أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-26
751
التاريخ: 23-04-2015
2442
التاريخ: 2024-05-01
741
التاريخ: 23-04-2015
2178
|
عد سبحانه وتعالى على بني إسرائيل نعمة أخرى إضافة إلى نعمة العلى الأولى فقال {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى} [البقرة : 60] أي سأل موسى قومه ماء والسين سين الطلب وترك ذكر المسئول ذلك إذ كان فيما ذكر من الكلام دلالة على معنى ما ترك وكذلك قوله { فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت } لأن معناه فضربه فانفجرت فترك ذكر الخبر عن ضرب موسى الحجر لأن فيما أبقاه من الكلام دلالة على ما ألقاه وهذا كما يقال أمرت فلانا بالتجارة فاكتسب مالا أي فاتجر واكتسب مالا وقوم موسى هم بنو إسرائيل وإنما استسقى لهم ربه الماء في الحال التي تاهوا فيها في التيه فشكوا إليه الظمأ فأوحى الله تعالى إليه « أن اضرب بعصاك » وهو عصاه المعروفة وكان من آس الجنة دفعها إليه شعيب وكان آدم حمله من الجنة معه إلى الأرض وكان طوله عشرة أذرع على طول موسى وله شعبتان تتقدان في الظلمة نورا وبه ضرب البحر فانفلق وهو الذي صار ثعبانا وأما الحجر فاختلف فيه فقيل كان يقرع لهم حجرا من عرض الحجارة فينفجر عيونا لكل سبط عينا وكانوا اثني عشر سبطا ثم يسير كل عين في جدول إلى السبط الذي أمر بسقيهم عن وهب بن منبه وقيل كان حجرا بعينه خفيفا إذا رحلوا حمل في مخلاة فإذا نزلوا ضربه موسى بعصاه فانفجر منه الماء عن ابن عباس وهذا أولى لدلالة الألف واللام للعهد عليه وقيل كانت حجرة فيها اثنتا عشرة حفرة وكان الحجر من الكذان وكان يخرج من كل حفرة عين ماء عذب فرات فيأخذونه فإذا فرغوا أراد موسى حمله ضربه بعصاه فيذهب الماء وكان يسقي كل يوم ستمائة ألف عن أبي مسروق وروي أنه كان حجرا مربعا وروي أنه كان مثل شكل الرأس وكان موسى إذا ضربه بعصاه انفجرت منه في كل ناحية ثلاث عيون لكل سبط عين وكانوا لا يرتحلون مرحلة إلا وجدوا ذلك الحجر بالمكان الذي كان به منهم في المنزل الأول وقوله { فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا } لا ينافي قوله في سورة الأعراف فانبجست لأن الانبجاس هو الانفجار إلا أنه أقل وقيل أنه لا يمتنع أن يكون أول ما يضرب عليه العصا كان ينبجس ثم يكثر حتى يصير انفجار وقيل كان ينبجس عند الحاجة وينفجر عند الحاجة وقيل كان ينبجس عند الحمل وينفجر عند الوضع وقوله « قد علم كل أناس مشربهم » أي قد علم كل سبط وفريق منهم موضع شربهم وقوله « كلوا واشربوا » أي وقلنا لهم كلوا واشربوا وهذا كلام مبتدأ وقوله « من رزق الله » أي كلوا من النعم التي من الله بها عليكم من المن والسلوى وغير ذلك واشربوا من الماء فهذا كله من رزق الله الذي يأتيكم بلا مشقة ولا مئونة ولا تبعة فإن الرزق ما للمرزوق أن ينتفع به وليس لأحد منعه منه وقوله « ولا تعثوا » أي لا تسعوا في الأرض فسادا وإنما قال « لا تعثوا في الأرض مفسدين » وإن كان العثي لا يكون إلا فسادا لأنه يجوز أن يكون فعل ظاهره الفساد وباطنه المصلحة فبين أن فعلهم هو العيث الذي هو الفساد ظاهرا وباطنا ومتى سئل فقيل كيف يجتمع ذاك الماء الكثير في ذلك الحجر الصغير وهل يمكن ذلك فالجواب أن ذلك من آيات الله الباهرة والأعاجيب الظاهرة الدالة على أنها من فعل الله تعالى المنشىء للأشياء القادر على ما يشاء الذي تذل له الصعاب ويتسبب له الأسباب فلا بدع من كمال قدرته وجلال عزته أن يبدع خلق المياه الكثيرة ابتداء معجزة لموسى ونعمة عليه وعلى قومه ومن استبعد ذلك من الملاحدة الذين ما قدروا الله حق قدره ولم يعرفوه حقيقة معرفته فالكلام عليهم إنما يكون في وجود الصانع وإثبات صفاته واتساع مقدوراته ولا معنى للتشاغل بالكلام معهم في الفرع مع خلافهم في الأصل .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|