المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16691 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
رعمسيس.
2024-07-07
مانيتون وتواريخ الأسرة التاسعة عشرة.
2024-07-07
بداية الأسرة التاسعة عشرة.
2024-07-07
بلاد خيتا في «خطابات» تل العمارنة.
2024-07-07
الأصناف التي يجب فيها الخمس
2024-07-07
واجبات الطواف
2024-07-07

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير الاية (108-109)من سورة البقرة  
  
3317   02:29 مساءً   التاريخ: 8-12-2016
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الباء / سورة البقرة /


قال تعالى : {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَويَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 108، 109].

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

{أم تريدون}  أي بل أ تريدون {أن تسئلوا رسولكم}  يعني النبي محمدا {كما سئل موسى}  أي كما سأل قوم موسى موسى {من قبل}  من الاقتراحات أي ذهب يمينا وشمالا والسبيل والطريق والمذهب نظائر والجمع السبل . والمحالات {ومن يتبدل الكفر بالإيمان}  أي من استبدل الجحود بالله وب آياته بالتصديق بالله والإقرار به وب آياته واقترح المحالات على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وسأل عما لا يعنيه بعد وضوح الحق بالبراهين {فقد ضل سواء السبيل}  أي ذهب عن قصد الطريق وقيل عن طريق الاستقامة وقيل عن وسط الطريق لأن وسط الطريق خير من أطرافه .

ثم أخبر الله سبحانه عن سرائر اليهود فقال {ود}  أي تمنى {كثير من أهل الكتاب}  كحيي بن أخطب وكعب بن الأشرف وأمثالهما {لو يردونكم}(2)  يا معشر المؤمنين أي يرجعونكم {من بعد إيمانكم كفارا حسدا}  منهم لكم بما أعد الله لكم من الثواب والخير وإنما قال {كثير من أهل الكتاب}  لأنه إنما آمن منهم القليل كعبد الله بن سلام وكعب الأحبار وقيل إنما حسد اليهود المسلمين على وضع النبوة فيهم وذهابها عنهم وزوال الرياسة إليهم وقوله {من عند أنفسهم}  قد بينا ما فيه في الإعراب وقوله {من بعد ما تبين لهم الحق}  أي بعد ما تبين لهم أن محمدا رسول الله والإسلام دين الله عن ابن عباس وقتادة والسدي وقوله {فاعفوا واصفحوا}  أي تجاوزوا عنهم وقيل أرسلوهم فإنهم لا يفوتون الله ولا يعجزونه وإنما أمرهم بالعفو والصفح وإن كانوا مضطهدين مقهورين من حيث أن كثيرا من المسلمين كانوا عزيزين في عشائرهم وأقوامهم يقدرون على الانتقام من الكفار فأمرهم الله بالعفو وإن كانوا قادرين على الانتصاف {حتى يأتي الله بأمره}  أي بأمره لكم بعقابهم أو يعاقبهم هو على ذلك ثم أتاهم بأمره فقال قاتلوا الذين لا يؤمنون الآية عن أبي علي وقيل بأمره أي ب آية القتل والسبي لبني قريظة والجلاء لبني النضير عن ابن عباس وقيل بأمره بالقتال عن قتادة فإنه قال هذه الآية منسوخة بقوله قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر الآية وبه قال الربيع والسدي وقيل نسخت بقوله اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وروي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال لم يؤمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بقتال ولا أذن له فيه حتى نزل جبرائيل (عليه السلام) بهذه الآية أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وقلده سيفا وقوله {إن الله على كل شيء قدير}  فيه ثلاثة أقوال .

( أحدها ) أنه قدير على عقابهم إذ هو على كل شيء قدير عن أبي علي ( وثانيها ) أنه قدير على أن يدعو إلى دينه بما أحب مما هو الأليق بالحكمة فيأمر بالصفح تارة وبالعقاب أخرى على حسب المصلحة عن الزجاج ( وثالثها ) أنه لما أمر بالإمهال والتأخير في قوله {فاعفوا واصفحوا}  قال إن الله قادر على عقوبتهم بأن يأمركم بقتالهم ويعاقبهم في الآخرة بنفسه .

______________________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج1 ، ص345-347.

2- [معناه : ان يردونكم].

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هاتين الآيتين (1) :

 {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى} . بعد ان قال اللَّه سبحانه للمؤمنين : لا تبالوا باعتراض من اعترض على النسخ وغيره من أحكام دينكم ، لأن الأمور كلها بيده ، ويختار منها الأصلح لكم ولغيركم ، بعد هذا قال لهم :

ما ذا تبتغون من رسولكم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، وقد جاءكم بالبراهين الكافية الوافية ؟

أتريدون أن تتعنتوا كما فعل اليهود مع موسى ، وسألوه ما لا يجوز سؤاله ؟ . .

ان الإنسان قد يشك ، ويطلب الدليل المقنع الذي يزيل الشك ، اما ان يطلب

جعل الجبل ذهبا ، والصحراء الجرداء رياضا فهذا مجرد معاندة ومكابرة ، فلا تكونوا أيها المسلمون من المكابرين المعاندين .

{ومَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ}. ان كل من يقف من الحق موقفا مجردا ، ويطلب الدليل المعقول على إثباته فهو مؤمن بالحق ، كمبدأ ، وكل من يقف من الحق موقف المكابر المتعنت ، ويطلب فوق المعقول ، وأكثر مما يستدعيه الاستدلال والإثبات فهو كافر بالحق . . ومن لم يثق بما جاء به محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، وطلب الزيادة فقد اختار العناد على الانصاف ، والكفر على الايمان .

{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَو يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} . كل انسان يود أن يكون الناس ، كل الناس على دينه ، قال أحد الفلاسفة : ان أسعد يوم عندي أن أرى من يوافقني على رأيي . . ولكن جماعة من اليهود كانوا يبذلون جهودا كبيرة لفتنة المسلمين ، وارتدادهم عن دينهم إلى الجاهلية الأولى ، لا لشيء إلا بغيا وحسدا ، مع العلم انهم يستطيعون الإسلام كما فعل غيرهم ، ولكنهم خافوا على أسواقهم وأرباحهم من الخمر والميسر والدعارة .

وقد استغل اليهود انكسار المسلمين يوم أحد للدس على النبي ، فقد جاء في الأخبار انهم بعد وقعة أحد كانوا يدعون شباب المسلمين إلى بيوتهم ، ويقدمون لهم الخمر ، ويغرونهم ببناتهم ، كما يفعلون اليوم ، وفي كل يوم ، ثم يشككون المسلمين بالقرآن ونبوة الرسول الأعظم ( صلى الله عليه واله وسلم ). وأحس النبي بهذا التدبير الرهيب ، فنهى عن مجالس اللهو، وشدد النكير على من يتعاطى الزنا والخمر والميسر ولحم الخنزير ، فامتنع المسلمون عن الذهاب إلى بيوت اليهود التي فتحوها لهذه الغاية . .

وهي المسماة اليوم بالبار والكازينو.

{ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}. أي ان اليهود قد حاولوا إرجاع المسلمين إلى الكفر والضلال على علم منهم ان الإسلام هو الحق ، وان الشرك وانكار نبوة محمد هو الباطل ، ولا يختص هذا باليهود ، فان أكثر الناس تجحد الحق وتعانده ، لا لشيء الا لأنه لا يتفق مع مطامعهم ، فان الإنسان مسير بوحي من عاطفته ومنافعه ، لا بوحي من دينه وعقله ، قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع .

{ فَاعْفُوا واصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} . أي أعرضوا الآن ، ولا تتعرضوا لعقابهم وتأديبهم ، حتى يأمركم اللَّه بذلك ، فان الأمور رهن بأوقاتها ، وفي كثير من التفاسير ان اللَّه سبحانه أمر المسلمين بالاعراض عنهم إلى ان نزل قوله تعالى :

{قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ولا بِالْيَوْمِ الآخِرِ}  . وغير هذه الآية من آيات القتال ، وقال الرازي : ان الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) قال : ان اللَّه لم يأمر نبيه بالقتال ، حتى نزل جبريل بقوله تعالى : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وإِنَّ اللَّهً عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}  وقلده سيفا .

مخالفة الحق :

كل ما في الحياة من كفر وإلحاد ، وفسق وفجور ، وتهتك وفساد ، وظلم وطغيان ، وحروب ومشاحنات ، وفقر وبؤس ، كل ذلك ، وما إليه من أوباء وأدواء يرجع في النهاية إلى سبب واحد ، هو مخالفة الحق . . ولو أنصف الناس لسعد واستراح كل الناس ، لا القاضي فقط . . وان في قوله تعالى : {فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ}  إشارة إلى هذه الحقيقة . . أجل ، ان الحق لا يعدم نصيرا في كل زمان ، ولكنه قليل ، ولو وجد الحق أنصارا كما يجد الباطل لكان العالم في هناء وأمان . . بل لو طالب كل ذي حق به ، وقام بواجبه لما رأينا للظلم والباطل عينا ولا أثرا .

وقد أقام اللَّه للحق دليلا يهدي إليه ، ويدل عليه من الفطرة وكتاب اللَّه ، ومن نبيه الأكرم ، وأهل بيته الأطهار الذين ساوى صاحب البيت بينهم وبين القرآن بأمر من اللَّه ، كما جاء في حديث الثقلين الذي رواه مسلم في صحيحه ، فمن عاند هذا الدليل على علم به فقد عاند اللَّه ورسوله ، تماما كما فعل اليهود والمشركون .

_____________________

1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج1 ، ص172-174.   

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

قوله تعالى: {أم تريدون أن تسئلوا رسولكم}، سياق الآية يدل على أن بعض المسلمين - ممن آمن بالنبي - سأل النبي أمورا على حد سؤال اليهود نبيهم موسى (عليه السلام) والله سبحانه وبخهم على ذلك في ضمن ما يوبخ اليهود بما فعلوا مع موسى والنبيين من بعده، والنقل يدل على ذلك.

قوله تعالى: {سواء السبيل} أي مستوى الطريق.

قوله تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب}، نقل أنه حي بن الأخطب وبعض من معه من متعصبي اليهود.

قوله تعالى: {فاعفوا واصفحوا}، قالوا: إنها آية منسوخة بآية القتال.

قوله تعالى: {حتى يأتي الله بأمره}، فيه كما مر إيماء إلى حكم سيشرعه الله تعالى في حقهم، ، و نظيره قوله تعالى: في الآية الآتية {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}، مع قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا } [التوبة: 28] ، و سيأتي الكلام في معنى الأمر في قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85].

___________________________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج1 ، ص215-216.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

حُجج واهية

هذا الآية الكريمة، وإن كانت تخاطب مجموعة من المسلمين ضعاف الإيمان أو المشركين إلاّ أنّها ترتبط أيضاً بمواقف اليهود.

لعل هذا السؤال وجه إلى الرّسول بعد تغيير القبلة، وبعد حملات التشكيك التي شنها اليهود بين المسلمين وغير المسلمين، والله سبحانه في هذه الآية الكريمة نهى عن توجيه مثل هذه الأسئلة السخيفة {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ}؟!

مثل هذا العمل إعراض عن الإيمان واتجاه نحو الكفر، ولذلك قالت الآية: {وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالاْيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}.

الإِسلام طبعاً لا يمنع طرح الأسئلة العلمية والمنطقية، ولا يحول دون طلب المعجزة من أجل اثبات صحة الدعوة، لأن مثل هذه الأسئلة والطلبات هي طريق الإِدراك والفهم والإِيمان. وهذه الآية الكريمة تشير إلى اُولئك الذين يتذرعون بمختلف الحجج الواهية كي يتخلصوا من حمل أعباء الرسالة.

هؤلاء كانوا قد شاهدوا من الرّسول معاجز كافية لإِيمانهم بالدعوة وصاحبها، لكنهم يتقدمون إلى النّبي بطلب معاجز اقتراحية اُخرى!

المعجزة ليست اُلعوبة بيد هذا وذاك كي تحدث وفق الميول والاقتراحات والمشتهيات، بل إنها ضرورة لازمة للاطمئنان من صدق أقوال النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وليست مهمّة النّبي صنع المعاجز لكل من تهوى نفسه معجزة.

ثم هناك من الأسئلة ما هو بعيد عن العقل والمنطق، كرؤية الله جهرة، وكطلب اتخاذ الصنم.

القرآن الكريم ينبه في هذه الآية بأن المجموعة البشرية التي لا تسلك طريق العقل والمنطق في اسئلتها ومطالبتها، سينزل بها ما نزل بقوم موسى.

حسد وعناد:

كثير من أهل الكتاب وخاصة اليهود لم يكتفوا بإعراضهم عن الدين المبين، بل كانوا يودّون أن يرتد المسلمون عن دينهم، ولم يكن ذلك إلاّ عن حسد يستعر في أنفسهم، تقول الآية: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَو يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ}.

وأمام هذه المواقف الدنيئة والنظرات الضيقة والآمال التافهة والنوايا الخبيثة التي تحملها الفئة الكافرة، يحدد الإِسلام موقف الجماعة المسلمة، على أساس من رحابة الصدر وسعة الاُفق وبعد النظرة {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بَأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ}.

هذا الإمر الإِلهي نزل حيث كان المسلمون بحاجة إلى بناء المجتمع الإِسلامي. وفي تلك الظروف يوجب على المسلمين أن يلجأوا إلى سلاح العفو والصفح حتى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ.

كثير من المفسرين قالوا إن (أمر الله)  في هذه الآية يعني (أمر الجهاد) ، ولعل الجماعة المسلمة لم تكن على استعداد شامل لخوض معركة دامية حين نزلت هذه الآية، ولذلك قيل إن آيات الجهاد نسخت هذه الآية.

ولعل التعبير بالنسخ في هذا الموضع ليس بصحيح، لأن الآية تحمل في عبارتها الإِطار الذي يحدّها بفترة زمنية محدودة.

______________________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج1 ، ص277-280.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .