من ضرورات التخطيط الاقتصادي بصفة عامة والتخطيط الزراعي بصفة خاصة, وقد نالت الاهتمام الكبير من هيئة الأمم المتحدة ممثلة في (منظمة الأغذية والزراعة F.A.O).
وقد أصبحت الإحصاءات هي الأساس الذي تعتمد عليه أساليب التحليل والقياس الكمية في الزراعة. ولذلك تهتم جغرافية الزراعة بإيجاد الأساليب والطرق اللازمة لتحليل البيانات الزراعية آخذة في تقديرها ما طرا ويطرا على الزراعة من حيث المكان والزمان.
وهناك أساليب متعددة ومتنوعة يمكن الاستعانة بها في توصيف وتحليل وقياس الإمكانات الزراعية ودرجات استغلال الأرض، واسهام الزراعة في الدخل القومي، ومستوى التوطن الزراعي، واسهام العمالة الزراعية في الزراعة وغير ذلك مما له صلة بالزراعة بصفة عامة. ولكن الشيء الهام هو توافر البيانات اللازمة التي يمكن الاعتماد عليها في ذلك، وعلى ان تكون هذه البيانات دقيقة وصادقة وغير متضاربة، وهذا ما يعاني منه الباحث كثيرا. ولكننا نحاول الاعتماد على بيانات الأمم المتحدة التي تعد المعبر عن دول العالم بشكل عام، ولكونها توضح سبل المقارنة بين دول العالم، وخصوصا انها تعد بيانات تأخذ الشكل الرسمي الى حد كبير مهما افتقدت الى الدقة التي تدعو الى الشك أحيانا.
أولا: الاستقراء والاستنباط:
وهناك طريقتان لتحليل البيانات الزراعية هما الاستقراء والاستنباط.
(1) الاستقراء:
يسير الأسلوب الاستقرائي من الجزء الى الكل، أي من الحقائق الجزئية الى القاعدة الكلية العامة التي تفسر الحقائق الجغرافية، وهو يقوم على المشاهدة والملاحظة، ولا يتعدى التجربة والواقع(1).
ويمكن التمييز بين نوعين من الاستقراء : استقراء تام، واستقراء ناقص. ويعتمد الاستقراء التام على الحصر الكامل لجميع افراد الظاهرة موضوع الدراسة ليصل في النهاية الى حكم عام ينطبق عليهم جميعا. ولا يصلح الاستقراء التام في الدراسات الجغرافية، نظرا لان الظاهرة الجغرافية الواحدة توجد بكثرة في مناطق مختلفة من العالم، ولذ يصعب حصرها بالكامل ومراقبتها, اما الاستقراء الناقص، فهو الذي يقوم على دراسة مجموعة من افراد الظاهرة الجغرافية ثم يخرج بحكم عام ينطبق على جميع افراد الظاهرة أينما كانت.
وهناك نوعان من التعميمات الجغرافية:
أ- تعميم يمكن الوصول منه الى الحكم على جميع افراد الظاهرة الجغرافية من خلال دراسة مجموعة او عينة جزئية من افرادها مثل دراسة العلاقة بين الصقيع ونوع واحد من الخضر او الفاكهة في بيئات مختلفة للوصول الى التعميم المتعلق باثر الصقيع على الزراعة.
ب- تعميم يعتمد على مجموعة قوانين ومبادئ جزئية تدور حول موضوع معين، فيتم التوحيد بين هذه المبادئ الجزئية في نسق موحد يضمها جميعا مثل تميز مناخ البحر المتوسط بانه حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء، او ان الزراعة الواسعة تتميز باتساع المساحة والاعتماد على الآلات.
(2) الاستنباط:
يعتمد الأسلوب الاستنباطي على مجموعة من التعريفات والفروض والمسلمات في معالجة للظاهرة الجغرافية، وهو يسير عادة من حكم عام الى احكام اخص منها وتترتب عليها، وهو يعتمد بالدرجة الأولى على العقل دون اللجوء الى الخبرة الواقعية. مثال ذلك ان الانسان عندما لاحظ ان الصقيع يضر بالخضر والفواكه في مناطق العالم المختلفة، استقرا تعميما بان الصقيع يضر بالزراعة، ومنها يمكن الوصول الى قوانين ونظريات تفسر الظاهرات الجغرافية.
وعلى الرغم من وجاهة الأسلوب الاستنباطي، فانه لا يشيع في البحث والتعليل الجغرافي، ولذلك يشيع الأسلوب الاستقرائي بدرجة اكبر، وذلك راجع الى ان الأسلوب الاستنباطي يعد في بداية عهده في الدراسات الجغرافية، ولان ما قدمه من تفسيرات للبيانات الجغرافية ما زال محدودا. ولكن الأسلوب الاستنباطي في الواقع يعتمد على بناء نظرية يمكن الاعتماد عليها واختبار مدى صدقها، وهذا شيء مفيد يساعد الباحث في اختيار البيانات التي يمكن جمعها.
_____________
(1) محمد محمود إبراهيم الديب. مرجع سابق. ص102.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقدم دعوة إلى كلية مزايا الجامعة للمشاركة في حفل التخرج المركزي الخامس
|
|
|