أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-11-2016
1148
التاريخ: 2023-12-14
901
التاريخ: 2023-12-11
1046
التاريخ: 2023-12-11
1107
|
للدين دور كبير في اليمن، فقد عرف أهل اليمن بالتدين، ووصفهم الرسول (ص) بانهم أرق شعوراً، وكانوا يعنون بالطهارة، وتقديم الاضاحي والهدايا. والاله هو مالك كل شيء، وكانت للكهنة مكانة كبيرة.
والدين في المدينة متصل بالاجرام السماوية، وابرز الالهة ثلاثة هم اله القمر (سين) واله الشمس (نكرح) والاله عثير وهي الزهرة، وهي ابنة الشمس والقمر.
ولكل من الالهة أسماء منوعة تختلف باختلاف المدن، فإله القمر يسمى في بعض الأماكن المقة، وفي بعض الأماكن المقة شهران، او المقة بعل، او ثور بعل، وكان يسمى عند المعينيين (ود)، وعند القتبانيين (عم) وفي أماكن أخرى (شاهر) او (الشارق).
اما عثر، فتسمى في بعض النقوش (الشارقان) و(الغاربان)؛ ويظهر انها كانت تعد قبيل ظهور الإسلام الهة المطر، ويبدو ذلك في استعمال كثير من الفقهاء (العثري) بمعنى ما سقي بماء المطر، مقابل (البعل) الذي يسقى بمياه الابار.
اما الشمس، فكانت تسمى (ذات بعدان).
وبجانب الالهة الثلاثة الرئيسية، كانت في اليمن عدد كبير من الالهة المحلية، منها قيان اله شبام وتالب اله همدان، وذريح كهلان. واختص بعض الالهة بأعمال معينة، فالإله (بلو) إله الموتى، والاله (تالب ينول) إله المطر، والإله (ورقو) اله الحدود. اما (نسر)، فكان مقترنا بعثر.
ومن آلهتهم الرحيم، والحكيم، والسميع، وأبارطو، واب شعر، واب سفق.
ومن آلهتهم، التي كانت تعبد أيضاً خارج اليمن، الإله قيس، ومناو، والات، وعزيز اللات، ويتيع، ويغوث، وود، ورمان، وين الرحمانان .
وكانت في اليمن معابد كثيرة، فكان في شبوه ستون معبدا. وفي المعابد اصنام يقدم لها البخور الذي يحرق على مذابح من الرخام.
وللمعابد، أملاك من الخيل والمواشي والعبيد، ولبعض المعابد اراض واسعة تمتلكها وتشرف على زراعتها، وتجبي الأموال من بيعها، وبذلك كان لها دور في الحياة الاقتصادية. واراضي المعابد بعضها مما يخصصه الملك، وبعضها من هبات وأوقاف الناس. وللمعبد سلطات واسعة ومكانة دينية.
وللآلهة سدنة (وشو) او (الافكال)، وعندهم الكهنة، وقد يكونون من النساء. ولرجال الدين رئيس يسمى (ذو رشة)؛ ولبعض الالهة رجال دين يتصلون بالإله. وفي المعابد جماعة يديرون املاك المعبد ويسمون (ربى). ولم يكن للتنجيم مكانة في ديانتهم، ولم يكن السحرة من رجال الدين.
أديان خارجية:
ودخلت اليمن الديانتان اليهودية والمسيحية. فاما اليهودية، فقد دخلت اليمن في أزمنة لم تحدد المصادر تاريخها، وقد اشار القرآن الكريم الى العلاقة الودية بين ملكة سبأ وسليمان النبي؛ غير ان هذه العلاقة لا تعني ان اليهودية دخلت اليمن منذ زمن سليمان، والارجح ان دخولها اليمن يرجع الى القرن الأول الميلادي بعد ان قضى الرومان على دولة الهيروديين في فلسطين، واقصوا اليهود منها، فتشرد اليهود في البلاد، وقدم بعضهم اليمن وعملوا على نشر اليهودية فيها (1). وتبنى بعض الملوك المتأخرين من حمير اليهود. ويذكر نشوان بن سعيد ان تبع بن حسان هو الذي أدخل اليهودية اليمن؛ ولا ريب أنه يقصد انه اتخذها دينا لملوكهم (2). غير ان اكثر المتعصبين لها هو يوسف ذو نواس الذي اضطهد النصرانية، وقتل عددا من نصارى نجران في الاخدود الذي اشار إليه القرآن الكريم [سورة البروج]. ويذكر نشوان بن سعيد : (كانت اليهودية في حمير وبني كنانة وبالحارث بن كعب)(3).
أما المسيحية، فأنها دخلت المين عن طريق البعثان التبشيرية التي قدمت من الحبشة والدولة الرومانية، وانتشرت في بعض المناطق وخاصة نجران، الامر الذي يظهر انه اثار مخاوف ملوك حمير فناصروا اليهودية، واضطهدوا المسيحية، وقيدوا التجارة مع الحبشة وبلاد الروم، مما اضر الاقتصاد اليماني؛ فجهز الاحباش حملة دخلت اليمن، وقضت على دولة الحميريين، وضايقت مؤيديهم، وساندت النصارى (4). وتحدت مكة فعرقلت الحج اليها، ثم جهزت حملة للاستيلاء عليها. وقاد الحملة الحاكم الحبشي ابرهة؛ ولكنه لم يستطع تحقيق غرضه، واصيب جيشه في اطراف مكة بنكبة قضت عليه، وشتت جيشه، واحتفظت مكة باستقلالها ومكانتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر : تاريخ اليهود في بلاد العرب، لإسرائيل ولفنسون.
(2) انظر : شرح القصيدة الحميرية لنشوان بن سعيد، 527.
(3) الحور العين: لنشوان بن سعيد.
(4) انظر ذلك نص معاهدة الرسول (ص) مع نجران في كتاب (الوثائق السياسية في عهد الرسول)؛ و(الخلافة الراشدية) لمحمد حميد الله؛ وانظر البحث الذي نشرته بيجو لفسكايا في مجلة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للشرق، واعاد نشره صلاح عثمان في كتاب (العرب على حدود بيزنطة وايران).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|