أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2014
1611
التاريخ: 11-10-2015
1483
التاريخ: 9-10-2014
1799
التاريخ: 9-10-2014
2047
|
قال تعالى : {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ } [هود : 74 ، 75] .
الروع بفتح الراء الخوف ، وبضمها النفس . والحليم الذي يصبر على جهل الغير وأذاه ولا يعالجه بالعقوبة . والأواه مبالغة في التأوه مما يكره . والمنيب الذي يرجع إلى اللَّه في كل أمر .
( فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ ) بعد ان عرف إبراهيم هوية أضيافه ومهمتهم اطمأن إليهم ، واغتبط هو وامرأته بالبشرى السارة بالابن والحفيد ، ولكن أزعجه ما سمع من ملائكة العذاب في شأن قوم لوط ، فأخذ يجادل من أجلهم . . وقال جمهور المفسرين ، ومنهم الرازي وصاحب المنار : لم يجادل إبراهيم من أجل قوم لوط ، وإنما جادل من أجل لوط ، وانه خاف أن يصيبه ما يصيب قومه من العذاب ، واستدل المفسرون على ذلك بالآية 32 من سورة العنكبوت : {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين} [آل عمران: 97] . والصحيح ان هذه الآية لا تمت إلى مجادلة إبراهيم بصلة ، وإنما هي مجرد اخبار منه بأن فيها لوطا ، ولذا قالوا له :
نحن أعلم بمن فيها . والآية التي نفسرها نص في المجادلة من أجل قوم لوط ، لا من أجل لوط . . بالإضافة إلى قوله تعالى : ( وإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ) فالضمير في انهم وآتيهم يعودان إلى قوم لوط الذين جادل إبراهيم فيهم ومن أجلهم .
ولكن المفسرين قالوا : ان المجادلة في قوم لوط جرأة على اللَّه وإبراهيم (عليه السلام)معصوم عن الذنب ، فلا بد ان تكون المجادلة في لوط ، لا في قومه .
ويلاحظ أولا : لا فرق بين المجادلة في لوط ، وفي قومه ، فإن كانت هذه جرأة فكذلك تلك .
ثانيا : ان المجادلة مع اللَّه في دفع العذاب عن عباده أو تأخيره ليست من الذنب والمعصية في شيء ، بل العكس هو الصحيح ، لأن هذه المجادلة لا مخالفة فيها ولا نزاع ، وإنما هي من باب طلب الرحمة من القوي للضعيف ، وهذا الطلب يدل على الحلم والرأفة ، ولذا أثنى اللَّه على إبراهيم بأجمل الثناء ، ووصفه بأنه ( لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) بعد ان سأله الرفق بقوم لوط .
ثالثا : ان إبراهيم جادل في قوم لوط ليكون على يقين من أنهم بلغوا من التمرد الحد الذي لا يرجى معه صلاحهم وهدايتهم ، تماما كقوله : « بلى ولكن ليطمئن قلبي » . ويؤكد إرادة هذا المعنى قوله سبحانه : { يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ} [هود: 76] . أي لا تسألني يا إبراهيم في قوم لوط ، فإنهم مهلكون لا محالة ، لاصرارهم على الشرك والفساد وايأس منهم ومن توبتهم .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|