أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-9-2016
170
التاريخ: 29-9-2016
181
التاريخ: 29-9-2016
187
التاريخ: 29-9-2016
173
|
نفق الفأر ينفق من باب قتل دخل في جحرة وخرج من جحرة فهو ضد، ونافق في دينه ستر كفره بقلبه وأظهر ايمانه بلسانه فهو منافق، وفي المفردات: النفق الطريق النافذ والسرب في الأرض النافذ فيه ومنه النفاق وهو الدخول في الشرع من باب والخروج عنه من باب، وعلى ذلك نبّه بقوله {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: 67] أي الخارجون من الشرع ، انتهى.
وفي النهاية: النفاق وما تصرف منه اسما وفعلا اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وهو الذي يستر كفره ويظهر إيمانه، وان كان أصله في اللغة معروفا، يقال نافق ينافق منافقة ونفاقا، وهو مأخوذ من النافقاء أحد حجرة اليربوع إذا طلب من واحد هرب إلى الآخر وخرج منه ، انتهى.
وكيف كان النفاق إظهار شيء وإضمار خلافه، وقد كثر استعمال النفاق أعني خصوص باب المفاعلة من هذه المادة ومشتقاته، في هذه المعنى في الكتاب والسنة بحيث صار مصطلحا شرعيا متشرعيا فقهيا ورتب عليه أيضا في الشريعة أحكام كثيرة في موارد من الفقه، إلّا ان الأصحاب لم يضعوا له بابا مستقلا في الفقه ليبحثوا عنه موضوعا وحكما مع كونه جديرا بهذا المعنى.
ثم ان النفاق قد يكون في الدين بإظهار الإسلام وإضمار الكفر، وبد يكون في غيره من أمور الدنيا من الأعمال والشؤون الفردية والاجتماعية، فيظهر الرجل شيئا منها وهو على خلافه، وعلى الأول، فمع تبين الموضوع لأحد وعلمه بان الشخص الفلاني كذلك فهل يجب عليه ان يحكم بكفره ويرتب اثاره بمقتضى باطنه، وان هو أقر بالإسلام ظاهرا أو يحكم بإسلامه وفق إقراره ويرتب آثار الإسلام أو يجب عليه ان يفصل بين الآثار فيرتب ما يقتضيه ضرورة العشرة في الظاهر دون غيره وجوه، أوسطها الأوسط ، يدل عليه أوّلا ما ثبت من عمل النبي (صلى الله عليه واله ) وكيفية عشرته مع أصحابه وأمته وترتيب آثار المسلم على الجميع مع علمه بوجود المنافق فيهم بل وعلمه بالمنافق منهم.
وثانيا- إطلاق ما دل من النصوص على قبول الإسلام ممن أقر بالشهادتين من غير اشتراط الفحص عن باطنه بل ومع الشك فيه أو العلم بعدم اعتقاده باطنا، وثالثا- جريان سيرته (صلى الله عليه واله ) وسيرة خلفائه على ذلك وترتيب آثار الإسلام، ولعل من مصاديقه ما لو علم بعروض الشك لأحد في دينه مع عدم اقدامه على تحصيل اليقين أو علم بارتداده باطنا مع خفائه أمره وإقراره بالشهادة ظاهرا.
ثم انه قد نزل في الكتاب الكريم أحكام متعلقة بالنفاق وذموم ووعيدات متوجهة إلى المنافق تكشف عن كفرهم في الواقع، بل وكون النفاق أقبح من الكفر وعذاب المنافق في الآخرة أشد من عذاب الكافر، وقد وقع التعرض فيه أيضا لأمور من أقوالهم وأعمالهم وسوء عشرتهم مع المسلمين، كقولهم عند دعوتهم إلى غزوة أحد { لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ} [آل عمران: 167] وقوله تعالى {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [آل عمران: 167]و قولهم في المقتولين بأحد {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا } [آل عمران: 168] ومراسلتهم مع كفار خيبر (لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ. وإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ) واستمرارهم على النفاق ولم يطلع عليهم النبي (صلى الله عليه واله) وقد علم اللّه بهم، وكونهم من الأمرين بالمنكر والناهي عن المعروف وقولهم في حق غزاة بدر (غَرَّ هٰؤُلٰاءِ دِينُهُمْ) وكونهم خائفين دائما من ان تنزل سورة تنبئهم بما قلوبهم، وشهادتهم برسالة النبي (صلى الله عليه واله) مع شهادة اللّه تعالى بكونهم كاذبين، وقولهم (لٰا تُنْفِقُوا عَلىٰ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللّٰهِ حَتّٰى يَنْفَضُّوا) وقولهم في بعض غزوات النبي (لَئِنْ رَجَعْنٰا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) مريدين من الأعز أنفسهم ومن الا ذلّ النبي (صلى الله عليه واله) وأصحابه، وغير ذلك مما ذكر في الكتاب الكريم الثابت في حق كل منافق في كل عصر ومصر.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|