أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
1683
التاريخ: 5-2-2016
2339
التاريخ: 10-10-2014
1948
التاريخ: 2024-09-01
298
|
قال تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ} [الزخرف : 46، 47]. هذه هي المرة السادسة عشرة التي تكررت فيها قصة موسى ( عليه السلام ) ما عدا الآيات التي جاء فيها ذكره . وتكلمنا مفصلا حينا ومجملا حينا آخر عن هذه القصة ، وعند تفسير الآية 9 من سورة طه في المجلد الخامس ذكرنا السبب الموجب لتكرارها ، وقال بعض المفسرين : ان اللَّه عز وجل أعاد هنا قصة موسى لأن عتاة قريش طعنوا بنبوة محمد ( صلى الله عليه واله ) لفقره ، فبيّن سبحانه انه قد أرسل موسى الفقير إلى فرعون الغني ، والآيات السابقة تؤيد هذا القول . ومهما يكن فإن معنى الآية التي نحن بصددها واضح ، ويتلخص بأن اللَّه بعث موسى إلى فرعون وقومه بالمعجزات الدالة على نبوته ، كالعصا واليد البيضاء ، فسخروا منه ومن دعوته ومعجزاته .
{فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ} [الزخرف : 47]. المراد بالآية هنا العذاب ، كما قال سبحانه : {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ} [الأعراف : 133] - 133 الأعراف . ومعين أكبر هنا أوضح ، وأختها أي شريكتها في العذاب « وأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » عن الضلال إلى الهدى ، وعن الفساد في الأرض إلى إصلاحها ، ولكن ما أغنت الآيات والنذر عن قوم لا يبصرون إلا منافعهم ومكاسبهم .
{ وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ} [الزخرف : 49]. في هذه الآية حكى سبحانه ان قوم فرعون خاطبوا موسى بالساحر ، وفي الآية 134 من سورة الأعراف حكى انهم خاطبوه باسمه : {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } [الأعراف : 134]. وغير بعيد انهم خاطبوه مرة بالاسم ، ومرة بكلمة الساحر . . وهذا مألوف في الحوار عند الناس {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ} [الزخرف : 50]. أخذهم اللَّه بالسنين ، فاستغاثوا بموسى وعاهدوا اللَّه أن يتوبوا إليه ان كشف عنهم العذاب ، ولكنهم نكثوا واستمروا على الكفر والضلال بعد أن كشف عنهم الرجز وشملهم برحمته وعنايته .
{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الزخرف : 51]. من تحتي كناية عن تصرفه في الأنهار كما يشاء . .
وقد استدل فرعون على عظمته وعلو شأنه بالمال والعقار . . ولا عجب ، فهذا هو المنطق السائد عند الأكثرية الغالبية في كل قطر وعصر . . وأصحاب المال في هذا العصر هم الحاكمون بأمرهم في كثير من البلدان « أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ ولا يَكادُ يُبِينُ » . مهين حقير لفقره ، ويبين يفصح ويوضح عما يريد .
وقد كان في لسان موسى لثغة فأزالها اللَّه سبحانه بدليل قول موسى لربه : واحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي وقوله تعالى لموسى : {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} [طه : 36] . وفرعون عيّر موسى بما كان ، لا بما هو كائن بالفعل .
« فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ » أي ملازمين لموسى تماما كما تلازم الرجل العظيم حاشيته . وقال المفسرون : جرت عادة قوم فرعون إذا اختاروا رئيسا لهم ان يسوّروه بسوار من ذهب ، ويطوقوه بطوق من ذهب علامة على رياسته ، ومن أجل هذا قال فرعون : كيف يكون موسى نبيا ، ولا سوار في يده ، ولا طوق في عنقه ، والذي جرأه على ذلك هو جهل قومه وضلالهم وضعف عقولهم كما قال سبحانه : « فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ » . في العام الماضي طلبت عاملا ليصلح خط الكهرباء في مكتبتي ، ولما رأى الكتب مبعثرة في كل جزء من الغرفة ذهل وقال : ان زوجتي تكرهني ، فأرجوك أن تكتب لها كتاب محبة . فقلت له : أنا جاهل بهذا الفن .
فقال : ولما ذا تقتني هذه الكتب ؟.
« فَلَمَّا آسَفُونا » أي أغضبونا بتكذيب الرسول ، ونكث العهد وإصرارهم على الكفر والضلال « انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ » القائد منهم والمقود « فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً » أي متقدمين على غيرهم إلى النار « ومَثَلًا لِلآخِرِينَ » عبرة وعظة لمن يأتي بعدهم ، ومثله : {وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً} [الفرقان : 37]
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|