أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-2-2017
6933
التاريخ: 7-2-2017
4674
التاريخ: 27-2-2017
8816
التاريخ: 10-2-2017
5050
|
قال تعالى : {يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء : 26] .
بين تعالى بعد التحليل والتحريم أنه يريد بذلك مصالحنا ومنافعنا فقال الله تعالى : ﴿يريد الله﴾ ما يريد ﴿ليبين لكم﴾ أحكام دينكم ودنياكم وأمور معاشكم ومعادكم ﴿ويهديكم سنن الذين من قبلكم﴾ فيه قولان (أحدهما) : يهديكم إلى طريق الذين كانوا من قبلكم من أهل الحق والباطل لتكونوا مقتدين بهم متبعين آثارهم لما لكم من المصلحة (والآخر) : سنن الذين من قبلكم من أهل الحق والباطل لتكونوا على بصيرة فيما تفعلون وتجتنبون من طرائقهم ﴿ويتوب عليكم﴾ : أي ويقبل توبتكم ويقال يريد التوبة عليكم بالدعاء إليها والحث عليها وتيسير السبيل إليها وفي هذا دلالة على بطلان مذهب المجبرة لأنه بين تعالى أنه لا يريد إلا الخير والصلاح .
﴿والله عليم حكيم﴾ مر تفسيره .
___________________
1. تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص 66 .
{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ ويَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ويَتُوبَ عَلَيْكُمْ}. بعد أن بيّن سبحانه في الآيات السابقة الأصناف المحرمة من النساء نسبا وصهرا ورضاعة ، وبيّن أيضا ما يحل منهن بقوله : {وأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ} بعد هذا قال عز من قائل : شرعنا لكم تلك الأحكام ، وبينّاها لكم ، كي تستغنوا بحلاله عن حرامه ، وبطاعته عن معصيته ، وتتبعوا في اجتناب المحرمات سبيل من سبقكم إلى الهداية والإيمان ، وأيضا لكي يعرف التائب المنيب ما شرّع اللَّه من الأحكام ، فيتقرب إليه بفعل ما أمر به ، وترك ما نهى عنه . .
وقيل : ان اللَّه سبحانه أراد بقوله : {ويَتُوبَ عَلَيْكُمْ} انه تعالى شرّع تلك الأحكام لتعملوا بها تائبين مما سلف منكم في زمن الجاهلية وأول الإسلام من نكاح حلائل الآباء ، والجمع بين الأختين ، وما إلى ذلك من المحرمات ، ومهما يكن فان التائب وغير التائب لا يمكنه أن يطيع اللَّه ، ويمتثل أحكامه إلا بعد بيانها والعلم بها ، فبيان أحكامه لعباده فضل منه ونعمة عليهم ، لأنه لا يأمر إلا بما فيه الخير والمصلحة ، ولا ينهى إلا عما فيه الشر والمفسدة ، وليس من الضروري أن يبيّن لنا سبحانه وجه الحكمة من أمره ونهيه ، ولسنا نحن مكلفين بمعرفته والبحث عنه ، وما علينا إلا التسليم والطاعة مؤمنين بأن أحكامه تعالى هي لخيرنا دنيا وآخرة .
____________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 301 .
قوله تعالى : { يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ } إلى آخر الآية ، بيان وإشارة إلى غاية تشريع ما سبق من الأحكام في الآيات الثلاث والمصالح التي تترتب عليها إذا عمل بها فقوله : { يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ } أي أحكام دينه مما فيه صلاح دنياكم وعقباكم ، وما في ذلك من المعارف والحكم وعلى هذا فمعمول قوله : { لِيُبَيِّنَ } محذوف للدلالة على فخامة أمره وعظم شأنه ، ويمكن أن يكون قوله : { لِيُبَيِّنَ لَكُمْ } ، وقوله : { وَيَهْدِيَكُمْ } متنازعين في قوله ، { سُنَنَ الَّذِينَ } .
قوله تعالى : « وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ » أي طرق حياة السابقين من الأنبياء والأمم الصالحة ، الجارين في الحياة الدنيا على مرضاة الله ، الحائزين به سعادة الدنيا والآخرة ، والمراد بسننهم على هذا المعنى سننهم في الجملة لا سننهم بتفاصيلها وجميع خصوصياتها فلا يرد عليه أن من أحكامهم ما تنسخه هذه الآيات بعينها كازدواج الإخوة بالأخوات في سنة آدم ، والجمع بين الأختين : في سنة يعقوب عليه السلام ، وقد جمع عليه السلام بين الأختين ليا أم يهودا وراحيل أم يوسف على ما في بعض الأخبار ، هذا.
وهنا معنى آخر قيل به ، وهو أن المراد الهداية إلى سنن جميع السابقين سواء كانوا على الحق أو على الباطل ، يعني أنا بينا لكم جميع السنن السابقة من حق وباطل لتكونوا على بصيرة فتأخذوا بالحق منها وتدعوا الباطل .
وهذا معنى لا بأس به غير أن الهداية في القرآن غير مستعملة في هذا المعنى ، وإنما استعمل فيما استعمل في الإيصال إلى الحق أو إرادة الحق كقوله : { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ } : [ القصص : 56 ] وقوله : { إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً } : [ الإنسان : 3 ] والأوفق بمذاق القرآن أن يعبر عن أمثال هذه المعاني بلفظ التبيين والقصص ونحو ذلك.
نعم لو جعل قوله يبين وقوله : { وَيَهْدِيَكُمْ } متنازعين في قوله : { سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ } وقوله : { وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } أيضا راجعا إليه ، وآل المعنى إلى أن الله يبين لكم سنن الذين من قبلكم ، ويهديكم إلى الحق منها ، ويتوب عليكم فيما ابتليتم به من باطلها كان له وجه فإن الآيات السابقة فيها ذكر من سنن السابقين والحق والباطل منها ، والتوبة على ما قد سلف من السنن الباطلة.
قوله تعالى : { وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } التوبة المذكورة هو رجوعه إلى عبده بالنعمة والرحمة ، وتشريع الشريعة ، وبيان الحقيقة ، والهداية إلى طريق الاستقامة كل ذلك توبة منه سبحانه كما أن قبول توبة العبد ورفع آثار المعصية توبة.
وتذييل الكلام بقوله : { وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } ليكون راجعا إلى جميع فقرات الآية ، ولو كان المراد رجوعه إلى آخر الفقرات لكان الأنسب ظاهرا أن يقال : { وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.
______________________
1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 239 – 240 .
هذه القيود لماذا ؟
بعد أن بيّن الله سبحانه في الآيات السابقة ما هناك من شروط وقيود وأحكام مختلفة في مجال الزواج ، يمكن أن ينقدح سؤال في ذهن البعض وهو : ما المقصود من كلّ هذه القيود ولماذا الحدود القانونية؟ ألم يكن من الأفضل أن تترك للأفراد الحرية الكاملة في هذه المسائل ، ليتاح لهم أن يستفيدوا من هذا الأمر وليتعرفوا في هذا المجال كما يفعل عبدة الدنيا حيث يتوسلون بكل وسيلة في طريق اللّذة ؟
إِنّ الآيات الحاضرة هي في الحقيقة إِجابة على هذه التساؤلات إِذ يقول سبحانه : (يريد الله ليبيّن لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم) أي أنّ الله يبيّن لكم الحقائق بواسطة هذه القوانين ويهديكم إِلى ما فيه مصالحكم ، مع العلم بأن هذه الأحكام لا تختص بكم ، فقد سار عليها من سبقكم من أهل الحق من الأمم الصالحة ، هذا مضافاً إِلى أنّ الله تعالى يريد أن يغفر لكم ويعيد عليكم نعمه التي قطعت عنكم بسبب إنحرافكم عن جادة الحقّ ، وكل هذا إِنّما يكون إِذا عُدتم عن طريق الإِنحراف الذي سلكتموه في عهد الجاهلية وقبل الإِسلام .
(والله عليم حكيم) يعلم بأسرار الأحكام ، ويشرعها لكم عن حكمة .
________________
1- تفسير الأمثل ، ج1 ، ص 102 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|